«جوزي سر نجاحي».. «جنان منصف» عاشقة الذكاء الاصطناعي
الإثنين 26/أبريل/2021 - 10:20 م
في كل صباح، لا تستعذب نكهة قهوتها سوى بمطالعة أبرز ما نشرته الدوريات العلمية حول الذكاء الاصطناعي، فتقف على كل ما هو جديد في هذا العلم الحديث نسبيًا، والذي اختارته مجالًا لبحثها الأكاديمي.. هكذا هي الدكتورة جنان منصف.
يوميات عالمة
بعد أن تنتهي "د. جنان" من قهوتها، تكون قد ألقت نظرة سريعة على آخر ما تضمنته عناوين الدوريات العلمية، فتبدأ نشاطها الروتيني كزوجةٍ وأم لطفلين، فتعد الفطور لأسرتها وتوقظ الزوج والطفلين، وتودّعهما إلى المدرسة، لتعود من جديد إلى مكتبها الذي يحتل ركنًا هادئًا في المنزل، وتضغط زر التشغيل في جهاز الكمبيوتر الخاص بها لتبدأ في إلقاء المحاضرات عن بُعد لطلابها.
ضغطة واحدة
«بضغطة واحدة على جهاز الكمبيوتر تتجمع كل المصادر في شاشة واحدة أمام أعينكم، فلا تنغلقوا على أنفسكم ولا تقبعوا في بيوتكم منعزلين عن المناخ العلمي»، هكذا تنصح الدكتورة جنان منصف طلابها، وتدعوهم إلى البحث عن توصيات المؤتمرات، والمراجع العلمية، التي من شأنها أن تضيف إلى معارفهم الكثير، فالكتاب يوفر المعلومة المجردة، أما المنتديات العلمية فتقدم الأفكار والتحليل وطرق التفكير.
الزوج حصن وسند
تعتبر الدكتورة جنان منصف الأستاذ بقسم الهندسة الكهربائية في جامعة روشستر بدبي، أن زوجها يمثل وتد الخيمة والداعم الأول لها في سبيل إنجاز رحلتها العلمية، إذ قَبِلَ أن يتولّى رعاية الطفلين ريثما تسافر إلى الخارج للحصول على الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي، ذلك العلم الذي شغل تفكيرها وقضت في رحابه 15 عامًا كاملة، حيث كان علم الروبوتات والذكاء الصناعي شغف الدكتورة جنان منذ صغرها، وبينما كان يرى البعض أن بعض أفلام هوليوود، التي ألقت الضوء على عالم الروبوت ليست إلّا محض أفكار ساذجة، كانت هي تؤمن بأن الذكاء الاصطناعي لن يلبث إلّا أن يتحول إلى واقعٍ ملح وضرورة أساسية من ضروريات الحياة.
اقرأ أيضًا.. الدكتورة ريم.. ابنة الفنان الشهير التي تدعو لـ «الطب الأخضر»
رحلتها العلمية
حصلت جنان على درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية من جامعة أريزونا في الولايات المتحدة الأمريكية، ثم انضمت إلى جامعة روشستر في عام 2018م كأستاذة في قسم الهندسة، ومسؤولة عن قيادة مختبر الذكاء الاصطناعي «الروبوت»، وترأست إدارة المشاريع الجامعية، متعددة التخصصات لتحديد الجيل التالي من حالات الاستخدام الآمن والفعال للمدن الذكية.
إنجازات
ولم تكن جائحة كورونا بالنسبة لها وباءً يوقف نشاطها ويعزلها عن العالم، بل راحت تبحث الأمر من جوانب مختلفة حتى نجحت في تطوير تطبيقات ذكية تتضمن مجال الرعاية الصحية مثل العلاج عن بعد، والمترجم الطبي وسوار كورونا، بالإضافة إلى عدة مجالات أخرى مثل الاندماج الاجتماعي «النظارات الذكية»، و«نظام مكافحة الغرق»، وكاشف تسرب خطوط الأنابيب، والنقل والقيادة الذاتية، والأمن السيبراني والتنمر الإلكتروني، لتساير خطة بلادها الإمارات العربية المتحدة في الاعتماد على العلوم الرقمية والواقع المعزز
سوار كورونا
ويمثل مشروع «سوار كورونا» الذي تشرف عليه الدكتورة جنان، هذه الرؤية كونه يسهم في إدارة الجائحات والأوبئة من خلال عدة مميزات أهمها التحكم في الحشود ومراقبة صحة الأفراد وكذا الحفاظ على صحة وسلامة طلبة المدارس عبر قياسه لبعض المؤشرات الحيوية للطلبة وتقديمه لقاعدة بيانات وتقارير وإنذارات بالحالات الطارئة لإدارة المدرسة ولأولياء الأمور معًا، بما يضمن تتبع ومراقبة كاملة لمؤشرات الطلبة الحيوية ويضمن كذلك الحفاظ على مسافة الأمان بين الطلبة في وقت الأزمات الصحية