اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي.. والدة سفيان الثوري «أم تبنى أمة»
الخميس 22/أبريل/2021 - 03:44 م
وسام شريف
تواصل الدكتورة حنان مختار الواعظة بوزارة الأوقاف والحاصلة على الدكتوراه في الفقه الإسلامي تقديم حلقات "هي" لاستلهام القدوة وأخذ العبرة من حياة السيدات الخالدات.
وفي حلقة اليوم تتناول نموذجا لأم صنعت أمة وهي أم الإمام سفيان الثوري، فتقول: رفع الإسلام من مكانة الأم في الإسلام، وجعل برها من أصول الفضائل، كما جعل حقها أعظم من حق الأب لما تحملته من مشاق الحمل والولادة والإرضاع والتربية، وهذا ما يُقرره القرآن ويُكرره ليثبِّته في أذهان الأبناء ونفوسهم.
فقال سبحانه: (ووصّينا الإنسان بوالديه حَملته أمه وَهْنًا على وهن، وفِصاله في عامين أنْ اشكر لي ولوالديك إليّ المصير) لقمان:14.
فضل الأم فى الإسلام
وفي الحديث النبوي الشريف الذي يروي قصَّة رجلٍ جاء إلى النبي "صلى الله عليه وسلم" يسأله: من أحق الناس بصحابتي يا رسول الله؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أبوك».
والأمومة مشتقة من الأُمّ، وأُمّ كل شيء: معظمه، ويقال لكل شيء اجتمع إليه شيء آخر فضمّه: هو أُم له (فأُمُّه هاوية) القارعة: 9. وأم القرى: مكة قال سبحانه: ( وما كان ربك مُهلِك القرى حتى يبعث في أمها رسولًا ). القصص:59.
والأمومة: عاطفة رُكزت في الأُنثى السوية، تدفعها إلى مزيد من الرحمة والشَفقة ؛لأن الأم مصدر الحنان، والقرآن وضع أمام المؤمنين والمؤمنات أمثله عظيمة لأمهات صالحات. كان له أثر ومكان في تاريخ الإيمان نتناول منهن اليوم: والدة الإمام سفيان الثوري.
اقرأ أيضًا.. نساء صنعن رجالًا.. صفية العابدة تفرغت لتربية وليدها اليتيم فكان الإمام أحمد
وسفيان الثوري هو فقيه العرب ومحدثهم وأمير المؤمنين في الحديث، كان وراءه أمٌ صالحة تكفلت بتربيته والإنفاق عليه فكان ثمرتهـا، ويقول: لما أردت طلب العلم قلتُ: يارب، لابد لي من معيشة ورأيتُ العلم يذهبُ ويندثر فقلت أفرغ نفسي في طلبه وسألتُ الله الكفاية ( أن يكفيه أمر الرزق ) فكان من كفاية الله له أن قيض له أمه التي قالت له:يا بني، اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي.
بل والأكثر من ذلك، أنها كانت تتعهده بالنصح والوعظ لتحضه علي تحصيل العلم فكان مما قالته له ذات مرة: أي بني إذا كتبت عشرة أحـرف، فانظر هل تري في نفسك زيادة في خشيتك وحلمك ووقارك، فإن لم تر ذلك، فاعلم أنها تضرك ولا تنفعك، هكذا كانت أمه فكان سفيان.