الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

فى ذكرى العاشر من رمضان.. نساء شاركن في صناعة النصر

الخميس 22/أبريل/2021 - 11:46 ص
هير نيوز

في ذكرى العاشر من رمضان لانتصار أبطالنا وجنودنا البواسل في ملحمة أكتوبر المجيدة عام 1973، يتصور البعض جهلا أن المرأة غابت عن المعركة؛ لكن الحقيقة أن حرب أكتوبر كانت عملاً جماعياً، والمرأة المصرية كانت في القلب منه.

وقامت المرأة بأدوار بطولية بداية من كونها أم البطل وزوجة الشهيد، وكانت مثالا للمرأة المثابرة، بل غرست الصبر والتحمل في نفوس أولادها لخلق جيل جديد قادر على العطاء ومواجهة التحديات لتسطر في تاريخ مصر أروع قيم التضحية والعطاء.

وفي فترة ما قبل الحرب تحملت المرأة الكثير من أجل حماية الجبهة الداخلية فهي التى هُجرت من وطنها بسبب الاحتلال وخلال سنوات الحصار التى شهدتها مدن القناة كانت تقوم في البيت وحدها بدور الرجل والمرأة، وتتحمل الأعباء حتى يعود زوجها بالنصر مرفوع الرأس.

فدائيات

شاركت المرأة فى المقاومة الشعبية، حيث كانت تعمل الست فاطوم - التى قدمت عشر دجاجات كانت تملكها طعاما لرجال المقاومة –رغم القصف الشديد على نقل الذخيرة وتضميد جراح المصابين، ورغم أن ما قامت به فلاحة فايد من مهمة استطلاعية لمكان تمركز آليات العدو ومجنزراته ليس بغريب على المصرية لكن العجيب أن تعرض للخطر حياة ابنتها التى حملتها على كتفيها تمويها للعدو ما يؤكد مدى تضحية المرأة فى ذودها عن وطنها.

الجبهة الداخلية


شاركت المرأة فى الحرب من خلال مقار التنظيم النسائى والجمعيات النسائية الأهلية لخدمة أسر الشهداء والجرحى، وبث الحملات الإعلامية للتطوع فى التمريض والتبرع بالدم وتدعيم الجبهة الداخلية

وعلى المستوى الأدبى كونت «لجنة صديقات القلم» لترجمة كل ما يكتب عن القضية المصرية وإرساله لمختلف الاتحادات والمنظمات النسائية فى العالم لإعلام المرأة العالمية بحقيقة ما يدور فى الشرق الأوسط.

كما توجهت السيدة جيهان السادات مع آلاف السيدات للخدمة العامة تعبيرا عن عرفان وطن بأكمله لأبطاله حيث بعث مؤتمر الجامعة العربية آنذاك ببرقية تأييد للرئيس السادات أكد فيها أن نساء أفريقيا والعرب يجددن العهد أمام الله والوطن أن يجندن الجهود والطاقات من أجل خدمة المعركة والمبادىء التي تكافح الشعوب العربية والأفريقية لإقرارها، ودفع أى عدوان يقع عليها.

متبرعات بالدم


رغم معاناة المرأة من تدني الأوضاع سواء صحيا أو اجتماعيا أو ثقافيا أثناء الإعداد للحرب إلا أنها كانت على أتم استعداد لتقديم كل ما تملك لوطنها، فعملت بمستشفيات الهلال الأحمر، وساندت المصابين وضمدت جراحهم، حيث ذكر أحد سجلات التنظيمات النسائية 13 ألف سيدة تم تدريبهن أثناء حرب أكتوبر على أعمال الإسعاف والتمريض.

إلى جانب تدريب خمسة آلاف أخريات للانضمام إلى ستة آلاف ممرضة مدربة فى طابور الانتظار لتقديم المساعدات الطبية فى المستشفيات، كما امتلأت معامل التبرع بالدم بالنساء حيث ذكرت السجلات تبرع أكثر من تسعة آلاف سيدة بالدم للمصابين حتى امتلأت المعامل بأكياس الدم ولم يعد بإمكانها استقبال متبرعين جدد، بجانب من يقمن بالحياكة وأعمال الديكور فى خدمة المستشفيات.

.. وبالمال


عندما بدأت لجان جمع تبرعات المجهود الحربى سارعت الأسر إلى التبرع بكل مخزونها من الأرز والقمح والذرة.
وشُوهدت سيدة عجوز تتبرع «بحلة نحاس»، وطفلة تتبرع بحلق ذهب فى أذنيها، وأطفال يتبرعون بما تضمه «الحصالة» من قروش قليلة.
وعلى مستوى المواقع القيادية قامت زوجات المسئولين والوزراء والضباط بجمع التبرعات وشراء ملابس وبطاطين وكافة احتياجات الأسرة وتوزيعها على الأسر التى فقدت العائل بالاستشهاد فى الحرب أو الإصابة.

اقرأ أيضا.. المفتي يوجه رسالة للمصريين: تحلوا بروح العاشر من رمضان


كما تكونت لجنة نسائية بنقابة المهن التجارية من 60 ألف عضوة للمساعدة بشتى الطرق فى الحرب من خال جمع التبرعات وتبنى ورعاية أسر الجنود والشهداء ماديا واجتماعيا.

وقد كان التبرع بالأجر أحد أبرز أساليب المصرية فى دعم جيشها وقيادتها السياسية، حيث ضربت كوكب الشرق أم كلثوم مثالا رائعا فى هذا المجال فقد استحثت الشعراء لكتابة قصائد وطنية حماسية للشد من عزيمة الجنود، إلى جانب تخصيص إرادات حفلاتها التى جابت بها العديد من الدول إلى المجهود الحربى.

راعيات برتبة لواءات


"إن باطن الأرض خير لنا من ظهرها إذا تخلينا عن مصر أو فرطنا فى سيناء.." كلمات رددتها السيناويات حينما وقفن بجانب الرجل للدفاع عن "تدويل" سيناء بالمؤتمر الذى أقيم بالحسنة ليستكملن مسيرتهن التى بدأنها منذ حرب الاستنزفات، وخلال فترة ما بعد نكسة 1967 خلال حرب أكتوبر التى كان لهن دور فعال فى المقاومة حيث قمن بتهريب الفدائين وعلاجهم ومساعدتهم فى الوصول إلى الأراضى المصرية عبر طرق لم يعرفها العدو، إلى جانب تنفيذ العديد من العمليات المهمة كتشكيل مجموعات تقوم برصد تحركات العدو وحصر آلياته للقيام بمهام قتالية، لتكون السيناويات عن وأذن الوطن فى ذلك الوقت.


المرأة البدوية .. قنبلة سيناء


لم تكن المرأة البدوية في سيناء مجرد راعية للأغنام وأم للأولاد فحسب، بل كان فيهن المناضلات المحاربات، اللذين وقفوا كالرجال أمام آلة الحرب الإسرائيلية، فكانت البدويات يساهمن بشكل خفي في توصيل السلاح والقنابل والمتفجرات للجنود المصريين، بل الأكثر من ذلك كن يزرعن بـنفسهن الألغام في أراضي سيناء من أجل تدمير العدو إن حاول الاقتراب.

وكانت من ضمن شجاعة المرأة البدوية التي لم تختلط أبداً بالرجال من قبل أمر غريب عندما أقمن معسكر تدريبي قبيل حرب أكتوبر المجيدة، ليتعلمن فيه كيفية إشعال فتيل القنبلة، وكيفية زرع الألغام كما تدربن على إطلاق الرصاص تحسباً للحرب التي كانت متوقعة بين ليلة وضحاها.
هذا، وكانت المرأة البدوية أيضاً من أهم وسائل الاتصال بين قيادات الجيش في القاهرة وبين جنودنا البواسل في سيناء، وتم استخدام بدويات سيناء في توصيل الرسائل والمعلومات لجنود الجيش خلال فترة الحرب، حفاظاًَ على سرية المعلومات وخشية وقوعها في يد جواسيس.

وأخيراً، كانت بدويات سيناء يتركن أطفالهن أيام وليالي طويلة، ويذهبن للجبهة لتوزيع الخبز والدقيق على جنود الجيش الأبطال، ويرعون الجرحى إن لزم الأمر في مناخ من الوئام والمحبة والوطنية الشديدة .. هكذا تكون المرأة المصرية.

ads