الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

د. شيرين الملواني تكتب: لم تَعُد سيناء نسْيًا مّنسِيًا

الأربعاء 21/أبريل/2021 - 01:12 ص
د. شيرين الملواني
د. شيرين الملواني


كانت سيناء لسنوات طوال صندوقًا من الرمال منسيًا ومُهملًا بعد استردادها بدماء خيرة شباب مصر، تلك البقعة المباركة التى مُنيت بجغرافية متفردة والتى قاربت مساحتها مساحة المملكة الأردنية وتفوقت بتسعة أضعاف على مساحة سنغافورة، ظلت فى طى النسيان، ورسخت صورة الحرب على الإرهاب بها فكانت مرتعًا لخلايا أرهابية تصول وتجول من خلال أنفاقها وانفصلت كتلتها السكانية تمامًا عن باقى القُطر المصرى؛ مما مهد الطريق لرسم معالم خريطة الشرق الأوسط الجديد كمركز للإرهابيين وكجزء مبتور من جسد الدولة تحت مسمى الإمارة الإسلامية، وكان التحدى الحقيقى الذى واجهته القيادة الحالية ألا وهو الحرب الشاملة العسكرية وسط تفجيرات يومية على أرض شبه جزيرة سيناء وبيانات من القنوات المُعادية لنا والداعمة لداعش وشاكلتها تؤكد بقرب السيطرة عليها كل هذا وسط رؤية ضبابية تتجلى أمام المواطن المصرى.


وانتبهت القيادة أن العنف المسلح لن ينتهى طالما لم تصل التنمية تلك البقعة التى تعتبر بوابة مصر الشرقية بل بوابة القارة فكانت الخطوات المدروسة والسريعة من أجل اقتران سيناء بالتعمير وجعل تنميتها الحقيقية أولى الأولويات تقديرًا لبعدها الجغرافي والإستراتيجي والاقتصادي فكان قرار التنمية والاستثمار من أسرع القرارات التي وفقت فيها القيادة، فسيناء - إضافة إلى كونها منجمًا للذهب وبها ثلث الإنتاج البترولى المصرى - تحتوى على أكبر مخزون للمعادن النفيسة عالميًا فبدأت الدولة بتهيئة البنية التحتية لإقامة المشروعات الصناعية وبدأت بمصنع العريش للأسمنت متبوعًا بإنشاء مجمع لإنتاج الرخام وأولت اهتمامًا كبيرًا بالمشروعات الصناعية الأخرى كالشركة الوطنية للصناعات الغذائية برفح ومشروع شرق بورسعيد مع إقامة الأرصفة البحرية ومناطق لوجيستية ومزارع سمكية مما وفر فرص عمل للأيدي العاطلة أصبح متنفسًا لتقليص البطالة.

نادى العبقرى الراحل الدكتور جمال حمدان بأهمية توسعة قناة السويس عارضًا عدم جدوى أن تظل أُحادية الضفة، داعيًا لأهمية أن تزدوج بالعمران فى الضفتين، بدأت القيادة أولى المشروعات بتوسعة القناة وتحويل منطقة قناة السويس لمنطقة اقتصادية حُرة برصد 600 مليون جنيه لمشروعات قومية كبرى منها مشروع للطرق شمل 2000 كم سواء بتوسعة الطرق القديمة أو إنشاء طرق جديدة كطريق شرم الشيخ الجديد وطريق طابا الجديد وتنفيذ الأنفاق الرابطة الجديدة أسفل القناة كأنفاق تحيا مصر بالإسماعيلية وأنفاق الثالث من يوليو جنوب بورسعيد ونفق الشهيد أحمد حلمى 2 بالتزامن مع استكمال منظومة الكبارى العائمة على طول خط القناة الملاحي لخدمة المنطقة تجاريًا وسكانيًا داعمة كل ذلك بإقامة مدن عمرانية كمدينة الإسماعيلية الجديدة ورفح وبئر العبد الجديدة، ومما ربط تلك البقعة بباقي القطر المصري وقضى على عزلتها هو الاهتمام بالمطارات فتم تطوير مطار البردويل الدولى وافتتاحه للأغراض المدنية، بالإضافة لمطار العريش الدولى، وكان لتدشين جامعة الملك سلمان بفروعها الثلاث فى الطور وشرم الشيخ ورأس سدر أبلغ الأثر لجذب النظر تجاه سيناء كقبلة تعليمية بالتوازي مع تطوير جامعة العريش وإعادة إحياء وتطوير المعاهد الأزهرية التى يقصدها غالبية الشباب السيناوى الذى وجد ضالته أخيرًا فى المدن السكنية للشباب فى شمال وجنوب سيناء ووجد لأول مرة الاهتمام به رياضيًا فى صورة مراكز الشباب الرياضية والصالة المُغطاة والتى تم افتتاحها أخيرًا.

بوركت سيناء فى الأديان الثلاث، وآن أوان تكريمها بعدما ظلت لعصور سابقة نسيًا منسيًا، فما لاقته من اهتمام من القيادة الحالية عمليًا وعلى أرض الواقع يُعَد تكريمًا لها وشعر بمردوده قاطنوها عوضًا عن سنوات من العزل والتهميش ولا زال قطار التنمية والعمران يشق طريقه فيها داهسًا رؤوس الإرهاب ومموليه وسط طمأنينة غابت عنها كساحة حرب وكل يوم يمر في مسيرته يعود بالرخاء على سيناء والقطر المصري بأكمله.. فأولى أسلحة محاربة الأرهاب هى التنمية.

وكل عام ومصر بخير وسيناء بين أحضاننا.
____________________
الأهرام

ads