المصريون ولاد أصول وجدعان.. من «صينية هنية» لـ«شباب الباجور»
الثلاثاء 20/أبريل/2021 - 03:08 ص
«الشراقوة عزموا القطار»، عبارة مأثورة وضعت أهالي الشرقية في قالب من الكرم، ليصبحوا من بعدها مضرب المثل في الإيثار وبذل الغالي والنفيس، لكن الحقيقة أن المصريين جميعًا أصحاب همة عالية يظهر معدنهم وقت الشدائد، فجمال مصر مظهر من مظاهر قوتها أن تجد أهلها يدِِ واحدة في أي صعوبات.. "مفيش فرق لا بين مسلم ومسيحي، ولا بين كبير وصغير، ولا رجل أو امرأة، ولا حتى بُعد مسافات.. المصري أصلي في كل وقت وتحت أي ظرف".
كل هذا يختصر في مشهدين الأول: مشهد «الصينية» التي حملتها إحدى سيدات محافظة القليوبية لإطعام الجرحى وطواقم الإنقاذ خلال حادث القطار الذي شهدته مدينة طوخ.
سيدة الصينية
«سيدة الصينية» تُدعى هنية إمام، لم تكن تعلم بتداول صور لها أثناء حملها صينية، لتقديم إفطار لمصابي حادث قطار طوخ الذي وقع أمس وأسفر عن وفاة 11 شخصًا وإصابة 98 آخرين، بل وأكدت أنها لم تكن من الأساس تعلم بوقوع حادث القطار، وكانت في عملها، واتصلت هاتفيًا بأبنائها لتطمئن عليهم وتسأل عن حاجتهم قبل عودتها من العمل، فأخبروها بوقوع الحادث.
طريق العودة
في طريق العودة من العمل إلى منزلها، كانت تستقل سيارة أجرة لم تتمكن من عبور الطريق، فترجّلت الطريق إلى منزلها لتفاجأ بهول المشهد، فرأت أنها ليست بأقل من طواقم الإنقاذ ولا بد أن يكون له دور في الأمر، فهرعت إلى منزلها واعدت صينية الطعام ثم توجهت بها إلى هناك.
ماء وغذاء
أعدت ما تيسر من طعام في عجالة، وقبل حلول موعد الإفطار كان نجلها يتقدمها حاملًا مياه الشرب بينما هي تضع فوق رأسها «صينية الطعام» وبدأت بتوزيعه على المصابين وطواقم الإنقاذ.
مفاجأة الصورة
فعلت ما فعلته، وهي لا تدري أن عدسات المصورين ترقب كل شاردة وواردة، وحين حل المساء، أخبرها الجيران بان صورها متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي مرفقة بعبارات شكر وتقدير لعظيم ما قدمته وأصبحت ضمن الأكثر تداولًا «تريند»، وكذلك بدأت بعض برامج التلفزيون تتحدث عن صنيعها، فاندهشت كونها لم تفعل سوى ما أملاه عليه ضميرها وما يحتّمه الواجب الوطني والإنساني.
لم تكن صينية هنية فقط التي عكست طيبة المصريين وشهامتهم فجينات المصريين تؤكد أنهم أهل حضارة تظهر وقت الشدة، والأصول والجدعنة في دم كل مصري تظهر وقت الشدائد... دول المصريين زمان ودلوقتي وبكره..
حيث كان المشهد الثاني مجموعة شباب من زاوية جروان في مركز الباجور محافظة المنوفية أسسوا فريق لإفطار الصائمين، وكانوا يقومون بتوزيع إفطار مجاني يوميًا بالجهود الذاتية ؛ وقرروا بعد حادثة قطر بنها تغيير المكان إلي مستشفى بنها الجامعي، وغيرها من المستشفيات التي استقبلت مصابي الحادث لتوزيع 500 وجبة إفطار على أهالي المصابين !..
هؤلاء الشباب شعروا للحظة أن أهالي المصابين منشغلين في الظرف الطاريء ولن يلتفتوا إلي أكل أو شرب فطار فقرروا القييام بهذا الدور طواعية.
"عبدالجليل الشاذلي" واحد من شباب الخير: (دول أهالينا وماكنش ينفع نسيبهم لوحدهم، وكفاية إنشغالهم بقرايبهم المصابين، وبالنسبة لنا كان كفاية الدعوات الحلوة اللي سمعناها منهم)..
اقرأ أيضًا.. جدعنة المصريين تظهر في حادث تصادم قطاري سوهاج (فيديو)