الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«أسرة لم تكتمل».. قصص حزينة عن «الطلاق المبكر».. وخبراء يضعون روشتة العلاج

الأحد 18/أبريل/2021 - 03:01 م
هير نيوز

تحول الطلاق المبكر في الآونة الأخيرة إلى ظاهرة جعلت من الأسرة كائناً هشاً وانعكست آثارها على المجتمع بأكمله فصار ضعيفا لا يستطيع حماية أفراده أو احتوائهم في ظل زيادة نسبة التفكك.

- حالة طلاق واحدة كل دقيقتين و20 ثانية

ووفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن آخر إحصائية 225 ألف حالة فى 2019 مقابل 201 ألف حالة فى 2018.

هذه الأرقام تؤكد أنه فى مصر يحدث حالة طلاق واحدة كل 2 دقيقة و20 ثانية، وفى الساعة 27 حالة، أما اليوم 651 حالة، وأكثر من 7000 حالة طلاق فى الشهر وأغلب الحالات طلاق بسبب الخلع.

- أسماء: الاستعجال وسوء الاختيار دمّر حياتي


أسماء (30 عاما) تروي قصة طلاقها المبكر قائلة: "تحالف سوء الاختيار والإجبار والتسرع أخرجتني من التجربة بدروس قاسية، مؤكدة أن زواجها استمر أقل من عامين، وبدأ بضغط أهلها إذ انحازوا للعريس الغني والمتدين.

تشير إلى أنها وسافرت معه إلى بلد عربي لتكتشف في الغربة عنفه وتطاوله، فهربت للسفارة المصرية تاركة له كل شيء حتى حصلت على الطلاق.

- آيات: قصر فترة الخطوبة تسببت في زواجي بمجهول


قصر فترة الخطوبة كان سببا في فشل آيات (20 عاما)، فرغم أن الزوج يكبرها بـ 12 عاما إلا أن الاثنين لم يعرفا بعضهما جيدا خلال فترة الخطوبة القصيرة التي لم تزد عن 6 أشهر لأنها بعد الزواج فوجئت بوجه آخر للزوج مرسوم بالعصبية ومشحون بالعنف وكان الفيصل الخيانة فقامت بخلعه رغم إنجابها منه لطفل.

البلتاجي: تأخر السن دفع الأسر لعدم التدقيق في "العرسان"


يقول أحمد البلتاجي (40 عاما) مدرس متزوج وليده 3 بنات، إن تأخر سن الزواج دفع بعض العائلات للاهتمام بزواج البنت دون التدقيق في الشخص ووجود توقعات مسبقة لدى طرفي الزواج والمقارنة الدائمة بالأهل تؤدي إلى تعدد الخلافات فالزوج يقارن الزوجة بأمه والزوجة تقارنه بأبيها ولا يدركان اختلاف الزمن.

تابع: "وبالتأكيد تربية الطرفين تؤثر على استمرار الزواج فتدليل الفتاة أو عدم تحمل الزوج للمسئولية يؤدي منطقيا إلى الطلاق المبكر".

فاطمة: زهوة الحب تعمي الطرفين


ترى فاطمة الشرويدي (23 عاما)، أن الزواج المبكر السبب الأهم للطلاق المبكر لأن الزواج في هذه الحال لا يتم عن اقتناع أو اختيار وأنما غالبا إرضاء للأهل الذين يقومون بدورهم بإدارة العلاقة فتنتهي بالطلاق.

وتضيف "في أحيان أخرى زهوة الحب تعمي الطرفين عن العيوب الشخصية أو التعامل بتهور بدلا من الصبر في المشاكل المتكررة"، متسائلة هل يجهز الأهالي أبناءهم لتحمل مسئولية الزواج كما يجهزون الشقة والعفش؟، ناصحة الزوجات باحتواء الأزواج وتحمل المسئولية.

اقرأ أيضا.. 6 نصائح لحماية الأطفال من أزمات الطلاق


أحمد عفيفي: الماديات هي السبب الأول للطلاق المبكر


ويعتقد أحمد عفيفي (20 عاما)، طالب بكلية الصيدلة أن المشاكل المادية هي السبب الأهم للطلاق كما عايشها بين أصحابه، لافتا إلى أن الشاب يتزوج وقد أرهقته المسئوليات المادية التي لا تنتهي وتزيد الضغوط مع الإنجاب وعدم تقدير الطرف الآخر.

ويضيف مصطفي جمال (25 عاما)، أن تأجيل الإنجاب أو تأخره ضمن أسباب الطلاق المبكر لا سيما في الأوساط الشعبية، وتلعب الحموات دورا كبيرا في تنغيص حياة الزوجين وخلق المشاكل وصولا للطلاق.

أماني شريف: الزوجة لا تشعر بالاطمئنان إذا كانت لا تعمل


وتشير أماني شريف (45 عاما)، مدرسة، إلى اعتراض الزوج علي عمل زوجته واتهامها بالتقصير أحد أسباب الخلافات المتجددة وصولا إلى الطلاق، خاصة أن الزوجة لا تشعر بالاطمئنان إذا كانت لا تعمل.

وتحذر سوزان المغربي (30 عاما)، ربه منزل، من التسرع في قرار الزواج من أجل الزواج فقط، مؤكدة أن الزواج قرار مصيري هدفه بناء أسرة فأنت لا تختار شريكة للحياة أنما تختار أبا أو أما لأبنائك مما يتطلب التمهل وحسن الاختيار.

أستاذ علم النفس: الزواج مؤسسة تحتاج لتوافر سمات شخصية واجتماعية


يرى الدكتور فكري محمد العتر، أستاذ علم النفس الارتقائي بكلية الآداب جامعة القاهرة، إن الزواج مؤسسة تحتاج إلى توافر سمات شخصية واجتماعية ومجتمعية للاستمرار.

وعدد في تصريح خاص لـ "هير نيوز" السمات الشخصية وهي الصبر والتواصل وتحمل مسئولية وحل المشكلات وعدم الهروب أما السمات الاجتماعية فتتمثل في العائلتين باعتبار العلاقة بين الزوجين هي علاقة بين عائلتين لذلك كلما زاد التجانس في القيم أدى ذلك إلى قوة مؤسسة الزواج نفسها كما أن عدم وجود تباينات اقتصادية بين العائلتين يساعد على تقارب الزوجين.

وتابع: "تظهر قوة الإطار العائلي بتقديم المساندة النفسية قبل الاقتصادية للزوجين و التدخل في الوقت المناسب لحل الصراعات بين الزوجين في حال حدوثها بعكس لو كانت العائلتين جزءا من الصراع".

ولفت إلى أهمية الدور المجتمعي من خلال المؤسسات التي تقدم الاستشارات الأسرية حرصا على الحفاظ على الترابط في المجتمع ككل.

استشارية الطب النفسي تحذر: لا تتسرعا في اتخاذ قرار الطلاق


وأكدت الدكتورة رضوى سعيد، استشارية الطب النفسي في قصر العيني، أن ظاهرة الطلاق المبكر هي التي تحدث قبل مرور ثلاث سنوات من الزواج، ومن أهم أسبابها عدم اتفاق الطرفين واستنفاذ محاولات لإصلاح العلاقة والتعجل في إتمام الزواج واختلاف الطباع بين الزوجين وكلما ازداد التضاد بينهما في التصرفات والقرارات المصيرية تزداد الفجوة التي تفتح مجالاً للطلاق.

وتنصح سعيد كل زوجين بألا يسرعا في اتخاذ قرار الطلاق، ومنح نفسيهما فترة كافية بعد الزواج حتى يستطيعا التجانس والتطبع بطباع بعضهما، ويعرف كل منهما الآخر جيداً موضحة أن الطلاق يسبب مشاكل نفسية ، فتغير الحالة الاجتماعية من عازب إلى متزوج تؤدي إلى تغيرات بيولوجية من الصعب إزالة آثارها في حالة الطلاق.

خبيرة علاقات أسرية: الشك والغيرة من أسباب الطلاق المبكر


وأوضحت الدتورة فاطمة الشناوي، خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية، أن للطلاق المبكر أسباب أهمها الزواج السريع وعدم وجود فترة خطوبة كافية تحددها بستة أشهر على الأقل.

وأضافت أن الزواج لأسباب مادية وهي الطمع في الطرف الآخر غالبا ما ينتهي بالفشل السريع لأن طمع طرف يقابله بخل طرف آخر.

وتشير إلى أمراض نفسية يعاني منها أحد الطرفين وتؤدي إلى صعوبة استمرار الحياة الزوجية مثل الوسواس القهري والغيرة والشك وانعدام الإحساس بالأمان، متابعة: "ولا ننسى انعدام التكافؤ أو غياب النضج العاطفي".

وأشارت إلى أن الزواج المبكر بما فيه من صغر سن يساوي الزواج المتأخر بما فيه من عدم قدرة على التكيف مع الطرف الآخر وكلاهما فرص فشله كبيرة، مؤكدة أن تدخل الأهل أو كره أحد الطرفين لأهل الآخر يفشل الزواج بسبب تدخل الحماة في الأمور الزوجية.

وتضع روشتة لنجاح الزواج تبدأ بالسؤال الجيد عن شريك الحياة والأسرة وفترة خطوبة معتدلة وتفاهم بين الطرفين.

ads