إيناس عبد الدايم.. عازفة «الفلوت» التي تقود «معركة الوعي»
السبت 17/أبريل/2021 - 09:08 م
كان اختيار الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرًا للثقافة في يناير 2018 ضمن تعديل وزاري أجراه المهندس شريف إسماعيل على حكومته الأخيرة، لتصبح أول سيدة تتولى هذه الحقيبة في تاريخ مصر، وكذلك ثاني عضو حكومة يأتي من الوسط الفني، بعد الفنان التشكيلي فاروق حسني.
تحظي إيناس عبدالدايم، بسيرة ذاتية مشرفة حيث تولت رئاسة دار الأوبرا المصرية وهي عازفة فلوت عالمية، بدأت دراستها بكونسرفتوار القاهرة، وبعد حصولها على البكالوريوس، سافرت في منحة دراسية إلى فرنسا حتى يناير عام 1990، فحصلت على الماجستير ثم الدكتوراه في آلة الفلوت من المدرسة العليا للموسيقى بباريس.
وخلال فترة دراستها حصلت على الدبلوم العالي آلة الفلوت عام 1984؛ والدبلوم العالي في الأداء لآلة الفلوت عام 1985؛ والدبلوم العالي لموسيقى الحجرة بالإجماع وإشادة لجنة التحكيم عام 1986؛ ثم الدبلوم العالي للعزف المنفرد في موسيقى الحجرة عام 1988.
وقدمت إيناس العديد من الحفلات منها؛ حفلات موسيقية في مناطق عديدة بفرنسا، بالإضافة إلى عدد من الحفلات مع أوركسترا اليونسكو الدولي بباريس وكذلك حفلات الصولو مع أوركسترا كونسرفاتوار القاهرة.
كما قدمت العديد من الحفلات الصولو في عدة بلدان أوروبية وعربية مثل: تشيكوسلوفاكيا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا وبلغاريا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى العديد من البرامج الإذاعية التي كان من أهمها في راديو فرانس بباريس، كما قامت بالاشتراك في تسجيل أعمال المؤلف المصري الراحل جمال عبد الرحيم في ألمانيا والقاهرة.
في 1999، قامت بتأسيس فصل دراسي لتعليم آلة الفلوت للأطفال في سن مبكرة لتنمية المواهب بدار الأوبرا المصرية.
وأشرفت على العديد من الأبحاث العلمية للحصول على درجة الدكتوراه والماجستير في الفنون بالعديد من الجامعات والمعاهد المصرية، كما قامت بالمشاركة في إعداد المناهج الدراسية التعليمية في مصر وبعض البلدان العربية، وهي المستشار الفني لأوركسترا النور والأمل، وهي أوركسترا مصرية للكفيفات.
ومؤخرًا، فازت مصر ممثلة في الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية بمنصب رئيس المجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية، لمدة أربعة سنوات مقبلة كسادس رئيسًا للمجمع منذ تأسيسه في عام 1971، وذلك خلال انعقاد المؤتمر الرابع والعشرين للمجمع العربي للموسيقى، يومي 28 و29 ديسمبر 2017 الماضي في مركز بحوث المجمع في العاصمة الأردنية عمان.
بيتها الأول
وزارة الثقافة لم تكن غريبة عنها، كونها واحدة من العاملين في القطاع الثقافي، تعرف الجميع ويعرفونها لأن الثقافة بيتها الأول مما سهل مهمتها لتبدأ مرحلة علاج المشكلات التي تهدد القطاع الثقافي لتجد نفسها في مواجهة مباشرة مع العديد من الألغاز الصعبة، التي يستدعي الوصول إلى حلهال خوض مغامرات، بحسابات دقيقة وهدوء كما تتعامل كفنانة مع آلتها «الفلوت».
مهمة شاقة
كانت تعرف منذ اللحظة الأولى أنّ توليها حقيبة الثقافة ليس من قبيل تمكين المراة أو التباهي أمام العالم بأن الوزيرة المسؤولة عن تنمية العقول ورعاية المواهب «سيدة»، لكن الحقيقة أنها اختيرت لمهمة شاقة وعليها أن تكون على قدر التحدي، في تحويل كيان فارغ أجوف يعاني من مشكلات عديدة سواءً على صعيد الأداء أو حتى على مستوى الرؤية، لتجد نفسها أمام مهمة ثقيلة وأن عليها خلخلة العديد من الثوابت التي وضعتها عقود متتالية من الجمود في تشكيل الوعي.
اقرأ أيضًا.. "عبدالدايم" وإلهام شاهين تشاركان في تشييع جثمان عزت العلايلي (صور)
ترتيب الأوراق
الزمان تغير، وأصبح الانفتاح على الآخر أشد ضرورة من ذي قبل، لذا فإن دور وزارة الثقافة لم يعد قاصرًا على الاحتفالات الكرنفالية والأنشطة الشكلية، بل إن هناك رسالة مفادها إعادة صياغة الوجدان الشعبي وضرورة إشراك المثقف الحقيقي في عملية صنع القرار وتحطيم التابوهات القديمة التي وضعها أشخاص يعتبرون أنفسهم تماثيل لا مساس بها ولا تغيير لمناصبهم في المجالس والهيئات التابعة للوزارة، وقد كان حيث نجحت إلى حد كبير جدا في إعادة ترتيب الأوراق.
معركة الوعي
بهدوء.. وكأنما تعزف «الفلوت» بدأت تتخذ قرارًا تلو الآخر على طريق الإصلاح وتصويب ما لم يعد مجديًا للعصر الحالي، وانتهت مدة حكومة الدكتور شريف إسماعيل، ليعلن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء المكلف في يونيو 2018م التجديد لها وزيرًا للثقافة، ولتواصل عازفة الفلوت الشهير النفخ على الهواء يزيح الغبار ويجلي العقول ليكون النصر في «معركة الوعي الكبرى» حليف المعرفة في النهاية.