الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

سيدة صنعت رجلاً من عظماء التاريخ ..المربية العالية بنت شريك

الجمعة 16/أبريل/2021 - 02:08 م
هير نيوز

يزخر التاريخ الإسلامي بنماذج مشرفة لسيدات متميزات نجحن في إخراج علماء وفقهاء علموا العالم وأثروا الساحة الدينية، من أبرز هؤلاء السيدات العالية بنت شريك بن عبد الرحمن الأسدية، فمن هي؟

هي عالية بنت شريك الأزدية‎، وفقا لما جاء في (سير أعلام النبلاء) للذهبي، والتي لعبت دورا محوريا في توجيه ابنها الإمام مالك بن أنس ونصحه وتوجيهه إلى مسار العلماء ونهجهم منذ صغره، فكانت بحق أما صالحة أحسنت تربية ابنها وألبسته لباس العلم.

مجالس العلماء
دفعت عالية ولدها لحفظ القرآن الكريم فحفظه، وأرسلته إلى مجالس العلماء، فألبسته أحسن الثياب، وعممته، ثم قالت له: "اذهب فاكتب الآن"، ولم تكتفِ بالعناية بمظهره، بل كانت تختار له ما يأخذه عن العلماء، فكانت تقول له: "اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه". فظل مالك يطلب العلم إلى أن نقض سقف بيته فباع خشبه.

اقرأ أيضاً :«خطيبة النساء» أسماء بنت يزيد.. روت 81 حديثًا ونزل في حقها آيات من القرآن


تعرض الإمام مالك لمحنة شديدة وذلك لروايته حديث: "ليس على مستكره يمين". فرأى الخليفة والحكام أن التحديث به ينقض البيعة، إذ كانوا يكرهون الناس على الحلف بالطلاق عند البيعة، وبسبب ذلك ضرب بالسياط وانخلعت كتفه.

مرض قبل موته، تشهد، ثم قال: "لله الأمر من قبل ومن بعد". وتوفي سنة تسع وسبعين ومائة في خلافة هارون الرشيد، وصلى عليه حفيد عبد الله بن عباس، وهو والٍ على المدينة، ودفن بالبقيع، وكان ابن خمس وثمانين سنة.

توجيه صحيح

كانت أم الإمام مالك حريصة على تربية ابنها تربية سليمة، و"كانت شديدة الحرص على اختيار الطريق السوي لابنها طريق العلم ومنهج العلماء، خاصة وأن مالكا وهو طفل كان يرغب في الغناء لأنه مصدر الثروة والمال، لكن الأم الصالحة والعاقلة والمربية ما كانت لتترك ابنها لينصرف عن العلم والجلد إلى العبث واللهو فوجهته التوجيه الصحيح". 

والإمام مالك بن أنس هو فقيه ومحدث نال شهرة وصيتًا كبيرًا واشتهر بغزارة علمه وقوة حفظه للحديث النبوي، وما زال اسمه يتلألأ بين أعلام الفقه، فهو ثاني الأئمة الأربعة، وصاحب المذهب المالكي في الفقه الإسلامي، وهو صاحب كتاب "الموطأ" الشهير والذي يعد من أكثر الكتب تأثيرا ونفعا، ويعتبر من أوائل كتب الحديث النبوي التي قدمت في هذا المجال، يقول الإمام الشافعي عن الموطأ: "ما بعد كتاب الله تعالى كتابٌ أكثرُ صوابًا من موطأ مالك".

وقد أثنى الكثير من العلماء على الإمام مالك، فقال عنه الإمام الشافعي: "إذا ذُكر العلماء فمالك النجم، ومالك حجة الله على خلقه بعد التابعين".

ads