الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«مدفع رمضان».. عادة مصرية صنعتها الصدفة

الأحد 11/أبريل/2021 - 09:13 م
مدفع رمضان
مدفع رمضان

خارج أسوار القلعة، فوق جبل المقطم شرقي القاهرة، وقف باني مصر الحديثة وباعث نهضتها محمد علي باشا وسط لفيف من مستشاريه وجنوده، لحضور تجربة مدفع جديد وصل حديثًا من ألمانيا، ضمن صفقة أسلحة تم الاتفاق عليها لتعزيز ترسانة مصر العسكرية.

تجربة المدفع
بدأ الخبراء يشرحون التفاصيل، والجنود يستعدون لتجربة المدفع، منذ انتهت صلاة العصر حتى أوشكت الشمس على الغروب.

تزامن بالصدفة
الوالي محمد علي راح يحثهم على الإسراع في إنجاز المهمة قبل حلول الظلام، وإلّا سيضطرون لإعادة الشرح والتجربة كاملًا في نهار الغد، فأعلن الجنود استيعابهم لطرق التشغيل ليصدر الوالي الأمر بالإطلاق، وفي اللحظة التي سارع فيها كلٌ منهم لاتخاذ موقعه استعدادًا للإطلاق تصادق أن كان قرص الشمس القاني يزحف بدوره حتى سقط هو الآخر متلاشيًا، ليرتفع صوت المؤذن مجلجلًا «الله أكبر.. الله أكبر»، إيذانًا بحلول موعد إفطار الصائمين.

فرمان الوالي
تزامن إطلاق المدفع، مع ارتفاع أصوات المآذن، فاعتقد المصريون أن الوالي استنّ هذا الأمر كإعلان لحلول موعد الإفطار، كون صوت القذيفة المدفعية جلجل المحروسة كلها، وراق الأمر لمحمد علي باشا فأصدر فرمانًا باعتبار صوت إطلاق المدفع إعلانًا بإفطار الصائمين.

سكان القاهرة
وبقي سكان القاهرة يترقبون موعد إطلاق المدفع إيذانًا بحلول موعد الإفطار، وبعد إنشاء المديريات تم إيفاد مدفع لكل منها لتنبيه أهلها بحلول المغرب، وكان يتم حشوه بقذائف وهمية من الخيش والقماش وليست طلقات حقيقية حتى لا تؤذي أحدًا إذا ما انطلقت وسط المساكن والأراضي المأهولة.

مدفع الإمساك
ومع إنشاء الإذاعة المصرية عام 1934م، كان يتم بث صوت المدفع عبر أثيرها، ثم تطوّر الأمر ليكون هناك مدفعان أحدهما للإمساك قبيل الفجر، والآخر للإفطار مع حلول المغرب.

اقرأ أيضا.. «فوانيس رمضان».. فرحة تُنير قلوب الأطفال نهارًا.. وتُضيء الشوارع ليلًا


انتشار العادة
ومن مصر إلى بلاد الشام ودول الخليج العربي انتقلت عادة المدفع، لتكون علامة مصرية بارزة بامتياز ودليل تأثير مصر في محيطها الجغرافي، حيث بدأت في سوريا ولبنان ثم انتقلت إلى العراق في أواخر القرن التاسع عشر، ثم راحت تنتشر بشكل موسع في دول الخليج ثم في اليمن وفي السودان وفي دول غرب أفريقيا والعديد من دول شرق آسيا ومنطقة الشرق الأوسط.

ads