الحاجة الحمداوية.. تركت زوجها إرضاءً لموهبتها
الثلاثاء 06/أبريل/2021 - 05:26 ص
قبل عشرة أيامٍ فقط من عيد ميلادها الـ91 غيب الموت جسد الفنانة الشعبية القديرة الحاجة الحمداوية، وهي واحدة من أقدم مبدعي «فن العيطة» في المغرب.
الحاجة الحمداوية.. مطربة ملوك المغرب
يغيب الجسد لكن تبقى أعمالها «منين أنا ومنين أنت»، و«هزوا بينا العلام»، و«زاويا»، و«شيكا شيكا»، شاهدًا على العصر الذهبي الذي تمتعت به أغنيات «العيطة» بالمجد في عقود الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.مطربة الملوك، التي آثرت الانفصال عن زوجها ضابط الشرطة من أجل الفن، عانت خلال مسيرتها الفنية عثرات وظروفًا صحية ومادية مؤلمة جعلتها أحيانًا عاجزة عن تلبية أبسط حاجياتها اليومية مثل الدواء والسكن وغيرهما، قبل أن تنهض من جديد، بعد أن التفتت إليها الأجهزة المعنية في المملكة المغربية وشملتها بالرعاية اللازمة الكفيلة بحفظ كرامة الفنان.
كلما تعثرت نهضت، كطائر الفينيق الذي يستطيع تجديد ذاته تلقائيًا كلما انهار، حيث عرفت بقوة خامتها الصوتية، ومقدرتها على التنقل بين مختلف المقامات، لمتثّل استثناءً فنيا قلما يتكرر.
لم تكن الحاجة الحمداوية مجرد مغنية تطرب الآذان، بل كانت تخاطب بأعمالها القلوب والعقول أيضًا، فتستثير الهمم بتلميحاتها ضد الاستعمار الفرنسي حيث لم تخل أغانيها من التحريض ضد الاحتلال والحث على المقاومة والجهاد في سبيل تحرير بلادها من قبضة العدوان الآثم، ما عرّضها للعنف من جانب سلطات المستعمر الفرنسي، الذي لم يكن لينجح في وقف حماسها وتأثيرها في جمهورها سوى بالوشاية والحيلة الماكرة.
عمل الفرنسيون كل ما في وسعهم لوقف زحف حماسها المقدس دون جدوى، فتفتقت أذهان المحتل عن فكرة جهنيمية، فوشوا بها للعاهل الوهمي السلطان بن عرفة الذي نصبه الاستعمار حاكمًا على المغرب وأوعزوا إليه بأنها تسبّه في أغانيها، فأهدر دمها.
اقرأ أيضًا.. نيفين القباج وزيرة الإسعاف المجتمعي.. حياة كريمة وصراحة مطلقة
الفنانة التي ألهبت حماس الجماهير وجدت ألف مُدافعٍ ومُدافع، واجهوا الحيلة بالحيلة، ونجحوا في تهريبها إلى عقر دار المحتل في إحدى ضواحي باريس وبقيت هناك حتى استتب الأمر وعاد الملك محمد الخامس من منفاه ليتقلد العرش مجددًا، فعادت هي أيضًا وبقوة هذه المرة لتغني للسلام والتحرير والاستقلال بعد الاستقلال بدأت نجاحاتها تتوالى.
وشدت بألحانها في القصور الملكية في عهد 3 ملوك، محمد الخامس والحسن الثاني ومحمد السادس، وغنت في حفلات الجنرال محمد أوفقير ورجال الدولة، كما شاركت في إحياء زفاف الملك محمد السادس وشقيقه الأمير الرشيد، لتستحق عن جدارة لقب «مطربة الملوك».