نجلاء المنقوش.. امرأة في مهمة دبلوماسية
الإثنين 05/أبريل/2021 - 01:16 م
المرأة دبلوماسية بطبعها، لكن المناصب الرسمية في وزارات الخارجية العربية ظلت حكرًا على الرجال لفترة طويلة، حتى بدأت النساء يتسللن إليها على استحياء، لكن بقي رأس الوزارة مرتبطًا بالرجال بشكل أكبر سوى في حالات قليلة.
نجلاء المنقوش
في ليبيا، البلد المحافظ المعروف بطبيعته القبلية لم يكن سهلًا تولّي امرأة منصب وزير الخارجية، لكن لأنها امرأة فوق العادة تم تكليف المحامية وأستاذة القانون نجلاء المنقوش بالمنصب، كأول امرأة ليبية ورابع امرأة عربية تتقلد هذا المنصب.المنقوش صاحبة التاريخ الطويل من الأبحاث التي تركز على السلم والقانون الدولي، تعد الأبرز من بين الليبيات والجديرة بإدارة دبلوماسية بلادها في هذه المرحلة الفاصلة حيث تتشعب الملفات المتصلة بعلاقات ليبيا مع الدول والمنظمات الأممية والإقليمية.
اقرأ أيضاً.. أسست قاعدة بيانات المرأة الليبية.. رضا الطبولي ورحلة عطاء لا تنتهي
نجلاء التي ولدت في مدينة مصراتة لأبٍ يعمل طبيبًا، وعاشت معظم حياتها في بنغازي ترقبها العيون الآن وتتعلق بها آمال كبار ما يضعها أمام جبالٍ من التحديات التي تضطر معها إلى التجول وسط حقول الألغام السياسية والدبلوماسية تمثل ميراث عشر سنوات من الفوضى السياسية في البلد الغني بشمال أفريقيا، عساها تنجح في إعادة التوازن إلى علاقات ليبيا الخارجية، وفي استعادة جدوى العمل الدبلوماسي بإخراجه من ركود الأداء وتطهيره من الفساد المالي والإداري.
بخطًى واثقة تمضي المحامية وأستاذة القانون نجلاء المنقوش، وسط الأشواك في محاولة لتعبيد الطريق نحو مستقبل جديد للجماهيرية العربية الليبية.
أربع نساء في الحكومة الليبية
وتمثل نجلاء، واحدة من ضمن أربع نساءٍ في حكومة الدبيبة، حيث أسندت أربعة حقائب وزارية لنساء ليبيات وزارة الخارجية والتعاون الدولي التي تتولاها المنقوش، وكذلك حليمة إبراهيم عبدالرحمن لوزارة العدل، ووفاء أبوبكر محمد الكيلاني للشئون الاجتماعية، ومبروكة توفي عثمان أوكي للثقافة والتنمية المعرفية، إضافة إلى وزيرة الدولة لشؤون المرأة حورية خليفة ميلود.
ويعلق الليبيون آمالًا عريضة على المنقوش في توحيد إطار العمل الدبلوماسي في البلاد بعد أن كان منقسما بين حكومتين لكل منهما منطلقاتها في قراءة الواقع المحلي وانعكاساته على العلاقات الخارجية، وكذلك في فهم طبيعة الأوضاع الإقليمية والدولية وتأثيراتها على الوضع الداخلي، خصوصا وأن ليبيا تتجاذبها مصالح أجنبية متناقضة في أغلبها.
ثم تأتي المهمة الأبرز والمتمثلة في تعزيز صورة ليبيا في الخارج، وإعادة وصل ما انقطع من العلاقات على المستويين الإقليمي والدولي، في محاولة لإعادة بناء البلد الذي أنهكه الصراع، وهي مهمة مستحيلة يعجز عنها الكثير من الرجال.