«حتشبسوت» في المُقدمة.. 4 ملكات أبهرن العالم يتجولن في شوارع المحروسة
السبت 03/أبريل/2021 - 08:52 م
وسط موكب مُهيب، تمضي مومياوات 4 ملكات في طريقها ضمن 22 مومياء لملوك وأمراء ووجهاء ونبلاء من العصور المصرية القديمة إلى مقرها الجديد بمتحف الحضارة بالفسطاط.
ملوك وملكات الفراعنة الذين ينقلهم الموكب، هم: "الملك رمسيس الثاني، رمسيس الثالث، ورمسيس الرابع، ورمسيس الخامس، ورمسيس السادس، ورمسيس التاسع، وتحتمس الثاني، وتحتمس الأول، وتحتمس الثالث، وتحتمس الرابع، وسقنن رع، وحتشبسوت، وأمنحتب الأول، وأمنحتب الثاني، وأمنحتب الثالث، وأحمس نفرتاري، وميريت آمون، وسبتاح، ومرنبتاح، والملكة تي، وسيتي الأول، وسيتي الثاني.
وتم إعداد غرف خاصة تُشبه المقابر الفرعونية، لعرض المومياوات بطريقة عصرية حديثة، كجزء من مشروع يحتفي بتاريخ مصر من خلال نقل أعظم بعض كنوزها.
ومن ضمن المومياوات المنقولة، 4 لملكات مصريات هن «حتشبسوت، ميريت أمون، أحمس نفرتاري، الملكة تي»، وتنتمي «تي» المثقفة الجميلة صاحبة الشخصية القوية، للأسرة الـ18 وساهمت في إدارة مصر وشؤونها مع زوجها الملك أمنحتب الثالث، خلال الفترة من 1417 حتى 1379 قبل الميلاد.
الملكة «حتشبسوت» في المقدمة
تُعد الملكة «حتشبسوت»، إحدى أشهر الملكات في التاريخ، وخامس فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، وحكمت مصر لولايتين، بالإضافة إلى مشاركتها في إدارة شؤون الحكم إبان عهد والدها الملك تحتمس الأول.
وعندما توفى كانت حتشبسوت شابة في العشرين من عمرها، على دراية بأمور البلاط وخبيرة في إدارة شؤون البلاد حيث كان الملك حريصًا على تلقينها كل قواعد وأصول الحكم، فكانت شريكة معه في الحكم، والوريثة الشرعية للعرش؛ لذا كان من المعقول أن تكون هي الفرعون الذي يلي تحتمس الأول على العرش، لكن ذلك لم يصادف هوى رجال البلاط والكهنة فبدأت الدسائس والمؤامرات التي لم تُجدِ نفعًا مع تلك الفتاة القوية المدربة على إدارة شؤون البلاد، فبدأوا بتهيئة الأجواء ليكون الأخ غير الشقيق تحتمس الثاني شريكا في الحكم، فأعلنوه زوجًا لها.
وكان تحتمس الثاني نحيلًا واهنًا، لا يقدر حتى على إدارة شؤون ذاته، لكن الأمر الواقع فرضه شريكا في الحكم والفرعون الظاهر أمام الناس، بينما كانت تدير حتشبسوت شؤون المملكة من وراء ستار.
وبوفاته، جاء الفرصة سانحة لـ حتشبسوت لتعلن نفسها فرعون البلاد، وبذلك تكون أول من حكم مصر لدورتين متتاليتين، فارتدت زي الرجال، ووضعت في يديها قفازين لم يعلم أحد بسرّ إصرارها على ارتدائهما سوى بعد وفاتها، في أثناء التحنيط اكتشف الحكماء والكهنة أنها تمتلك ستة أصابع في كل كف، وحرصت على إخفاء هذا العيب الخلقي طوال فترة حكمها التي وصلت إلى 21 عامًا و9 أشهر.
أكثر من 21 عامًا قضتها "حتشبسوت" في سدة الحكم، عرف الشعب فيها الرخاء والبناء اللذين افتقدهما طوال سنوات حكم تحتمس الثاني، بنت واحدا من أقوى جيوش العالم وأعادت بناء الأسطول البحري، وسيّرت القوافل التجارية إلى المحيط الأطلسي، وأعادت فتح المحاجر والمناجم التي أهملت لفترة طويلة، وخاصةً مناجم النحاس في شبه جزيرة سيناء، والتي توقف العمل فيها منذ حكم الهكسوس لمصر، ليخلع عليها شعبها عدة ألقاب، وجدها الآثاريون منقوشة فوق جدران المعابد، من بينها "ملك الصعيد والدلتا، ابنة الشمس، صديقة آمون، مانحة السنين، إلهة الإشراقات، هازمة جميع البلاد، التي تحيي القلوب، السيدة القوية".
السيدة العظيمة تي
وعلى الرغم من أن «السيدة العظيمة» "تي" لم تكن حاكمة، لكن التاريخ أفرد لها صفحات عديدة كامرأة مؤثرة في عصر الأسرة الثامنة عشرة، كان والدها "يويا" غنيًا وأحد كبار ملّاك الأراضي في بلدة أخميم، واخترته الأسرة الحاكمة كاهنا ومشرفا على الثيران المقدسة وقائدا للعجلات الحربية، وكانت أمها "تويا" رئيسة فناني آمون ومين.
عاصرت "تي" في عهد ابنها الملك أمنحتب الرابع، ولعبت دورا مؤثرا أثناء فترة حكمه فى توجيه الحياة السياسية الداخلية والخارجية والحكمة التي كانت تمتاز بها والعلاقات التى كانت تتمتع بها مع ملوك البلاد، إلى جانب دورها الكبير فى تنصيب ابنها على العرش بعد وفاة والده، كما كانت موالية للإله آمون وكهنة معبده.
اقرأ أيضًا.. موكب المومياوات الملكية| برلمانية: الرئيس السيسي رسم مستقبل جديد لمصر
العروسة ميريت آمون
الجميلة ابنة نفرتاري، "العروسة" زوجة أبيها، كانت أصغر البنات الأربعة للملك رمسيس الثاني وإحدى زوجاته، كانت كاهنة للربة حتحور تقوم على خدمتها وتحيي شعائرها، وعندما مات رمسيس تولت الحكم وحملت لقب "الزوجة الملكية".
وقد ماتت الأميرة فجأة بنوبة قلبية ليتم العثور على جثمانها بفم مفتوح وساقين مثنيتين ورأس مائلة إلى الجانب الأيمن وارتخاء عضلات الفك، فأطلق عليها الأثريون اسم "المرأة الصارخة".
وبقي الجثمان لعدة ساعات على هذه الوضعية، قبل اكتشاف الوفاة، لتبقى مومياء الأميرة على وضعية الوفاة هذه فلم يتمكن المحنطون من تأمين إغلاق الفم أو وضع الجسد في حالة الاستلقاء كما كان المعتاد مع باقي المومياوات.
والغريب في هذه المومياء تحديدًا، أن المخ لا يزال داخل الدماغ لم يتم استخراجه على عادة ما يفعله المحنطون.
ككل المصريات، كانت أحمس نفرتاري امرأة متمكنة تتمتع بالقوة والقدرة على تدبير الأمور، لذا نجحت في إدارة شؤون الحكم بعد وفاة زوجها الملك أحمس، كوصيةٍ على العرش لحين بلوغ ابنها أمنحوتب الأول سن الرشد التي تؤهله للجلوس على عرش المملكة المصرية التي أبهرت العالم.
الزوجة الإلهية
وأخيرًا، تأتي الملكة أحمس نفرتاري، التي تنتمي إلى الأسرة الثامنة عشرة والتي يعتبرها المؤرخين والآثاريين صاحبة العصر الذهبي في التاريخ المصري القديم، كانت أول ملكة تحصل على مركز الزوجة الإلهية لآمون.
وقد عاصرت نفرتاري أربعة حكام، والدها سيقنن رع، وزوجها أحمس، ونجلها أمنحوتب الأول، وحفيدها تحتمس الأول، ويوجد لها تمثال في معبد الكرنك.
والمومياء، تم العثور عليها داخل تابوت ضخم من الخشب والكارتوناج في خبيئة الدير البحري غرب الأقصر، حيث تظهر ذراعاها متقاطعة على الصدر، وتحمل علامة العنخ الهيروغليفية التي تعني الحياة، قدر العلماء أن الملكة ماتت في سن السبعين تقريبًا، وأطلق عليها اسم «الزوجة الإلهية للإله آمون».