حواس: 4 ملكات بين المومياوات..وحتشبسوت كانت «تخينة» وماتت بالسرطان
فجر زاهي حواس عالم الآثار مفاجأة من العيار الثقيل بشأن الحدث العالمي الذي يترقبه العالم خلال ساعات وهو موكب نقل 22 مومياء ملكية من متحف التحرير إلى متحف الحضارة في الفسطاط.
قال اننا أمام حدث عالمي كبير، وسوف تستقر المومياوات في قاعة تشبه المقبرة، موضحا أن من بين هذه المومياوات، 4 ملكات.
أوضح أن كل مومياء لها حكاية مختلفة حيث تم جمع المومياوات من خبيئتين، إضافة إلى مومياء الملكة حتشبسوت التي كانت «تخينة» وماتت في سن 55 عاما، بمرض السرطان، ولم يقتلها أحد كما يزعم البعض .
وأكد أن رمسيس الثالث مات مقتولاً في عملية اغتيال وتم طعنه من الخلف بسكينة حادة قبل ذبحه .
وأشار إلي أن الملك رمسيس الثاني كان يعاني من تصلب الشرايين بينما مات رمسيس الخامس بالجدري.
أما الـ«مومياء الصارخ»، فهي ليست موجودة ضمن موكب المومياوات، ولكن موجودة في المتحف المصري.
وأضاف أنه جرى الاستعداد بشكل غير عادي للحفاظ على المومياوات، حيث ستوضع في كبسولة نيتروجين، ولن تتعرض لأي هزة.
وحتشبسوت كانت الحاكم الفعلي طوال سنوات حكم زوجها تحتمس الثاني، لشعورها بأنها صاحبة الحق في الحكم أساسًا، وأن زواجها من تحتمس الثاني لم يكن إلّا مسوغًا ابتدعه الكهنة ورجال البلاط لإبعادها عن الحكم حتى لا يقال إن طيبةَ تحكمها فتاة.
- وفاة الملك تحتمس الأول
عندما توفي والدها الملك تحتمس الأول، كانت حتشبسوت شابة في العشرين من عمرها، على دراية بأمور البلاط وخبيرة في إدارة شؤون البلاد حيث كان الملك حريصًا على تلقينها كل قواعد وأصول الحكم، فكانت شريكة معه في الحكم، والوريثة الشرعية للعرش؛ لذا كان من المعقول أن تكون هي الفرعون الذي يلي تحتمس الأول على العرش، لكن ذلك لم يصادف هوى رجال البلاط والكهنة فبدأت الدسائس والمؤامرات التي لم تُجدِ نفعًا مع تلك الفتاة القوية المدربة على إدارة شؤون البلاد، فبدأوا بتهيئة الأجواء ليكون الأخ غير الشقيق تحتمس الثاني شريكا في الحكم، فأعلنوه زوجًا لها.
- حتشبسوت
وكان تحتمس الثاني نحيلًا واهنًا، لا يقدر حتى على إدارة شؤون ذاته، لكن الأمر الواقع فرضه شريكا في الحكم والفرعون الظاهر أمام الناس، بينما كانت تدير حتشبسوت شؤون المملكة من وراء ستار.
وبوفاته، جاء الفرصة سانحة لحتشبسوت لتعلن نفسها فرعون البلاد، وبذلك تكون أول من حكم مصر لدورتين متتاليتين، فارتدت زي الرجال، ووضعت في يديها قفازين لم يعلم أحد بسرّ إصرارها على ارتدائهما سوى بعد وفاتها، في أثناء التحنيط اكتشف الحكماء والكهنة أنها تمتلك ستة أصابع في كل كف، وحرصت على إخفاء هذا العيب الخلقي طوال فترة حكمها التي وصلت إلى 21 عامًا و9 أشهر.
أكثر من 21 عامًا قضتها "حتشبسوت" في سدة الحكم، عرف الشعب فيها الرخاء والبناء اللذين افتقدهما طوال سنوات حكم تحتمس الثاني، بنت واحدا من أقوى جيوش العالم وأعادت بناء الأسطول البحري، وسيّرت القوافل التجارية إلى المحيط الأطلسي، وأعادت فتح المحاجر والمناجم التي أهملت لفترة طويلة، وخاصةً مناجم النحاس في شبه جزيرة سيناء، والتي توقف العمل فيها منذ حكم الهكسوس لمصر، ليخلع عليها شعبها عدة ألقاب، وجدها الآثاريون منقوشة فوق جدران المعابد، من بينها "ملك الصعيد والدلتا، ابنة الشمس، صديقة آمون، مانحة السنين، إلهة الإشراقات، هازمة جميع البلاد، التي تحيي القلوب، السيدة القوية".