ألمظ .. أنهت رحلة الطرب بتلاوة القرآن
الجمعة 02/أبريل/2021 - 12:57 ص
وسط زحام القاهرة، يتفانى الشاب السوري في تلقي تعليمه بالأزهر صباحًا، وعندما ينتصف النهار يطوف بمتاجر وسط البلد للعمل بالتجارة، مستعينا بما يربحه من قروش قلائل في الإنفاق على تعليمه، وعندما أتمّ تعليمه بالأزهر ارتبط بإحدى بنات الحي، وانتقلا للعيش في شقة مؤجرة بشارع باب الخلق، ومضت سفينة الحياة بهما حتى أنجبا 6 بنات بينهن «ألمظ».
ألمظ سكينة باب الخلق
شاءت الأقدار أن يرحل الوالدان في عام واحد، فتولت أسرة الزوجة تربية البنات، حتى تزوجت خمس منهن وبقيت الصغرى «سكينة» والتي أنعم الله عليها بصوتٍ بهي.
شهرة ألمظ وارتباطها بـ عبده الحامولي
بدأت تغني في المناسبات العائلية ومنها انطلقت لتحيي حفلات العرس، حتى وصل صيتها ونغم صوتها إلى مسامع المطرب الشهير في ذلك الوقت عبده الحامولي، ففُتِن بصوتها قبل أن يراها.
ألمظ والخديوي إسماعيل
وعلم الخديوي إسماعيل بالمطربة الجديدة فاستقدمها إلى قصره لإحياء إحدى الليالي، ثم أطلق عليها اسم «ألمظ» باعتبار صوتها نقيًا كالألماس، وأمر بضمها إلى حريم القصر، لكنها أبت أن تمنحه قلبها الذي كان قد تعلق بـ«سي عبده».
حاول الخديوي مرارًا وتكرارًا دون جدوى، لذا أدرك الخديوي أنه لا سبيل له إلى قلب الجارية ذات الصوت البهي، فوافق على تزويجها لعبده الحامولي أملًا منه أن يجيبه عبده فيما بعد إذا طلبها منه.
تزوج الفنانان وأقاما في «درب سعادة» تغمرهما السعادة والبهجة، حتى حدثت المفاجأة.
أرسل الخديوي في طلب «ألمظ» لإحياء إحدى الليالي في القصر، فنبّه عليها عبده ألّا تغني وأن تكتفي بتلاوة القرآن، وهنا فزع الخديوي ورأى أن يخلّي بينها وبين حبيبها إلى الأبد.
اقرأ أيضًا.. ألمظ وسي عبده.. عمل تاريخي بنكهة وثائقية.. فيديو
وبقي الزوجان في «درب سعادة» غير آبهين بتضييقات الخديوي على «الحامولي»، حتى اختطفها الموت في عام 1896م عن عمر لم يتجاوز 36 عامًا، ليقضي عبده بقية حياته مؤتنسًا بذكراها وفيًا لها رغم وجود أكثر من زوجة في عصمته، لكنها كانت أقربهن إلى قلبه فكان يحتضن أشياءها كل صباح مستذكرًا الأيام الخوالي التي قضياها معًا.