العروسان الناجيان من عمارة جسر السويس : انكتب لنا عمر جديد
الأحد 28/مارس/2021 - 09:33 م
عقار جسر السويس المنهار شهد العديد من القصص والروايات التي دفنت تحت أنقاضه.. «قضاء أخف من قضاء»، بهذه الكلمات بدأ الشاب سامح رمضان الذي يعمل مهندس كمبيوتر، تطييب خاطر زوجته التي راحت تبكي على أطلال شقتها بالعقار المنهار.
عقار جسر السويس المنهار وقصة الزوجين
بلال وزوجته لم يمض على زواجهما أكثر من عدة أشهر، وقد وضعا «تحويشة العمر» في الشقة وإعدادها بالأثاث من أجل تتويج قصة حب بدأت منذ كان زميلين في الثانوية العامة.
عقار جسر السويس المنهار تجاوب مع العناية الإلهية
الحظ العاثر قاد الزوجين إلى الإقامة في العقار المنكوب، لكن العناية الإلهية أنقذتهما من موت محقق، حين قررا السفر لقضاء الإجازة الأسبوعية في منزل أسرة الزوج بمحافظة الغربية.
عقار جسر السويس المنهار يحطم أحلام سامح
أثناء زيارة سامح وزوجته للأهل في محافظة الغربية، حانت منه التفاتة إلى شاشة هاتفه المحمول، فبدأ في تصفح موقع "فيسبوك" ليكتشف الكارثة، البناية التي يقطن بها انهارت وأصبحت كومة من التراب، أطبقت الجدران على عظام سكانها وسقطت الأسقف فوق رؤوسهم، فتناثرت أشلاؤها وانهمرت دماؤهم لتسطر على الأرض صفحة في سجل الاستهتار بالأرواح، حين عمد مالك الطابق الأرضي إلى هدم أحد الجدران "خلسة" لتوسعة الشقة وتحويلها إلى مصنع للملابس، فلم تصمد الجدران وانهارت فوق رؤوس السكان.
على الفور أسرع الزوجان إلى موقع الحادث، علّهما يجدان شيئا من متاعهما، لكن هيهات، فلم يعثرا سوى على بضع قطع من الملابس اختلطت بدماء الجرحى والرماد الذي خلفته الأنقاض، فجلسا يبكيان حظهما العاثر لا يدريان إلى أين سيتوجهان بعد ذلك.
وبينما جلست الزوجة فوق الأطلال تندب حظها، ربّت سامح على كيفية محاولًا تهدئة روعها قائلًا «احمدي ربنا على نجاتنا.. لو كنا هنا كان زمان أموات أو مصابين.. الحمد لله انكتب لنا عمر جديد»، قالها محاولًا التخفيف عن زوجته بينما قلبه يشتعل أسى ومرارة على «تحويشة العمر» التي ذهب مع الرماد.