الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

اللمة الحلوة.. طريقك نحو النمو النفسي السليم للأطفال

الأحد 28/مارس/2021 - 03:59 م
هير نيوز

تغير نمط الحياة، واختفت معه عادات وتقاليد كثيرة، كانت تضفي البهجة والسعادة على الأسر المصرية، من بينها التفاف أفراد الأسرة حول مائدة الطعام، بما فيها من فرصة للأب والأم لتربية الأولاد وغرس قيم وسلوكيات فيهم تنير لهم طريقهم في المستقبل، ناهيك عن مناقشات إيجابية لابد وأن تثور بين الكبار أثناء "اللمة الحلوة" يستفيد منها الصغار، ويدركون من خلالها قواعد فن الحوار، وكيفية التعامل مع الرأي الآخر والقبول به، وها هو شهر رمضان الكريم على الأبواب؛ حيث يمثل فرصة ذهبية لـ"اللمة الحلوة".

الوقت كالسيف

الكثيرون يسيرون على مبدأ أن الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، فيسابقون الزمن من أجل اقتناص الفرص السانحة أو تطويع الفرص العصية لتحقيق مستقبل أفضل لهم ولأسرهم، بينما يغفلون جانبًا مهمًا وهو أن وجودهم مع أبنائهم عى مائدة طعام واحدة يمثل فرصة حقيقية للحفاظ على الترابط الأسري وحماية الأبناء والبنات من السقوط في مستنقعات التقليد الأعمى الذي قد يوردهم التهلكة.

ذكرى من الماضي

وحذر الدكتور أسامة السعيد، أستاذ الصحة النفسية، من أن اللقاءات الأسرية والالتفاف الجماعي حول مائدة الطعام مهددة بأن تصبح مجرد ذكرى من الماضي؛ حيث لم يعد الكثيرون يتحلقون حول الطعام إلا في المناسبات فقط، وهي الظاهرة التي تهدد الاستقرار الأسري.

ودعا "السعيد" الآباء والأمهات، إلى ضرورة العمل على توفيق أوضاعهم وتوفير وقت للاجتماع مع الأسرة على مائدة الطعام؛ لأن ذلك من شأنه بث روح الجماعة في نفوس الأطفال حتى لا ينشأوا مفككين، وقد يصبح الكثير منهم عاجزا عن التعاطي مع المجتمع والانخراط فيه.

اقرأ أيضا..
أخصائي تغذية يكشف أسباب ضعف جسم الأطفال بعد الفطام

كورونا ولزوم البيت

واعتبر "السعيد" أن تفشي جائحة كورونا ألزم العديد من أرباب الأسر على العمل من داخل المنزل، وهو ما جعل الكثيرين يعيدون النظر في ضرورة تخصيص وقت أكبر للمنزل، لما لمسوه من مشاعر الدفء التي افتقدوها، وكان لإيقاع الحياة الجديد في ظل الجائحة أثره الواضح الذي انعكس إيجابيا على الترابط الأسري.

وأكد أن "لمة العائلة" يعزز النمو الجسدي والعاطفي والفكري لدى الأطفال ويمنحهم فرصة أفضل للانطلاق نحو حياة سعيدة هانئة، فهو يشعر الطفل بأنه ليس وحيدًا أو يعيش بمفرده يتنقل بين ألعاب الفيديو ومشاهدة التلفاز وتصفح الإنترنت، لعدم اهتمام الوالدين به، بل أصبح لديه مرافقون حقيقيون يناقشونه ويسألونه ويجيبون عن أسئلته ويوجهونه إلى الصواب.

التقليد

ونبّه الدكتور أسامة السعيد، إلى أن السنوات الـ5 الأولى في عمر الطفل هي المرحلة الأهم في تطوير سلوكه، وتحديد أنماطه الصحية والغائية والفكرية، ومن الضرورة بمكان أن يشاهد الطفل والديه على الطعام بجواره فيحاول تقليدهما في طريقة الإمساك بأدوات المائدة بشكل صحيح، ما ينعكس عليه بشكل إيجابي مستقبلًا.

ads