حكاية ناجية من حادث قطاري سوهاج: "طلعني يا ولدي هموت"
" طلعني يا ولدي هموت".. كلمات خرجت من سيدة خمسينة كانت تصارع الموت داخل قطار 157 التي أودى بحياة 32 شخصًا بين أطفال وسيدات وشباب، وإصابة 108 آخرين، يتغطى جبينها طبقة ترابية من أثر الحادث، في الوقت التي تلتفت السيدة يمينًا ويسارًا علي من كان برفقتتها داخل العربة كانو يستقلونها وقت سفرهم من قرية البلينة التابعة لمركز طهطا.
حادث تصادم قطاري سوهاج
تنهدات طويلة الأجل، كانت جزء من واقعة مأسوية شهدتها قرية الصوامعة المتعبة هذه الليلة خلفته ضجيجها الساكت خلف القضبان الحديدي، وصفها الأهالي أنها ملحمة النزيف البشري، حينما خرج" شابًا " يضرب الكف، هائما بين الحشود المصابة بملابس رثة ملطخة بالدماء، باحثا عما كانوا يُجاوره فى مقعده، كان صوته خافتا مترجرجا وكأنه أصابته خطفة الموت التى لم تفارق ناظريه طيلة الوقت، غير مبالي انه الناجي الوحيد من بينهم كل ما يتمتمه بصوتا شارد " مخترنيش الموت معاهم ليه".
تفاصيل حادث تصادم قطاري سوهاج
في تمام الساعة الحادية عشر من صباح اليوم الجمعة، حيث تجاوز قطار 2011 مكيف"اسوان_ القاهرة" وقطار سيمافور 709 واصطدم بمؤخرة اخر عربة بقطار 157 المميز، معلنه عن حادثة دموية انقلبت له انحاء البلاد رأسا على عقب، لتفطر المشاهد الموثقة قلوب المشاهدين لها من شدة الأسى.
وعلى بعد أمتار من قطار متهالك لم ينجو منه سوى المصابين، امسك " الشاب" هاتفه هائما على قضبانه حافى القدمين مشتت الروح مغيب العقل، يُجاور من حوله " بطانية ملطخة بالدماء.. بضعة جلابيب بلدية.. وبنطال جينز لضمت انسجته المخروقة غُرز مُرتجلة" كانت تلك المقتنيات التى وثقتها لحظات مأساوية.
حادث تصادم قطاري سوهاج حكايات مأسوية
قطاري سوهاج ترك ندبًة لم تفارق بيوت سكانه في كل منزل فقيد وبداخل كل قرية مصاب والوجع شامل الوطن بأكمله، شنطة مدرسية ولبس ميري وصغيرة ترافق والديها فى رحلة العلاج، أجناس مختلفه ولاسباب متباينه جمعتهم، وجعا وخراب استباح دون نجاة مُنه فأي فرار من واقعة مأساوية قام لها الوطن على قدم وساق رافعين رايات الحزن.