تكاليف الزواج الباهظة تؤرق أهل العروس.. وخزين العريس سنة كاملة
الأربعاء 24/مارس/2021 - 02:35 ص
هاجر الصباغ
«إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه»، هكذا قال الرسول الكريم في حديثه الشريف، ولكن في تلك الأيام أصبحت تكاليف الزواج أكثر تحديًا للشباب، ليكون من استطاع إليه سبيلًا، ومع الوضع الاقتصادي الصعب وارتفاع الأسعار، أصبح الكثيرون يبالغون في تكاليف الزواج و يتشبثون بأشياء تافهة كـ«النيش، وأطقم الصيني، والفضة»، تلك التحف التي لا يقترب منها الزوجين طوال حياتهم.
تكاليف الزواج
ولا تقتصر تكاليف الزواج الباهظة على المدن فقط، ولكن في الريف أصبح الوضع أكثر سوءًا، فالتكاليف تفوق حد الطاقة البشرية، ويكون فوق هذا عشاء العروسين الذي يظل في الثلاجة لأيام وأيام طويلة، وأحيانًا يكون نهايتها القمامة أو يكون للجيران نصيبًا منها.الرئيس السيسي يشير لتكاليف الزواج
وفي احتفالية تكريم المرأة المصرية والأم المثالية أول أمس الأحد، تطرق الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتكاليف الزواج في الريف المصري والتي تسببت في سجن الكثير من العائلات، حيث يضطررن لشراء احتياجات العرس بالدين،«هير نيوز» تابعت قصص من بعض القرى التي تبالغ في مصاريف العرس.
العشاء بزفة بلدي
«عشاء العريس» يزفها أهل العروس بالشوارع لتذهب في النهاية لمنزل العريس، وتحتوي على عشرات الكيلو جرامات من الأرز والمكرونة وجميع أنواع الطيور من دواجن وبط ورومي، ويصاحب تلك الزفة زغاريد أهل العروس ومباركات الأهل والجيران، وكلما كثرت أحجامها يعد شرف لأهل العروسة، ويظل أهل القرية يتبادلوا أخبار "عشاء العريس " أو " حلة الاتفاق " الذي أرسلته جارتهم إلى أسابيع وقد تصل إلى شهور إذا احتوى علي رؤوس ماشية أو كميات طعام مُبالغ فيها.
عشاء الصباحية
وبسؤال إحدى سيدات قرى محافظة الدقهلية «سعاد أبو العنين»، أكدت أن أهل العروسة يرسلوا عشاء العريس ثلاث مرات قبل الخطوبة ومرة قبل الدخلة بيوم واحد وتُسمى «الصباحية»، مشيرًة إلى أن هدايا الدخلة في محافظات الدلتا تنقسم لـ3 أقسام جزء منه يذهب قبل الفرح بيوم واحد والتى تذهب إلى أهل العريس وتضم نفس مكونات " عشاء العريس"، بالإضافة إلى 5 أطقم ملابس داخلية للعروس كهدية قابلة للزيادة حسب الحالة المادية لأهل العروسة، فضلًا عن أصناف عديد من الأكلات المطبوخة منها ديك رومي وبط وحمام، وبعض الصواني وكراتين العصائر إلى شقه العريس ليتناولها هو وعروسته فى أول يوم لهما معا فى شقة الزوجية « وتاني يوم الفرح اللي احنا بنسميه الصباحية كل أصناف المكرونة واللحوم والفراخ، والمكرونة والرز ودي بنسميها خزين العروسين، واللي بيكفيهم لمدة سنة كاملة».
وتابعت سعاد، يرى البعض أن تلك الهدايا مبالغ فيها، بالرغم من أن تلك الهدايا ترتبط بالقري التي يعيش أهلها فى المستوى المتوسط ومحدودي الدخل أما أصحاب الدخل المرتفع فتكون هداياهم أكثر فخامة «في قرية ميت العامل، تبع الدقهلية، أغلب شبابها عايشين في فرنسا، العروسة بتهادي العريس بتوك توك، وده ممكن سعره يعدي الـ 30 ألف جنيه، مع العشاء واللي بيكون هدية لأهله، ده غير الأجهزة الكهربائية».
وعقب وائل السوداني، التابع لمحافظة الدقهلية، أن أصناف الطيور التي تذهب للعريس مع العشاء هام جدا عن العائلات، ولا يمكن تقليلها عن الـ100 صنف من الدواجن والبط والرومي، وتكون قابلة للزيادة.
وأضافت سهر مصطفى، من سكان مدينة أجا بالدقهلية، أن هدايا العروسة تشمل إخواته البنات والرجال وحمويها، لتتكون هذه الهدايا من أطقم سرير وفوط وملابس كهدية للصبحية «وحماة العريس بتهادي كمان أهله بالطيور والفاكهة والحبوب، ولازم تزيد عن 20 كيلو».
وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار بالسوق المصرية، فإن ذلك لا يؤثر على حجم الهدايا مطلقا، فقد يلجأ أغلبهم للاقتراض لتوفير هدايا العريس كما تقول تقاليد البلد حتى لاتكون ابنتهم أقل من غيرها من بنات البلد وحتى يرضوا غرورهم أمام جيرانهم فى القرية.