الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

مأسات الزوجات من إدمان رجالهن آلام مجتمعية تتجدد كل يوم

الأربعاء 24/مارس/2021 - 12:22 ص
هير نيوز

لم يكن حمل المرأة يومًا هينًا، لذا وصى عليها رسولنا الكريم في حجة الوداع، كما وصت عليها الأديان السماوية، فالمرأة تحمل هموما ثقيلة، وخصوصًا زوجات المدمنين، فهي بين لحظة وأخرى تصبح الأم والأب وتضطر بعضهن للحياة مع الزوج حفاظًا على الأسرة من التفكك، ولكن دائما المصير مجهول والقرار يكون للمرأة الحديدية.

وتستمع «هير نيوز» لبعض روايات أبطال النساء مع أزواجهِنّ المدمنين، وكيف يعشن تلك الظروف التي أرغمهن عليها القدر رغمًا عنهن.

الاسم أحلام ولا عزاء لما ضاع منها
«أحلام» ذلك هو اسمها، كأي فتاة، عاشت بحديقة وردية صنعتها بخيالها مع زوج المستقبل، ولكن بالحقيقة تحطمت آمال وأحلام كثيرة على صخرة الإدمان، ولكنها قررت مضطرة العيش من أجل طفليها.

مسيرة "أحلام" في الحياة
لم تبلغ أحلام الثامنة والعشرين من عمرها بعد، بعدما تزوجت وهي في الـ18 من حلاقًا، ليُخيل لها أن الأحللم ستتحقق أخيرًا مع ذلك الرجل الذي اختاره لها والديها وأصروا على زواجها منه، ولكن من قال أن الأحلام دائما تتحقق، فهي لم تملك تلك الرفاهية يومًا، فقد انقلبت حياتها رأسًا على عقب وتاهت بين حلمها وقسوة الواقع، لتُصبح بين يوم وليلة في أحضان زوجًا مدمن، لتتبدل حياتها بعد نحو أربعة أعوام من الزواج، بعدما اكتشفت أنَّ زوجها مدمن للمخدرات.

استيقظت الزوجة ذلك اليوم على صدمة واقعها والذي أخفاه عنها زوجها، فقد اكتشفت تعاطيه للكبسولات المخدرة بحجة ضغط الشغل، لتنقلب حياتها السعيدة إلى الجحيم،«حاولت كتير معاه عشان يبطل مخدرات بس هو مرضيش يسمع لكلامي، لحد ما الإدمان ظهر عليه، وبعدها بدأت معاناتنا».

«رصيدي في الصبر خلص، ورصيدنا في الحياة من الستر حصله، والناس كلها عرفت إن جوزي مدمن»، لتتابع أنها باعت كل ماتملك لعلاج ذلك الزوج، لكنه في كل مرة كان يهرب من المستشفى ويعود لإدمانه ويبدأ في التكسير والتخريب، حتى تسقط تحت يديه فتنال من العذاب نصيبًا.

خارت قوى أحلام وأصبحت بقايا إمرأة، وحياتها أصبحت بلون إدمان زوجها، ولكنها اضطرت للتحمل من أجل طفليها، وبالرغم من محاولات الأهل العديدة لعلاج ابنهم ولكنهم فشلوا كما فشلت الزوجة، لتقرر الزوجة العمل في الأراضي الزراعية لكي توفر لأولادها قوت يومهم «بس مبترحمش من ضربه فيا عشان ياخد فلوسي يصرفها على المخدرات، الحمل تقيل وأنا مش قادرة استحمل بس مضطرة، ومش محتاجة حاجة من أحلامي كلها غير إن ربنا يشفيه من الإدمان».

سميحة رحلة طويلة نهايتها علاج الزوج من الإدمان
«سميحة» حكاية أخرى لزوجة حديدية، ولكنها لم تيأس وقررت الصراع لعلاج زوجها حتى نجحت في ذلك، «كان بينا قصة حب غرامية، وكنا مثاليين جدا، جوزي سواق توك توك، بس فجأة أصبح مدمن مخدرات».

الحكاية بدأت عندما خاض الزوج تجربة الإدمان على سبيل «التفاريح» مع مجموعة من الأصدقاء، لتبدأ الدائرة ويصبح صديقًا للشيطان، ووقع في فخه الملعون وأدمن المخدرات «كنت بصوره وهو تحت تأثير المخدرات عشان يشوف نفسه بيكون شكله إزاي، واستحملته سنتين وبعدها قررت الانفصال بعد ما بعت كل حاجة عشان أعالجه وبرده لسه على حاله».

«لما انفصلت عنه عقله بدأ يرجع شوية، ورجع يترجاني وعشان بحبه رجعتله، وكان بدأ يتعالج فعلا، بس انتكس تاني، فقررت ساعتها إني مش ههرب وهعالجه بأي ثمن»، لتقترض الزوجة الأموال من أهله وأهلها وصممت على دخوله المصحة النفسية، ليتعافى الزوج، وتعود حياتهم مرة ثانية، ولكن بعد رحلة طويلة خسر فيها الطرفان كل ما يملكان.

اقرأ أيضًا.. «لو مُدمنة حب».. استشاري أمراض نفسية توضح روشتة العلاج.. فيديو

متخصصون يؤكدون الزوجة عامل نفسي ضروري
وتعقيبا على تلك الروايات يؤكد الدكتور إبراهيم فتح الله، المدرس المساعد في قسم الطب النفسي بكلية الطب، أن الزوجة هي العامل الأساسي لعلاج الزوج، بالرغم من تحملها لأعباءً كبيرة، لكن عليها مساعدة زوجها على الاعتراف بأنَّه مُدمن وأنَّه في حاجة للعلاج.

وأشار فتح الله، إلى أنَّ أول خطوة لعلاج المدمن إعترافه بالإدمان، مؤكدًا أنَّه لابد وأن يذهب المدمن للمراكز والمستشفيات المتخصصة، فضلًا عن توفير برامج كافية لتأهيل زوجات المدمنين لمعايشة الأوضاع.

ads