الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«أفكاري حية لا تموت».. نوال السعداوي اتهمت بالردة وعاشت تقاتل من يرهبها

الإثنين 22/مارس/2021 - 03:26 ص
نوال السعداوي
نوال السعداوي

«إن رحلت.. فكتبي حية لا تموت»، عبارة كان ترد بها المفكرة والحقوقية القديرة الدكتورة نوال السعداوي، على كل شائعة حول وفاتها تقفز إلى مواقع التواصل الاجتماعي بين حين وآخر.

وبعد رحيل نوال السعداوي عن عالمنا فلن تردد تلك العبارة، بل ترددها ملايين النساء والرجال الذين جعلوا من كتبها ومقالاتها قناديل يهتدي بنورها السائرون على طريق الحرية والمساواة.

رحلت عن عالمنا اليوم الدكتورة نوال السعداوي، عن عمر يناهز 90 عامًا، قضته في مناصرة قضايا المرأة، غير عابئة بمهاجميها، وكلما زاد الهجوم عليها زاد انحيازها لعدالة القضية وتضاعف إيمانها بأنها على الطريق الصحيح.

«أوراقي حياتي»
ثلاثة مجلدات ضخمة تضم ثلاثة ارباع سيرتها الذاتية، لم تمهلها الاقدار لإتمام الجزء الرابع والأخير، والذي كان من المفترض أن يتضمن تفاصيل صراعها مع المرض، وكواليس عزلتها الاختيارية التي ركنت إليها في الفترة الأخيرة، حيث عاشت في عزلة تامة، فرضتها عليها الظروف الصحية ووباء كورونا، لكنها كانت تطل على جمهورها من خلال مقالات منتظمة تكتبها من الفراش لصحيفتي الأهرام والمصري اليوم، فقد كانت تكتب من الفراش، وتملي على مديرة أعمالها أو نجلتها مقالاتها، وأحيانًا أخري تعيد نشر مقالاتها السابقة التي تتزامن مع أحداث ومناسبات، وكانت تشكو في أيامها الأخيرة عزوف الناس عنها وعن زيارتها، وعدم تلقيها الرعاية الصحية المناسبة لحالتها، ونسيانها.

نوال السعداوي
هي امرأة استثناء، وصفت نفسها بأنها «ممنوعة من التداول»، وكشفت أكثر من مرة أن هناك من يريد إخفات صوتها وإحراق كتبها وطمس أفكارها كونها تؤرق مضاجع الفوضويين وغير المبالين بضرورة تحرير المرأة وإعطائها مكاسب جديدة في كل يوم لأنها أساس هذا المجتمع وعموده الفقري.

نوال السعداوي تقاتل من يرهبها
كانت ترد على كل محاولة لإرهابها، سأكون أكثر تمردًا وثورة مما كنت في جميع مراحل حياتي.

وكان لأفكارها وكتبها ومقالاتها تأثير عميق على الأجيال المتعاقبة من الشباب والشابات على مدي العقود الخمسة الماضية، وكثيرا ما جرّت عليها جرأتها الكثير من المتاعب، فعندما صدر كتابها «المرأة والجنس» عام 1972م فقدت وظيفتها في وزارة الصحة، ودخلت السجن في فترة من الفترات بسبب آرائها السياسية.

اقرأ أيضًا.. وفاة نوال السعداوى عن عمر ناهز 90 عاما..هير نيوز ترصد أبرز مواقفها


وفي 2001م اتهمت بالردة، لكنها لم تلبث أن حصلت على حكم قضائي برد اعتبارها، وواجهت محاولات لسحب الجنسية المصرية منها في 2006، لتكسب حكما قضائيا جديدا لصالحها في 2008م.
رحلت نوال السعداوي اليوم، وبقيت ما حصدته من الجوائز الأدبية الوطنية والدولية، وأعمالها المترجمة إلى أكثر من 40 لغة حول العالم.

ads