الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

آلام في عيد الأم.. مسنات في دور الرعاية ينتظرن رؤية أولادهن ويبحثن عن الونس

الأحد 21/مارس/2021 - 12:12 م
هير نيوز

تُعد آنا جارفس، هي السبب الرئيس للاحتفال بعيد الأم في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن الفكرة نفسها بدأت منذ عام 1872، حينما اقترحت المؤلفة الأمريكية جوليا وورد هوي، اعتماد هذا العيد وطنيا، حيث لم يكن هدفها الرئيسي الأم، بل اعتماده كوسيلة لنسيان الحروب الأهلية الأمريكية.

ولدى كل أم حكاية تربطها بذلك العيد، حتى بعدما خُصص لها يوما محددا، فتجد الأبناء يهرعون لزيارة أمهاتهن وإرسال الهدايا المناسبة بذلك اليوم، تعبيرا عما تكنه أنفسهم لأمهاتهم، ولكن وسط كل تلك الأجواء المبهجة تستقبل نزيلات دور رعاية المسنين بمشاعر مختلطة، فهن أصبحن وحيدات بعيدا عن أبنائهن، ولكل مشاغله الخاصة.

هير نيوز داخل دور رعاية المسنين

«هير نيوز» التقت بنزيلات إحدى دور رعاية المسنين، لتجدهن يجلسن على أنغام فيروز يتبادلن الأحاديث والضحكات والذكريات، هناك مكتبة ضخمة ترضي جميع الأذواق، وممر طويل يحمل 21 غرفة نفس عدد نزيلات الدار، واللاتي وجدن أنفسهن في خريف العمر، وحيدات، خارج منزلهن تتلهف لزيارة أو مكالمة من ابنها أو حفيدها.

سعاد تتمنى رؤية بناتها

سعاد أبو زيد، إحدى نزيلات الدار، أكدت أنها بعد 8 سنوات، أصبحت الدار وساكنيها أهلها، فقد أصبحت الدار هي التعويض الثاني لها عن وحدتها بعدما تزوجت بناتها ولم يبقى لها سوى حالة نفسية سيئة تجعلها تخلف من كل مترددي المنزل ويقضون متطلباتها اليومية.

اقرأ أيضًا..
"عطاء" يوقع بروتوكول لتوفير مأوى للكفيفات من كبار السن

وأشارت إلى أنها أصبحت تتخيل أشخاصا يجلسون ويتحدثون معها، رغم وجود بناتها ولكن ألهتهن مشاغل الحياة عنها، وفضلن السفر والاستقرار مع أزواجهن وعائلتهم عليها، لتجد نفسها فجأة في شقة تتسع عليها يوما بعد يوم "حسيت إن الحياة لوحدي مستحيلة، فقررت أبيعها وأتخلص من خوفي ووحدتي، بس مفكرتش هعيش فين وبدأت بعدها مأساتي".

إحساس الأمان فى دور المسنين

بدأت الدموع ترطب وجنتيها لتواصل حديثها بأنها أقامت فترة مع ابنتها الوحيدة التي تعيش بالقاهرة، ولكنهما لم يتفقا، وهي عاملة ولديها مسئوليتها تجاه منزلها وأولادها، فغادرت المنزل لتذهب عند إحدى قريباتها، والتي بدورها طرأت في حياتها ظروف، فقررت بعدها الذهاب لدار مسنين "لجأت لواحد قريبنا وعن طريقه قدمت هنا في الدار، واستقريت فيها، حسيت بالأمان شوية، واطمنت، فيه ناس بتكلم معاها، وبنتي بتزورني كل شوية، بس حزينة ونفسي أشوف باقي بناتي".

عيد الأم مجرد مكالمة

وعن سؤالها بماذا يمثل لها عيد الأم فأكدت أنه مجرد مكالمة من بناتها، وإن كانت لا تحدث كل عام "نفسي أشوفهم متجمعين حواليا ولو يوم واحد قبل ما أموت".

الحاجة أميرة تبحث عن الونس

وأما عن الحاجة أميرة فقد أكدت أنها تعيش حالة نفسية سيئة، بعد وفاة ابنتها الوحيدة، فقد انتزعها الموت من أحضانها ولحق بها الأب، وأصبحت هي وحيدة تصارع الحزن كل يوم بقلب مكلوم "قررت أدور عن الونس، بدل ما أموت ومحدش يحس بيا، وخصوصا بعد ما الخدامة حاولت تستولى على شقتي هي وجوزها عشان مليش حد يقف في وشهم".

"جيت للدار عشان الونس والوحدة، جيت أدور على أهل وأولاد بعد ما اتحرمت منهم، وهنا لقيتهم"، لتشير أن كل من بالدار اعتبروها والدتهم وبدورها اعتبرتهم أهلها وأصدقائها وأولادها.

وبسؤالها عما يمثل لها عيد الأم قررت أنه جرحًا ينزف من جديد؛ لأنه بالطبع يذكرها بابنتها وآلامها ومرضها والتي توفيت على إثره.

أسباب لجوء السيدات إلى دور المسنين

ومن جانبها، تؤكد مها فاروق، رئيس قسم الأسرة والطفولة بإدارة العجوزة الاجتماعية، أن السيدات يلجأن للدار لأسباب عديدة منها: الهروب من الوحدة، أو الجلوس بعيد عن أبنائها وإحساسها بأنها غير قادرة على خدمة نفسها، والبحث عن أصدقاء وحياة طبيعية، بالإضافة إلى الرعاية، مشيرة إلى توفير الدار لذلك.

وتابعت "فاروق" أن التضحيات التي تقدمها الأمهات لأبنائهن دون مقابل، يستحققن عليها التكريم، ولذلك فإن الدار تسعى دائما لإقامة الاحتفالات لهن، كنوع من تقديم الشكر، واستقبال الزيارات لتشجيع الأبناء على الاحتفال مع أمهاتهم وتقديم الهدايا لهن.

ads