عيد الأم بـ«دموع الأوفياء».. 6 ساعات داخل المقابر.. وفرحة من تحت التراب
الأربعاء 17/مارس/2021 - 10:07 م
الساعة تدق الخامسة فجرًا، استيقظت «آمال» وفي عُجالة أحضرت وجبة الإفطار لأبنائها الثلاثة وزوجها، وما إن انتهوا من تناوله، حتى هرعت إلى السيارة التي تحمل السيدات من المطرية إلى مقابر السيدة عائشة.
- مشاهد القبور
أصوات الرياح تدوي أرجاء المكان، تتصاعد الأتربة لتشوه الرؤية، فكلما ترجلت «آمال» بين المقابر، تُرتل آية سورة الكرسي، لكي يحفظها خاصة وأنها وجدت نفسها بمفردها، ظلت تبحث عن ونيس، أو غفير، حتى وصلت إلى مقبرة والدتها.
بنظرات تحمل في طياتها الشوق والحسرة، بدأت في قراءة الفاتحة على والدتها، والتي اعتادت على زيارتها مع كل عيد أم.
- 30 عامًا من الوفاء
«آمال» تروي قصتها وقالت: "إن والدتها المتوفاة منذ 30 عامًا، ومنذ ذلك الحين وهى تحرص على زيارتها في كل عيد أم، لكي تأنس بها، وتابعت: «كنت بحب أمي أوي وكانت ليا أم وصاحبة وأخت».
«بتكلم معاها وساعات بحس إنها بترد عليا».. تُكمل «آمال» حديثها قائلة: إنها تحاول تنشئة أبنائها كما ربتها والدتها على حسن التعامل والخلق والبر بالوالدين، وتابعت مستنكرة :«اللي بنشوفه دلوقتي وبيحصل بين العيال وأمهاتهم من ضرب وسب وإهانة وطرد يعد من علامات القيامة»، على حد قولها.
- دعم الأزواج لزيارة المقابر
وبعد مرور 60 دقيقة، وخلال حديث «آمال» وجدنا بعض السيدات الأخريات جئن إلى المقابر لتود أمهاتهن، والتقينا بـ«عنايات» سيدة في العقد الأربعين من عمرها والتي قالت إن مهما بلغت من العمر أرزله ستحضر لزيارة والدتها من أجل تأنس بها.
وتابعت: «بحاول أعلم عيالي يعني إيه أم بتضحي ومش بستنى من عيالها المقابل» ، مشيرة إلى أنها تواصل على زيارة والدتها حتى وإن جاء عيدها في شهر يناير وعز البرد».
تقضي «عنايات» يومها داخل المقابر وتحاول توزع «رحمة ونور» علي روح والدتها، وتابعت:«كل حاجة كانت بتحبها أمي بوزعها على روحها».
والتقطت أطراف الحديث «فاطمة» وقالت: إن زوجها هو من يحرص على زيارتها لوالدتها، مع حلول كل عيد أم.
وتابعت: «ببقى فرحانه من جوزي هو اللي يقولي روحي لزيارة أمك لأن فيه كتير بيضايقوا لما يقضوا يوم في المقابر بعيد عن البيت».