يوم المرأة المصرية| رغدة الدخاخني وإيمان إبراهيم طبيبتان ضربتا المثل في مواجهة كورونا
الثلاثاء 16/مارس/2021 - 11:34 م
مصطفى حجاج
يوافق اليوم 16 مارس عيد المرأة المصرية، والذى يمثل ذكرى كفاحها ونضالها واستشهادها في سبيل الوطن ضد الاستعمار وضد اغتصاب حقوقها السياسية والاجتماعية ومن كتاب التاريخ الحاضر الذي نعيشه تكتب الطبية المصرية سطورا كثيرة تنطق باسمى آيات الانسانية والنضال فى مواجهة عدو شرس يهدد حياتنا.
الطبيبة الأم والزوجة سواء التى تقف على الجبهة بإيمان شديد أنها صاحبة رسالة لا تقل عن رسالتها كأم مسئولة عن أبنائها أو زوجة الشهيد الطبية التي فقدت الشريك والسند فى الجائحة واصبحت هى العائل أبًا وأمًا لعائلتها.
اقرأ أيضًا..
وإذا كنا نحتفل اليوم بذكرى المناضلات حميدة خليل ودرية شفيق، فلنا اليوم أن نمد القائمة للاحتفال بجيل جديد من المناضلات يغزلن بطولات يومية فى مواجهة وباء يحصد الأرواح، والاحتفال بـ46 طبيبة شهيدة قدمها المجتمع الطبى فى مواجهة كورونا ممن تقدمن الصفوف وتحملن المسئولية عن طيب خاطر رغم معرفتهن بحجم المخاطر.
قائمة الشهيدات لا يمكن قراءتها كأرقام نعبرها بنظرة أو نذكرها في جملة مصحوبة بمصمصة شفاه والسلام، فخلف كل شهيدة حكاية وعبرة وآية تذكرنا -حتى لا ننسى- بمن خضم المواجهة ونال شرف الشهادة.
عندما تستنفر الطبيبة المصرية فى الأزمات فلا مجال للحسابات أو المقامات، فهن يذهبن للمواجهة حتى لو متطوعات مثل الطبيبة بسمة أشرف التى سارعت لتسجيل اسمها بوزارة الصحة ضمن قائمة المتطوعين للعمل في أي مستشفى عزل لمجابهة فيروس كورونا ولم تتردد لحظة بالرغم من بُعد المسافة بين مسكنها وجهة عملها الجديدة بالقليوبية، طالبتها أسرتها بتأجيل الالتحاق بالعمل في مستشفى العزل إلا أنها انتصرت لرغبتها لتصبح نموذجًا مشرفًا يحتذى به.
لن تكفى المساحة لسرد بطولة كل شهيدة هنا، لكن أتوقف أمام شهيدتين وقعتا أمام الاختيار الصعب،الأمومة وشرف المسؤولية.
اقرأ أيضًا..
الشهيدة الطبيبة رغدة الدخاخني، استشاري أمراض النساء والتوليد بكلية طب طنطا، كانت حاملا في شهورها الأخيرة ولم تسع للحصول على إجازة ورفضت طلب زوجها بالبقاء بالمنزل حتى موعد ولادتها وأصيبت أثناء عملها وتوفيت بعد أن وضعت طفلتها بأسبوع تاركة لزوجها الشاب طفلتين ونهر من الأحزان والذكريات، فلم يمض على زواجهم سوى أربع سنوات فقط.
والشهيدة الثانية هى الدكتورة ايمان ابراهيم ابنة بنى سويف البارة التى كانت تخدم فى الوحدة الصحية بقرية أطواب ببني سويف على مدار 20 عاما متواصلة وكانت تفتح فى بيتها حجرة لاستقبال أي مريض في حاجة لمساعدة بعد ساعات عملها بالوحدة لم تغلق الباب فى وجه أى مريض حتى أصيبت ودخلت مستشفى العزل وتركت أبناءها الثلاث أكبرهم سماح كانت فى امتحانات الثانوية العامة ظلت تراجع معها الكيمياء والاحياء بالتليفون وهي في العزل إلى أن توفاها الله قبل ان تفرح بنجاح ابنتها الوحيدة ودخولها كلية الطب وتركت طفلين آخرين أحدهما مريض بالسكر وكانت هى طبيبته الخاص.