الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

احذر قبل «ذبح القطة».. السجن 5 سنوات عقوبة ضرب الزوجة في القانون الجديد

الثلاثاء 16/مارس/2021 - 08:47 م
هير نيوز

34% من المصريات تعرضن للضرب على يد أزواجهن، رقم صادم صدر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، دفع الكثيرين للمطالبة بضرورة تغليظ عقوبة ضرب الزوجة، والتي حددها القانون في عام 2016 بالحبس لمدة سنة أو الغرامة بما لا يزيد على 200 جنيه.

عضو مجلس النواب أمل سلامة، تقدمت منذ عدة أسابيع بمشروع قانون لتعديل عقوبة التعدي بالضرب على الزوجات لتصل إلى الحبس لمدة 5 أعوام، لتكون رادعة ويفكر المعتدي ألف مرة قبل الإقدام على هذا التصرف الذي يؤدي حتمًا إلى انهيار الأسرة.

كثيرات يتحملن الضرب والإهانة من أجل الحفاظ على تماسك الأسرة وبقاء الأبناء في كنف الوالدين، لكن تكرار الإهانة يدفع بالبعض إلى طلب الطلاق دون النظر لأي اعتبارات أخرى.
اقرأ أيضًا..


ذبح القطة
«هير نيوز» حاورت العديد من الزوجات اللائي سردن قصصهن مع عنف الأزواج، فقالت "مروة" إنها طلبت الطلاق بعد 3 اشهر من الزواج، لأنه كان يعتدي عليها كثيرًا، وفجرت مفاجأة بقولها "صفعني على وجهي في يوم الصباحية، بدون أي أسباب، كان القلم عنيفا ومؤثرًا حسبته في البداية يداعبني، وعندما سألته عن السبب فقال إنه أراد أن (يذبح لي القطة) كما يقال في الأوساط الشعبية، فطلبت منه ألا يفعل ذلك مرة أخرى، لكنه اعتاد ضربي لأتفه الأسباب، حتى فاض بي الكيل وغادرت منزل الزوجية بعد أقل من 90 يومًا من الزفاف وصممت على الطلاق الذي تم في هدوء وتنازلت عن كثير من حقوقي في مقابل نجاتي من هذا المأزق، ورغم أنه تقدم لي العديد من الخطّاب، إلّا أنني أجد حاجزًا نفسيًا يعيق زواجي مرة أخرى".

طلاق قبل الدخول
من جهتها قالت "نجوى"، إنها طُلقت قبل الدخول، بسبب عنف والد العريس مع حماتها، مضيفة "بعد عقد القران ذهبت لزيارة أسرة العريس وتقديم هدية لوالدته بمناسبة عيد الأم، لكن هالني ما وجدت، حيث فوجئت بالرجل العاقل الذي من المفترض أن يكون حمايا يضرب زوجته بالمقشة ويهينها دون مراعاة وجود ضيوف في المنزل، والغريب أن المرأة كانت مستكينة تمامًا حيث لم تُبد أدنى مقاومة، فانسحبت فورًا، حتى بدون استئذان، ومعي هديتي وشقيقتي الصغرى التي كانت ترافقني في الزيارة، وعندما وصلت إلى بيت والدي قصصت عليه ما جرى وابديت رغبتي في فسخ الخطبة خشية أن يكون العريس مثل أبيه، فوافقني على الفور، واستدعى العريس وعددا من أفراد العائلتين وتم الطلاق في هدوء".

وتابعت، "أشعر أنني نفدت بجلدي"، وقضيت اكثر من عامين بعدها ارفض كل المتقدمين لي، حتى شاءت إرادة الله أن أتزوج من زميلي في العمل فوجدته إنسانًا هادئًا يرعى الله في كل تصرفاته".

فات الأوان
وعبرت "نها" عن رغبتها في إدخال تعديلات صارمة على قانون العقوبات بشأن ضرب الزوجات، مشيرة إلى أنها مطلقة منذ 5 سنوات بسبب عنف الزوج، مضيفة "حاولت كثيرًا اتخاذ إجراء قانوني ضده، لكنني كنت أتراجع في كل مرة حتى لا يقال إنني سجنت أبو أولادي، لكنه لم يأبه بذلك فتوجه إلى محكمة الأسرة واستطاع التحصل على حكم نشوز ضدي، وبقيت أرعى الطفلين وقد سلّمت امري لله".

وقالت، "لقد فات الأوان بالنسبة لي، لكن لو عاد بي الزمن إلى ما قبل 5 سنوات فسأشكوه إلى القضاء وأحصل على حقي، ويا حبذا لو تم تغليظ العقوبة، فهناك أخريات في أشد الحاجة إلى هذا القانون لإنصافهن في مواجهة الأزواج العابثين الذين لا يحترمون بنات الناس".

اقرأ أيضًا...


وتساءلت: هل هناك بالفعل قانون يجرّم العنف ضد الزوجة.. أنا في الحقيقة لم أسمع عن رجل دخل السجن بسبب ضربه لزوجته.

من جهتها، أكدت الباحثة الأسرية عبير سليمان، أن مشروع تعديل القانون مجدٍ للغاية والعقوبة مقبولة غلى حد كبير، بل إنه من الممكن زيادة عدد سنوات الحبس بغرض الردع، لكن تبقى نقطة مهمة جدًا وهي التنفيذ ضمانا لحقوق الزوجة المعنفة، نظرا لأن أغلب المحاضر التي يتم تحريرها ضد الأزواج يكون مصيرها الحفظ بقرار وكيل النائب العام.

تدرج تشريعي

المحامي بالنقض فوزي هيكل، يؤكد أن تطبيق القانون يحتاج إلى مزيد من التدرج التشريعي، حتى يحقق الهدف المرجو من إصداره أو تعديله، وهو حرص الرجل على توفير أعلى مستوى من الأمان لزوجته التي أخذها بأمانة الله فصارت وديعة لديه فوجب عليه حفظ هذه الأمانة.

وأضاف هيكل، لا بد أيضًا من البحث وراء الأسباب ولا يحق لن أن نساوي بين شخص مستهتر وبين آخر أجبرته الظروف في لحظة ضعف على اقتراف هذا الفعل، لذلك إذا أردنا تطبيق هذا القانون بشكل تدريجي فيجب أن يخضع الزوجان الذين نشأ بينهما خلاف أفضى إلى الضرب أو الاعتداء الجسدي لجلسة نفسية في محكمة الأسرة ويتم التنبيه عليه بعدم التكرار، ويكون الحبس في المرة التالية مباشرة إذا تكررت الجريمة، حتى نحافظ على بنيان الأسرة قائما دون هدم.

ads