فن وثقافة

«فاقدة الشيء تعطيه».. فردوس محمد «أمومة» من صُنع الشاشة المصرية

الثلاثاء 16/مارس/2021 - 05:55 م

منار بسطاوي

إذا تحدثنا عن دور الأم لا نستطيع الانتهاء منه، ولكن استطاعت الفنانة فردوس محمد، تلخيص المشهد لنا في عدد كبير من أدوارها على مدار مسيرتها الفنية، لتصبح من أشهر أمهات السينما المصرية.

وتعرضت فردوس محمد للكثير من المواقف الحياتية، والشخصية، وهو ما سنرصد في السطور التالية.

-العاطفة المفرطة

وولدت فردوس محمد، في حي المغربلين عام 1906، تميزت بالحنان والعاطفة المفرطة مع أصدقائها بالعمل إلا أنها واجهت العديد من الصعوبات، ومنها وفاة والديها، وهي في عمر الـ3 سنوات، والذي ترتب عليه العيش مع الشيخ علي يوسف مؤسس جريدة "المؤيد".

- الشيخ علي يوسف

وتولاها الشيخ علي يوسف، ويحرص على رعايتها، وألحقها بأحد المدارس الإنجليزية في حي "الحلمية"، وبها تعلمت القراءة، والكتابة، وتربية الأطفال، والتدبير المنزلي، وكانت تحرص على المحاكاة، والتقليد وهي في سن صغير، ولكنها لم تستطع ممارسته لزواجها وهي في سن الـ14 عامًا.

-حياتها الأسرية

وتزوجت الفنانة فردوس محمد من أحد الشباب التي تقدم للأسرة التي تبنتها، واستمر هذا الزواج لمدة 5 أعوام، لتنفصل عنه، وهي في عمر الـ19، وكان يسئ معاملتها كثيرًا، ولم تنجب منه، وعانت منه كثيرًا، ووصفت أيام زواجها منه بـ"الأيام السودة".

-البحث عن فرصة عمل

وبعد انفصالها عنه حرصت فردوس محمد على البحث عن عمل بساعدها في التكفل بذاتها، وعرضت عليها جارتها الانضمام لفرقة "عكاشة المسرحية"، وبالفعل وافقت على ذلك وذلك لحبه الشديد للفن والتمثيل، وبالفعل انضمت، واستطاعت بموهبتها أن تحقق نجاح كبير على خشبة المسرح، وتقاضت مرتبًا 3 جنيهات.

ورشحها المخرج محمد كريم لتجسيد دور "الأم" في فيلم "يوم سعيد"، وذلك عام 1940، وشاركت بدور أم الفنانة فاتن حمامة، والتي كانت طفلة في هذا الوقت، وبسبب اتقانها الشديد للدور استطاعت أن تلفت نظر المحرجين حولها، لتصبح هي أول خيار من جانبهم لتجسد أي دور به مشاعر الأمومة.

وبعد ذلك تزوجت فردوس محمد من الفنان محمد إدريس، واستمر زواجها به إلى ما يقرب من 15 عامًا حتى وفاته، ولكنها لم تنجب منه أيضًا، وحرصت على تبني طفلة، وتولى رعايتها، وأطلقت عليها "ناني".

-تكريم نقابة المهن التمثيلية

واستطاعت الفنانة فردوس محمد على الحصول على تكريم من جانب نقابة المهن التمثيلية في أول احتفالية بعيد الأم، وتسلمت الجائزة، وهي تزرف الدموع، وذلك لما حملته من مشاعر أمومة، ولكن ليس للطفلة التي تبنتها فقط، ولكن لمشاعر الأمومة التي منحتها لـ أصدقائها بالوسط، وحفظها أسرارهم.

ورحلت الفنانة فردوس محمد بعد صراعها مع مرض السرطان، وتدهور حالتها الصحية به، وحرص نجوم الفن على الوقوف بجانبها، وأوصتهم على الاهتمام بابنتها "ناني" بالتبني.