السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

تطبيق تحريك الموتى myheritage تقليب مواجع أم حنين للأحباب

الأحد 14/مارس/2021 - 12:44 م
هير نيوز

تطبيق تحريك الموتى myheritage أثار حالة من الجدل بين المصريين خلال الأيام الفائتة، وتكسو ملامح الأمهات مشاعر متناقضة حين يتفاجأن بتقاليع أبنائهن وأحفادهن ممن يتابعون الجديد في تطبيقات المحمول والأجهزة الذكية.

تحريك الموتى myheritage تطبيق جديد اصطُلح على تسميته deep nostalgia عدّه البعض إنجازا تقنيا عظيمًا، فيما وصفه آخرون بأنه "تقليب للمواجع"؛ إذ يتيح التطبيق تحريك صور الراحلين من الآباء والأجداد، لتظهر الصورة وكأن صاحبها لا يزال حيًا يرزق بيننا، فتتحرك العواطف.

ويتذكر الكثيرون الراحلين من عائلاتهم فتفيض دموع الشجن والحنين وتستدعي الذاكرة تفاصيل الماضي، وتُخرج مخبوءَها ويحضر البعيد الساكن في أحراش القلب.

بين الانبهار والأسى


منى محمود، معلمة ثانوي، تقول: إنها فوجئت بابنتها ذات الـ13 عامًا وقد هيأت صورة جدتها لتتحرك عبر التطبيق، معتقدةً أنها تقدم لي معروفًا حين تريني صورة متحركة لأمي التي رحلت قبل 11 عامًا.

وتضيف "منى" - في حديثها لـ"هير نيوز" -: في البداية انبهرت، لكن لم تلبث لحظات الانبهار أن تلاشت لتهاجمني دموع الحنين والحزن لفراق أمي.

سعاد عطا، تعتبر أن التطبيق يقدم خدمةً جليلة للبشرية، مشيرة إلى أنها حرصت على إخضاع صور كل الراحلين من عائلتها للتحريك عبر هذا التطبيق، وأنها كانت سعيدة جدًا وربما قضت ليلة كاملة تعد الصور بهذه الطريقة.

مفيش فايدة

حرص الشاب "طلعت" على تحريك عدة صورة للزعيم الراحل سعد زغلول وقمت بإضافة خلفية صوتية مرددًا عبارته الشهيرة "مفيش فايدة"، وتوجهت مسرعًا إلى جدي كونه وفديا عتيدًا وعرضت عليه الفيديو فأعجب به أيّما إعجاب.

أما "محمد" الذي يعمل في مجال البرمجيات، فيؤكد أنه فوجيء بالعديد من جيرانه في العمارة التي يقطن بها بمدينة 6 أكتوبر، يطلبون منه مساعدتهم في تحميل التطبيق، مضيفًا أنه بذل مجهودا خرافيًا في شرح تفاصيل التطبيق وآلية عمله لجيرانه، لاسيما وأن معظمهم من كبار السن، الذين لا يجيدون التعامل بشكلٍ كافٍ مع الأجهزة الذكية.

استغلال

ويرفض إسماعيل عبد العال، فكرة التطبيق، معتبرًا أنها إحدى مظاهر الاستغلال، التي يسعى مبتكروها إلى كسب الأموال على حساب مشاعر الناس، معتبرًا أن الهدف المعلن من هذه التقنية هو تحريك الصور القديمة، لكن الذي حدث أنه تم استغلال حنين الكثير من رواد السوشيال ميديا إلى أحبائهم الموتى أو حتى نجومهم المفضلين.

وتساءل - في حديثه لـ"هير نيوز" - ماذا يعود عليّ من فائدة إذا رأيت صورة والدي الذي رحل قبل 30 عامًا الآن تتحرك على شاشة هاتفي، كأنه لايزال حيًا من "لحم ودم"، ما الذي سأجنيه سوى مزيدٍ من الحزن لفراقه؟!

وتتفق معه في الرأي "حنان"، التي أكدت أنها رفضت تجربة التطبيق رغم إلمامها بكافة تفاصيله، وأنها قادرة على استخدامه، لكنها لا تستطيع تحمّل رؤية أمها الراحلة الآن أمامها على الشاشة بينما هي عاجزة عن تقبيلها أو الارتماء بين ذراعيها كما كانت تفعل حال وجودها على قيد الحياة.

وكانت منصة MyHeritage الإلكترونية، أعلنت أواخر شهر فبراير الماضي، عن إصدار تقنية جديدة تستطيع تحريك صور الموتى تراها تتحرك يمينًا ويسارًا أحيانًا وتبتسم أحيانا أخرى.

ولاقت التقنية تفاعلًا كبيرًا من رواد منصات التواصل الاجتماعي، وبدؤوا بالهرولة فرادي وجماعات إلى موقع المنصة المزعوم بدافع الحنين إلي الماضي.

انتهاك حرمات

من جهته، قال الرئيس الأسبق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف الشيخ عبد الحميد الأطرش: إن استخدام هذا التطبيق لا يجوز شرعًا، ويمثل انتهاكًا لحرمة الميت، حيث يعد تمثيلا بالمتوفين وهو أمر لا يجوز في ديننا الحنيف.

ودعا الأطرش مستخدمي التطبيق إلى إزالته فورًا والتوبة عمّا اقترفوه من إثم.

الصفحة الرسمية لدار الإفتاء، نشرت فتوى ردًا على سؤال حول مشروعية استخدام تطبيق تحريك صور الموتى، جاء فيها أن الشريعة الإسلامية أباحت وسائل الترفيه والترويح عن النفس، لكنها اشترطت ألا تشتمل على سخريةٍ أو سُوءِ أدبٍ؛ فإذا كان لا مانع شرعًا من استخدام برامج حديثة لتحريك الصور الثابتة، بحيث تصبح بتقنية الفيديو بدلًا من كونها ثابتة كصورة عادية، فالأَصْل أنَّ هذا مباحٌ بشرط مراعاة خصوصية مَن أفضى إلى رَبِّه بأن لا يشتمل تحريك صورته على سخرية أو سوء أدب مع الميت.

واعتبر الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، استخدام هذا التطبيق تعديًا على حرمة الموتى وتجاوزًا في حقهم، ووصف كريمة مثل هذه التطبيقات بـ"الأمر التافه" وخاصة لما تمثله من تجديد للأحزان، والأولى هو الدعاء للموتى بدلًا من العبث بصورهم.

من جهتها، قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر: إن تحميل تطبيق تحريك صور الموتى "عبث شيطاني".

وأكدت "آمنة" - في تصريح سابق لـ"هير نيوز" - أن كل هذه الأفعال ما هي إلا إيذاء للموتى، خاصةً وأنه حال ذهاب المتوفى إلى ربه في قبره يُترك لعمله، مطالبةً الجميع بترك الأموات لحالهم ولظروفهم ولأعمالهم ولرحمة ربهم.

ads