في عيد ميلادها.. نجاح سلام عاشقة مصر
يحل اليوم 13 مارس، عيد ميلاد الفنانة اللبنانية نجاج سلام، والتي قدمت أنجح الأغاني في الوطن العربي، وكان لها نوع مختلف عن باقي جيلها، وأحبتها جميع الأجيال في مختلف البلدان العربية، فهي غنت للحب وللوطن، وأشاد بصوتها الرئيس الرحل جمال عبد الناصر، وعلى الرغم من أنها ابتعدت عن عالم الفن منذ سنوات طويلة؛ إذ تبلغ من العمر 90 عاما، فإن أعمالها مازلت محفورة داخل الجمهور.
ولدت نجاح سلام في بيروت، وهي من عائلة عريقة بلبنان فجدها الشيخ عبد الرحمن سلام، مفتي لبنان، ووالدها الفنان والأديب محيي الدين سلام، واحد من أبرز الملحنين وعازفي العود في لبنان والوطن العربي، وأخوها الصحفي عبد الرحمن سلام، تعلمت أصول الغناء من والدها الذي كان منزله أشبه ما يكون بمعهد فني.
وكانت بداية نجاح سلام مع موهبة الغناء من خلال الحفلات المدرسية التي كانت تقام مع نهاية كل عام مدرسي، وكانت تبهر الجميع بصوتها القوي في فترة الطفولة، وفي عام 1948 قرر والدها أن يأخذها معه إلى القاهرة وعرّفها على كبار الفنانين، مثل أم كلثوم والموسيقار فريد الأطرش وشقيقته المطربة أسمهان والشيخ زكريا أحمد وغيرهم من النجوم الكبار في هذا الجيل.
وفي العام 1949 سجلت لشركة بيضا فون أول أغانيها، وهي "حول يا غنام"، وأغنية يا "جارحة قلبي"، وحينها احترفت الغناء، وغنت في كل من حلب، ودمشق، وبغداد، ورام الله.
وفي بداية العام 1950م عادت نجاح سلام إلى لبنان لتسجيل بعض الأغاني للإذاعة اللبنانية، وكانت أولى هذه الأغاني "على مسرحك يا دنيا".
وكانت انطلاقتها السينمائية مع أول أفلامها وهو "على كيفك" مع النجمة ليلى فوزي، وكان فيلمها الثاني "ابن ذوات" وفي هذا الفيلم غنت عدة أغنيات، مثل: "برهوم حاكيني"، "الشاب الأسمر"، وغيرها ثم مثلت فيلم "الدنيا لما تضحك" مع شكري سرحان وإسماعيل ياسين، ثم فيلم "الكمساريات الفاتنات" مع كارم محمود.ّ
وكانت لها مواقف كثيرة في وقت " العدوان الثلاثي" على مصر وقدمت العديد من الأغاني الوطنية، مثل: "يا أغلى اسم في الوجود"، ثم قصيدة "أنا النيل مقبرة للغزاة" للشاعر محمود حسن إسماعيل.
وفي فيلم "السعد وعد"، اختلف المخرج مع البطل شكري سرحان فرشح والد السيدة نجاح سلام المطرب اللبناني محمد سلمان للقيام بدور البطولة أمام ابنته، فتشاء الأقدار أن يكون هذا الفيلم سببا في زواجهما التي نتج عنه ابنتان جميلتان هما سمر وريم، ثم غنت في الجزائر وتونس وذهبت إلى "كان" لعرض أفلامها.
وفي العام 1974 جاءت الحرب اللبنانية مما جعلها تترك بيروت وتأتي إلى القاهرة وعاشت فيها، وتم تكريمها بمنحها الجنسية المصرية وأطلق عليها لقب "عاشقة مصر" لما قدمته من أغنيات وطنية صادقة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، إلى يومنا هذا.
وعادت نجاح سلام، إلي لبنان بعدما استلم الرئيس اللبناني إلياس الهراوي، رئاسة الجمهورية اللبنانية، وقام بزيارة القاهرة، وكانت هي أول المستقبلين له في مبنى السفارة اللبنانية في القاهرة، فبادرها بالقول أنها ثروة وطنية وفنانة عظيمة لا يجوز أن تظل خارج بلادها.
فعادت إلى لبنان وقدمت أعمالًا وطنية كبيرة، مثل "لبنان درة الشرق"، كلمات الشاعر صالح الدسوقي وألحان الفنان أمجد العطافي، وقد كرمها الرئيس الهراوي في قصر الرئاسة ومنحها وسام الاستحقاق برتبة فارس.