كيف عالجت السينما قضية التحرش؟.. نقاد ومخرجون يجيبون
السبت 13/مارس/2021 - 02:52 ص
منار بسطاوي
طرحت القضية المعروفة إعلاميًا بـ "متحرش المعادي" سؤالا مشروعا حول معالجة السينما المصرية لمسألة التحرش الجنسي، باعتبارها أحد أخطر المشكلات التي يعاني منها المجتمع المصري، وهل انعكست تلك المعالجة بالإيجاب أم السلب على المجتمع؟ "هير نيوز" وبدافع الحصول على إجابة مقنعة وشافية على السؤال المشار إليه، استطلعت آراء بعض النقاد، والفنانين، والعاملين بالوسط الفني.
إلهام شاهين: كنت أتمنى بأن تسمح الرقابة للأطفال بمشاهدة «حظر تجول»
قالت الفنانة إلهام شاهين إن معالجة السينما لمثل هذه القضايا انعكست بالإيجاب على المجتمع، مشيرةً إلى أنها طرحت هذه القضية في آخر أفلامها "حظر تجوال"، والذي طُرِح بفعاليات الدورة الثانية والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي التي أقيمت في ديسمبر الماضي 2020.
وأكّدت "إلهام" في تصريحات خاصة لـ«هير نيوز» أن فيلم "678" الذي عُرِض في عام 2010، كان إيجابيًا كثيرًا أيضًا، وذلك لأن هذه الأعمال تحث السيدات والفتيات على عدم التزام الصمت عند تعرضهن لمثل هذه الأفعال المنافية للآداب، وأن يمتنعن عن الخجل، والصمت لكي يحصلن على حقوقهن، ويحافظن على أنفسهن.
وأشارت"إلهام" إلى أنها في فيلم "حظر تجول" وصل بها الأمر إلى قتل الرجل الذي تحرش بابنتها خلال أحداث العمل.
وأضافت الفنانة إلهام شاهين أن السينما بالفعل تناولت التحرش بشكل جيد، وخاصةً في الفيلمين السابقين، وتابعت أنها كانت تتمنى أن الرقابة تصرح بمشاهدة الأطفال لفيلمها "حظر تجول" لكي يكون البنات على وعي بأن التحرش من الممكن أن يقع من أقرب الناس إليهن، وتوعيتهن بضرورة التصدي لذلك، ولكن الرقابة منعته لكي لا يحدث خلل في كيان "الأسرة"، وخشية الأبناء من أبائهم على حد تعبيرها.
طارق الشناوي: فيلم "678" من أهم الأعمال التي تناولت قضية التحرش
أكّد طارق الشناوي الناقد السينمائ أن هناك العديد من الأعمال السينمائية التي عالجت مثل هذا النوع من التحرش، ولم يقتصر التحرش على الملامسة فقط، ولكن هناك العديد من التنوعات به، سواء الاعتداء على المرأة باللفظ، أو بالحركة، وغيرهما، وأعلى درجة منه هو الاغتصاب.
وقال "الشناوي" في تصريحات خاصة لـ«هير نيوز» إنه يعتبر فيلم "678" من أهم الأعمال التي تناولت مثل هذه القضية، وبالطبع انعكس هذا بموقف إيجابي ضد المتحرشين، مؤكدًا أنه من الأفلام الجيدة كثيرًا لما يتميز به من جرأة، وشمل أيضًا كيفية دفاع المرأة عن نفسها عند تعرضها لهذا الأمر، وأشار أيضًا إلى فيلم "حظر تجول"،حيث يعد أيضًا من أهم الأعمال التي تناولت هذه القضية بشكل إيجابي.
ماجدة خير الله: الأفلام التي ناقشت قضية التحرش "قليلة جدًا"
أما الناقدة الفنية ماجدة خير الله فقالت، إنها ترى أن الأفلام التي تناولت هذه القضية بشكل صريح، أو واضح قليلة جدًا، فلا نستطيع أن نرصد ردود الأفعال بشأنها لمعرفة ما إذا كان مردودها على المجتمع إيجابي، أم سلبي.
وأشارت "ماجدة" في تصريحات خاصة لـ«هير نيوز» إلى أن هذه القضية "التحرش" لها العديد من التفريعات، والأساليب، وأكدت أن تأثير معالجتها في السينما على المجتمع سواء بالسلب ام بالإيجاب سيتوقف على حسب طريقة عرضها، ومعالجتها داخل العمل السينمائي، وهذا ما يفرق بين العمل الفني المتكامل، وبين افتعال قضية، وهناك عدد من المعايير الأساسية التي تساعد على إيجابية معالجتها، ومنها مستوى العمل الفني، ومدى جديته، وقيمته، وقيمة المشاركين به على حد تعبيرها.
وأضافت "ماجدة"، أن هذه المعايير هي التي تفرق بين استغلال القضية المطروحة، أو معالجتها بالفعل، وأشارت إلى أن عدم الحرص في طرح القضايا المهمة بشكل جيد يؤدي إلى نتائج عكسية، وانتشارها بصورة أكبر في المجتمع، فلا بد أن تطرح القضية بشكل جيد في الأعمال السينمائية لإجبار المجتمع على الابتعاد عن هذا الخطر الذي يواجهه، على حد تصريحها.
علي بدرخان: السينما لا يمكنها الحد من قضايا التحرش
أكد المخرج علي بدرخان أن السينما لا يمكنها الحد من قضايا التحرش، لافتًا إلى أن أي محاولات من جانب السينما للحد من التحرش ستفشل بالتأكيد، وذلك لأن هذا الأمر نابع من المجتمع، وسلوكيات الأفراد هي التي تتحكم في محاربة هذا الأمر، وليس السينما.
وأضاف "بدرخان" في تصريحات خاصة لـ«هير نيوز»، أن هذه القضية مطروحة في الأعمال السينمائية منذ عدة سنوات، ولكنها لم تحدث أي تغيير أو تأثير على المجتمع إلى الآن بالإيجاب، ولازال هناك العديد من المواطنين الذين يمارسون هذه الأفعال المنافية، وأرجع علي بدرخان السبب في ذلك إلى انهيار القيم، والأخلاق المجتمعية، والثقافية.
وأشار "بدرخان" إلى أن هذه القضية ليست مقتصرة فقط على معالجة السينما لها، ولكن هناك العديد من المؤسسات التي يجب أن تتصدى لها، منها الإعلام، والتعليم، وغيرهم الكثير، لافتًا إلى أن دور الفن وحده لم يكف للتصدي لهذا القضية.
وجدير بالذكر أن فيلم "678" هو من أهم الأعمال الفنية التي ناقشت قضية التحرش، وكان من بطولة: نيللي كريم، بشرى، أحمد الفيشاوي، باسم سمرة، ماجد الكدواني، ناهد السباعي، سوسن بدر، مروة مهران، ويارا جبران، ومن تأليف وإخراج محمد دياب.