بعد واقعة متحرش المعادي.. الأمهات: مش هنسيب عيالنا لوحدهم تاني
أثارت واقعة قيام شاب بالتحرش بطفلة صغيرة بمنطقة المعادي والمٌلقب إعلاميًا بـ« متحرش المعادي»، مخاوف كثيرة لدى الأمهات في مختلف محافظات مصر، فالواقعة التي شكلت جرمًا كبيرًا وتعديًا على قيم المجتمع، لاتزال تلقي بتوابعها وتأثيراتها على الأمهات، خاصةً من لديهن فتيات في سن صغيرة.
« هير نيوز»، استطلعت رأي أمهات عن تأثير واقعة «متحرش المعادي» عليهن وعلى بناتهن، حيث أكدت مروة محمد، معلمة، أنها لديها 3 أطفال بنات أكبرهن 10 أعوام وأصغرهن 3 أعوام «هخاف على بناتي، الواقعة وحشية حتى وإن لم يستطع اغتصاب الطفلة، اللي عمله ده هيسيب أثر نفسي كبير في نفس البنت، ومش هتقدر تتعافى كل لما تفتكر اللحظات القاسية دي».
وأضافت «مش قادرة أفهم إيه يغري بني آدم في طفلة لم تبلغ بعد!، يعني لا جسم ولا أنوثة علشان تغري راجل زي ده، المفروض يكون فيه قوانين أشد عقوبة على مثل هذه الأفعال، أنا بكيت لما قعدت أشوف الفيديو المتداول، وبقول مش هسيب ولادي ينزلوا وحدهم تاني، وبقول لأي أم وأي أب، لازم تخدوا بالكم من عيالكم، لأن اللي بنشوفه الأيام دي فوق استيعاب العقل بصراحة».
وأوضحت عبير السيد، طبيبة بيطرية، أنها رأت الواقعة كجريمة مكتملة « شوفتها محاولة خطف واغتصاب وهتك عرض، جريمة كاملة وأركنها متكاملة ولازم ياخد جزاء كبير على ما فعله، الواقعة مقززة، ومقدرتش أتخيلها فعلًا، وبقيت أقول ربنا يستر على أطفالنا اللي بيروحوا الدروس وحدهم وبينزلوا للسوبر ماركت، والواحد لازم يخاف، دا حتى مظهره الخارجي لم يدل على أنه ممكن يكون متحرش أو مغتصب أو وحشي كدة، ودا يؤكد إنه فعلًا مش بالمظاهر».
بينما أوضحت، إسلام عبد اللاه، أم لطفلين، أنها ستخاف عليهما بعد واقعة المعادي، خاصة وأنها تعيش بمنطقة قريبة من المكان الذي وقع فيه الحادث «أنا ساكنة في منطقة قريبة من المكان اللي وقع فيه الحادث، وعديت على الميدان ده أكثر من مرة، هو في طريقي لشغلي، وبصراحة كل يوم هفتكر الحادث البشع طالما مريت من المكان، وهخاف على ولادي أكتر ومش هسيبهم لوحدهم».
وعلقت الدكتورة هند البنا، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية، على الواقعة، مؤكدة أن المتحرش يعاني من «الهوس الجنسي»، عند الأطفال وهو ما دفعه لارتكاب جريمته، وهو اضطراب ومرض في نفس الوقت ونوع من أنواع الشذوذ الجنسي.
وقالت "هند": إنه لا يجب على الأمهات الخوف؛ لأن مثل هذه الجرائم تحدث في العالم كله، لكن عليهن مراقبة ومتابعة أبنائهن.
يذكر أن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، برئاسة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قد أكد على أن التحرش بالأطفال سلوك منحرف محرم، تأباه النفوس السوية، وتجرمه الشرائع والقوانين كافة، وذلك بعد واقعة متحرش المعادى
وشدد شيخ الأزهر، على أن هذا السُّعَار المحموم والمذموم الذي بات ينتشرُ واقعيًّا وافتراضيًّا، يستوجب أشد العقوبات الرادعة، وتجريمه يجب أن يكون مطلقًا ومجردًا من أي شرط أو سياق.
وأشار المجمع، إلى أن التحرش بالأطفال ظاهرة كريهة منافية للإنسانية والسَّلام والمروءةِ وكمالِ الرجولةِ، مهيبًا بالمجتمع تشديد الرقابة على المتحرشين والإبلاغ عنهم، وتوعية الأطفال بأفعالهم الإجرامية، ورفع الوعي بجريمة التحرش كسلوك مشين يستوجب مواجهته بشكل صارم، ومنها متحرش المعادى.
وطالب بمواجهة هذه الظاهرة من خلال المناهج الدراسية وتناوله في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وأماكن تواجد الأطفال بطريقة تناسب طبيعة المرحلة العمرية للطفل.