اغتيال براءة وقتل طفولة وصحوة شعب
الثلاثاء 09/مارس/2021 - 08:31 م
هي قرة عين أمها وأبيها.. تكبر يومًا بعد يوم وهي مُحاطة بسياج الحب الأبوي كأغلى جوهرة مكنونة لتصبح شابة يافعة ذات أحلام وطموحات.. ترسم الابتسامة على وجهيهما أينما حلّت.. لديها مخزون من الشقاوة والدلع يجعلها تحمل لقب فاكهة البيت.. هي الحضن الذي يجعل الأب في قمة السعادة عندما تهرول إليه وتضع قبلتها على جبينه.. إنها الطفولة البريئة.. التي تزدهر معها أحلام أبويها.. وسعادتهما.
علي قدر صدمتي من ذلك التصرف الشنيع إلاّ أنني كنتُ منتشيًا بتلك الصحوة التي بدا عليها المصريون في موقف يبرهن على أن الشخصية المصرية ترتقي بالسلوك الإنساني ليصبح فاضلًا وموزونًا وتغضب أمام السلوك الشاذ والمستنكر وتنتفض بقوة ضد المعتدي.
سرحت بذهني الشارد وتساقطت دموعي وأنا أتخيل ذلك الموقف يحدث مع ابنتي أو أيّة طفلة في الشارع.. تصورت نفسي لبرهة وجهًا لوجه أمام ذلك الغريب الذي فقد إنسانيته واستباح أولادنا وراح يُطلق العنان لتصرفاته وغرائزه الحيوانية مغتالاً البراءة بكل بجاحة.. قد أتمالك نفسي لكني سأسأل على أيّة حال.. لماذا فعلت ما فعلت؟.. بأي حق استبحت قتل براءة بدم بارد؟، أين رجولتك؟، ما مُتعك فيما تفعل هل عميت البصر والبصيرة؟.
أنتَ شيطان لعين رجيم.. لا أجد تفسيرًا لما حدث سوى أنها الدناءة التي فضحتك أنتَ وأمثالك ممن تستترون تحت عباءة الفضيلة.. ليس لديك مبررات طالما رددها على أسماعنا المتنطعون من عينة أثارت غرائزي وشهواتي.
كل الشكر والتقدير لرجال الداخلية البواسل الذين تمكنوا من القبض على الجاني قبل مرور 24 ساعة في مشهد؛ يؤكد أن مصر آمنة وأن شعبها ينعم بالأمان بفضل أبنائها البواسل الذين يسهرون على راحتها.
يا سيادة القاضي أرجو ألاّ تأخذك بهذا المتحرش وأمثاله شفقة ولا رحمة فاقض ما أنت قاض.. أنت عدل الله في الأرض ونثق في نزاهة قضائنا الشامخ.