قد تصل للقتل.. النتائج السلبية لتعدد الزوجات على أطفالهم
تعدد الزوجات قضية اجتماعية لها جوانب سلبية عديدة، وهو ما يجعل البعض لا يتقبلها، ويفسر سر تسمية الزوجة الثانية بـ(الضرّة)، فهناك من يراها إنسانة ظالمة لأنها اقتحمت حياة امرأة أخرى لتشاركها زوجها وتهدم بيتًا زوجيا لبناء بيتها وسعادتها على حساب الآخرين.
ومن الآثار النفسية على الأطفال لتعدد الزوجات، حدوث تغير سلبي في سلوك الأبناء بسبب فقدان الاطمئنان النفسي، مما يؤدي إلى الغيرة والحسد بين الأبناء وإلى الكره الذي من شأنه أن يؤثر سلبا على شخصية الطفل، ويخلق له المشكلات في المستقبل، ويضعف تعدد الزوجات العلاقة بين الآباء والأبناء، ويقلل من الاهتمام بالأبناء وفهم احتياجاتهم من قبل آبائهم، ويعجز الأب عن فهم سلوك أبنائه تجاهه وتجاه الآخرين.
وقالت الدكتور غادة مظلوم، استشاري علاقات أسرية: إن التاثير السلبي لتعدد الزوجات على الأطفال بسبب المشاكل بين الزوجات، الأولى والثانية، وزي ما بيقولوا "الدرة مرة"، فتعدد الزوجات بيعمل احتقان بين الأطفال، والاحتقان العائلي له تأثر سلبي على الطفل، بسبب فكرة أن الزوجة الأولى التي تزوج عليها زوجها بامرأة أخرى تشعر بالقهر.
وأكدت أن طفل الزوجة الأولى يتأثر سلبًا بمشاعر القهر عند أمه، وكذلك الطفل من الزوجة الثانية يتعرض لنفس الشيء، خاصةً إذا عادت العلاقة بين الزوج وزجته الأولى إلى طبيعتها، لافتةً إلى أن هذا الجو العائلي يخلع صراعات داخل الأسرة بين الزوجات والأبناء يؤثر على الأطفال في شكل التفرقة بينهم من جانب الأب، خاصةً عندما يفضل الأب ابنا على الأخر نتيجة لتفضيله لأمه مثلا، مشيرة، في الوقت نفسه، إلى أن العدالة في تربية الأبناء تمنع المشاكل.
وأكدت استشاري علاقات أسرية، على قصة سيدنا يوسف؛ لأنها تعد إحدى القصَص القرآنيّة التي تحدث القرآن فيها عن قصّة نبي الله يوسف وأبيه يعقوب - عليهما السلام - وإخوته؛ إذ كان ليوسف - عليه السلام - مكانة كبيرة في قلب أبيه يعقوب، وقد حظي منه بحب كبير ظاهر، وقد جعل أخوته يحسدونه على ذلك الحبّ ودبّت في قلوبهم الغيرة منه، وقد جاء يوسف - عليه السلام - إلى أبيه وأخبره بأنّه رأى في منامه الشمس والقمر، كما رأى أحد عشر كوكبًا يسجدون له.
فأمره أبوه ألّا يخبر إخوته بهذه الرؤيا خوفًا عليه منهم، كون ذلك سيزيد من حقدهم عليه وغيرتهم منه؛ إذ قال أحد من أخواته "اقتلوا يوسف "؛ لأنهم شعروا بالتفرقة حتى لو سيدنا يعقوب لم يفرق بينهم، فإنهم اعتقدوا أنه يفرق بينهم، وتطوّر حقد وكره أخوة يوسف له حتّى قرروا أن يتخلّصوا منه وينفردوا بأبيهم ليصبح حبّه لهم وحدهم، مما أدى إلى تخطيطهم للتخلص منه.