جهاد إبراهيم.. قصة بطلة تنتصر على شلل الأطفال بـ"سفر الروح"
الحياة مليئة بعناصر مكافحة فمنهم من جاء إلى الدنيا سليمًا معافا، ومنهم من جاء حاملًا على كتفيه إعاقة لا يعرف سر ابتلائه بها، أو الحكمة الربانية منها، جهاد إبراهيم،إحدى السيدات التي ولدن بإعاقات؛ إذ ولدت بإعاقة في قدميها "شلل الأطفال"، منعتها من السير على قدميها كالآخرين.
برنامج "قصة بطلة"، المذاع على فضائية "أون أي"، التقى جهاد إبراهيم لتروي قصة حياتها، قائلةً: إنها ولدت ولا تستطيع السير على قدميها كباقي المواطنين، ولذلك وجهت أسئلة كثيرة شائكة تحمل في طيات إجاباتها تمردًا على حكمة الخالق، لدرجة أنها فقدت إيمانها بالله، ولكن سرعان ما عادت إلى الحياة وآمنت بما كتبه الله لها لتستكمل حياتها كما ولدت.
مواقف مرت بها "جهاد" جعلتها تتوجه بالشكر إلى الله على نعمته بأنها لا تستطيع السير، موضحةً أن سير الروح أهم من السير على القدم، وأنها استطاعت ذلك بمشاعرها وعاشت على الفطرة الإيجابية التي وهبها الله لها.
وأكدت "جهاد" أن أول كرسي متحرك تحركت به، كان عمرها لا يتعدى الـ8 سنوات، وذلك فى بداية أولى درجات سلم حياتها التعليمي، وكافحت واستطاعت تحقيق المركز الأول في جميع المراحل التعليمية، موضحةً أنها واجهت في بداية حياتها العديد من مواقف التنمر ولكنها تغلبت على ذلك.
وأوضحت أنها استطاعت تجاوز إعاقة قدميها؛ إذ ولدت بدون أطراف، مشيرة إلى أن والدتها لم تحظ بأي مستوي تعليمي، لافتة "حضن أمي كان كفيل لاستخراج الانتفاضة الداخلية لتثور على حياتها، لذلك قررت التفوق على إعاقتها".
وأكدت أنها ولدت في محافظة الشرقية وانتقلت للعيش مع أسرتها في القاهرة واستطاعت من قوتها ومثابرتها أن تتعين معيدة في الجامعة، وبعد الانتهاء من رحلة التعليم والتعيين، بدأت رحلة جديدة وهي الرياضة.
واستطاعت الدكتورة جهاد إبراهيم تحدي إعاقتها وإصابتها بشلل الأطفال، فأصبحت دكتورة في الجامعة ثم بطلة في السباحة ثم مدربة تنمية بشرية تبعث الأمل في نفوس الناس إلى أن وصلت لقبة البرلمان، وترشحت في مجلس النواب 2015 على قائمة "في حب مصر"، فهي فتاة بسيطة الحال لم تدخل إلى البرلمان بالواسطة أو المال، ولكن بالعمل والحلم، وكما تقول دائمًا "واسطتى ربنا"، فبمجرد أن تراها، فإنها تبعث في روحك طاقة إيجابية وتفاؤلا لن تجده في أي شخص، ابتسامتها وحديثها المليء بالحياة يجعلها تستحق لقب "سفيرة الأمل".