قبل تعديل «الأحوال الشخصية».. أعمال فنية ناقشت قضية الزوجة الثانية
أثارت التعديلات المقترحة لقانون الأحوال الشخصية جدلًا واسع النطاق، عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ كثرت الخلافات بين الرجال، والسيدات على السوشيال ميديا، بشأن مقترح يقضي بحبس الزوج، وتغريمه مبلغ من المال حال زواجه من امرأة ثانية، دون علم زوجته الأولى؛ إذ جاءت ردود الأفعال بين مؤيد، ومعارض، والبعض ربطه بالدين.
ويرى كثيرون أن هذا الأمر يحفظ الحقوق للزوجة الأولى، والثانية، فالأولى يجب أن تقرر ما إذا كانت ستقبل بهذا الوضع أم لا، والثانية تحصل على أحقية علم المجتمع كله بزواجها، وهناك العديد من الأعمال الفنية التي أقرت هذا الأمر، وأعطت الزوجة الأولى الأحقية في العلم بالزيجة الثانية من زوجها، وسنرصد أبرزهن في السطور التالية.
الزوجة الثانية
ويعد فيلم "الزوجة الثانية" من أعظم الأفلام في السينما المصرية، وتم عرضه عام 1967، ويحرص الفيلم الذي أخرجه المخرج الراحل صلاح أبو سيف، على إعطاء الزوجة الأولى جميع الحقوق في التصرف، وتحديد شكل العلاقة؛ إذ تدور أحداث الفيلم حول عمدة إحدى القرى ويدعى "عتمان"، محروم من الإنجاب بسبب زوجته العاقر سناء جميل.
فتحثه زوجته على الزواج من أخرى بغرض الإنجاب منها، وإنساب المولود للأولى، وبالفعل وجد هذا الاقتراح قبولًا عند زوجها، وظل يبحث الثنائي على زوجة لـ"عتمان"، وبالفعل أعجب عتمان بـ"فاطمة" الخادمة، ولكن هذه العلاقة تصبح هي شبه مستحيلة لزواج "فاطمة" من رجل آخر.
ولكن "عتمان" يحرص على وقوع الطلاق بين "فاطمة"، وزوجها، باستخدام سلطته، وقوته، ويتزوج "فاطمة" دون قضاءها فترة العدة، ليواجه بعدها العديد من المشكلات من قبل زوجته الأولى لتدخلها بينهما، ويصاب بالمرض.
عائلة الحاج متولي
ويعد مسلسل "عائلة الحاج متولي"، أيضًا من أبرز الأعمال التي ناقشت قضية تعدد الزوجات، وتم عرضه عام 2001، وعلى الرغم من تأكيد الكثير على أن هذا العمل أهدر حق المرأة كثيرًا، وصورها على أنها ضعيفة، فإنها بدت خلال المسلسل تملك حرية الاعتراض، ولكن استطاع المخرج والسيناريست بهذه الثنائية الواضحة بين علاقة الزوج بزوجاته، أن يظهر لنا بعض الملامح السيئة للرجل أيضًا؛ إذ أنه صور "الحاج متولي"، والذي جسده الفنان الراحل نور الشريف بأنه ليس بالزوج المثالي.
فزواجه لأكثر من واحدة لم تكن في صفه كما يظن البعض، فذلك أظهر الأنانية التي يحملها بداخله، وأيضًا عدم احترامه لزيجاته، وهذا شيء يدينه، واستخدامه للأساليب الملتوية من أجل الزواج بأخرى، وأيضًا كشفه عن العديد من المبررات التي لم تكن مقنعة لدى الجمهور، وأيضًا استغلاله لزوجاته، فالمسلسل ينسب إليه النجاح، ولكن في الحقيقة أنه لم يفعل شيء من نفسه، وأن هذا الثراء الذي وصل إليه جاء من إرث زوجته الأولى.
وتدور أحداثه حول رجل يدعى "متولي" كان فقيرًا جدًا، ولكنه تزوج من امرأة ثرية تكبره سنًا، وأنجب منها ابنًا، وبعد وفاتها حصل على ميراثه هو وابنه، وبدأ في توسيع هذا الإرث، والسعي من أجل تحقيق نجاح أكبر، وبعدها يحرص على الزواج من أكثر من واحدة، حتى أنه في بعض الأحيان جمع بين أربعة.
الزوجة الرابعة
ويناقش مسلسل "الزوجة الرابعة" قضية " تعدد الزوجات"، وتم عرضه عام 2012، ولم يختلف كثيرًا عن "عائلة الحاج متولي"، ولكن في هذا العمل، برزت شخصية الرجل الانتهازي، والذي يسعى للزواج من أي سيدة تقابله، ولكنه متزوج من ثلاثة، وكل فترة يتزوج من واحدة، ويطلقها، وكلهن على علم بزيجاته.
وعلى الرغم من أن ذلك المسلسل أعطى للمرأة الحق في أن تعلم بزواج زوجها بأخرى، فإنه صورها بحالة ضعف، وأظهر "فواز" البطل بأنه شاب ثري يفضل الزواج من فترة لأخرى باسم الدين، وأنه حقه الشرعي، وهذا كان تبريرًا لما يقوم به من سعي وراء النساء، كما يظهره بأنه شخص يبحث عن ما يكمله في كل امرأة يقابلها، ويتمتع بأنانية كبيرة، لبحثه الدائم عن راحته الشخصية حتى وإن كان هذا شيء شرعي.
وتنتهي أحداث العمل على تمرد زوجاته على هذا الوضع، وعلى أفعاله، وينفصل عنهن جميعهن، وهو ما به انتصار جزئي لهن؛ لأنهن بعد ذلك يشعرن بالندم تجاهه، ويحاولن العودة له مرة أخرى، راضيين بالوضع الذي وضعهن به.