في ذكرى ميلادها.. سميرة موسى بين شغف العلم وهوى الفن
ولدت سميرة موسى في مصر، واغتيلت في أمريكا، وبين الحدثين خمسة وثلاثين عامًا من العلم والإبداع والابتكار تعلمته في أم الدنيا، لينهتي على أيدي أقذر من في الدنيا، بني صهيون.
عند القراءة لها، وعنها، تتعجب لهذه الشابة، صاحبة الوجه البشوش والقلب النقي، لما لها من مناقب على صغر عمرها، فكيف لإنسان أن يغتال هذه البراءة والإنسانية؟! أين القلب والعقل؟ إلا أنه بالتفكير في ماضيهم وتاريخهم، تجده دموي، دموي فقط، فلا قلب ولا عقل فيه.
جمعت سميرة موسى، عالمة الذرة المصرية، بين شغف العلم وهوى الفن، فلم تكن "دحيحة" مذاكرة كما يعتقدها البعض، وإنما كانت مولعة بالفن، فتجيد العزف على العود واستخدام النوتة الموسيقية، وتقرأ بنهم شديد في كل المجالات، كما تتابع سير الناجحات والمؤثرات في مختلف المجالات، وما الذي حققنه، وماذا أخفقن في تحقيقه، وما أسباب نجاحهن أو إخفاقهن، فكانت تمتلك مكتبة كبيرة تضم كتبًا متنوعة منها، الأدب، والتاريخ، والسير الذاتية، وقد تم التبرع بها إلى المركز القومي للبحوث فيما بعد.
وكانت سميرة تحب التريكو والحياكة، فتقوم بتصميم ملابسها وحياكتها بنفسها، كما كانت تعشق التصوير فحرصت على تنمية موهبتتها فيه، وذلك بتخصيص جزء من بيتها للتحميض والطبع.
ذكاء وعلم وثقافة سميرة جعلها واعية بالقدر الكافي للأمور وللمجريات السياسية، المحلية والدولية، فأدركت مبكرًا أن الكيان الصهيوني المتمثل فيما يسمى "بدولة إسرائيل"، يسعى لامتلاك قنبلة ذرية، وهو ما نجح فيه بالفعل، كما أنه يحاول جاهدًا لمنع أي دولة عربية من امتلاك هذا السلاح المرعب الفتاك، الذي كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد استخدمته بالفعل عام 1945 ضد مدينتي هيروشيما ونجازاكي" اليابانيتين، ولهذا نمى طموح خفي داخل سميرة وهو أن يكون هناك توازن للحالة العبثية التي تسيطر على العالم وتجعل حدا للرعب النووي بين مصر وإسرائيل، ولكن لم يكتب لهذا الطموح أن يتحقق، فقد كان قاتلها أسرع من طموحها.
وأصبحت الدكتورة سميرة موسى، أول شهيدة للعلم، وذلك بعد أن تم خداعها واستدراجها للولايات المتحدة الأمريكية بحجة مؤتمر علمي، وزيارة لأحد المعامل النووية، في 5 أغسطس 1952 لتقع بين براثن أعدائنا منذ الأزل، وللأبد، فكانت ومازالت وستظل نموذجًا مشرفًا للمرأة المصرية، فهي أول امرأة عربية تحصل على درجة الدكتوراه، وأول عالمة ذرة مصرية، وأول معيدة فى كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، "القاهرة حاليا".