بنات الـ «تيك توك».. من عالم الشهرة إلى قضبان السجون
سامية خضر: الحرمان العاطفي وسوء التربية وراء ظهور الفتيات على تطبيق تيك توك.
هند البنا: الحل يكمن في إعادة تأهيل الفتيات وتوعيتهن بخطورة الجرائم الخادشة للحياء.
تطبيق صغير ظهر منذ سنوات قليلة، لكن يتابعه ملايين الفتيات والرجال حول العالم، ذاع صيته في وقت بسيط، وأغوى آلاف الفتيات للظهور وتحقيق مكاسب مادية من وراء «خدش الحياء»، فالفتيات يظهرن بأجساد عارية، وبعضهن يتورطن في فضائح جنسية ومقاطع خادشة للحياء، لتكون نهايتهن «الزنزانة»، وفي مصر سُجنت أشهر فتيات الـ «تيك توك»، بسبب تعديهن على قيم المجتمع، لعل أبرزهن الفتاتان «حنين حسام، ومودة الأدهم»، وعلى الرغم من خروجهما من السجن، إلا أنهما مازالتا يستخدمان التطبيق.
هذا وتقوم فتيات لدوافع كثيرة لإنشاء «أكونتات» على التيك توك، تأتي في مقدمتها، كيفية تحقيق أرباح مادية كثيرة، وإشباع رغبة الظهور وحب النفس والشهرة، حيث يعتمد التطبيق على تصوير مقاطع فيديو صغيرة بصيغ معينة، أولها أن تكون الفتاة «شبه عارية»، وأن تفتح الكاميرا مع بعض المستخدمين لتحقيق مكاسب مالية تصل إلى 3 أو 4 آلاف دولار.
الدكتورة عايدة نوفل، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية، أكدت لـ «هير نيوز»، أن المال والشهرة وحب النفس وإشباع رغبة الظهور وراء انضمام آلاف الفتيات إلى تطبيق التيك توك، «عندهم حب الظهور بس بيظهروا بطريقة غلط تتافى مع قيم مجتمعنا، وكمان ممكن يكون بدافع التقليد، أنا بشوف مراهقات موجودين على التطبيق وبيقلدوا فنانين كبار أوروبيين، ودا تقليد أعمى لأن مش كل ما يحدث لدى الغرب هو مطابق لديننا ومجتمعنا، وطبعا دا وراه غياب الدور الأسري والرقابة على استخدام الفتيات وسائل التواصل الاجتماعي».
وكانت قضيتا مودة الأدهم وحنين حسام، قد فجرت جدلًا واسعًا خلال الفترات الماضية، إذ جرى القبض عليهما وحبسهما لأشهر طويلة، ثم خرجتا لتمارس نفس الممارسات باختلاف المحتوى، حيث كانت حنين حسام نشرت مقاطع فيديو وطلبت من فتيات مراهقات الانضمام للتطبيق وفتح الكاميرات مقابل مبالغ مالية بتحصلن عليها: «كل واحدة وشطارتها وجمالها»، وحكمت المحكمة عليها بالسجن لمدة عامين، إلا أنها خرجت قبل انقضاء المدة لعمل استئناف، بينما ظهرت مودة الأدهم، الفتاة التي لم يتخط عمرها الـ23 عامًا، بملابس جريئة تخدش الحياء، وجرى القبض عليها ومحاكمتها بتهم التعدي على قيم المجتمع وخدش الحياء، وتصوير نفسها عارية، لتواجه نفس مصير حسام حنين بالسجن والغرامة.
وأكدت الدكتورة الدكتورة هند البنا، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، على أن من أهم دوافع الفتيات للظهور على تطبيق التيك توك، هو تقليد المسلسلات في غياب تام لدور الأسرة، وحب الفتاة للشهرة وأن تكون مشهورة كالفنانات، فضلًا عن حبهن لتصدر محركات البحث، وزيادة عدد المتابعين، لزيادة الكسب المادي.
وأوضحت استشاري الصحة النفسية أن الحل في مثل هذه الحالات هو إعادة تأهيل الفتيات وتوعيتهن بخطورة ما يفعلوه من جرائم خادشة لحياء المجتمع، وليس سجنهن حتى لا يخرجن مجرمات، ويجب على الدولة منع مثل هذه التطبيقات على غرار دول أوروبية للحفاظ على القيم المجتمعية والأمن العام، حيث أن مثل هذه التطبيقات تخترق خصوصيات وبيانات المستخدمين وبالتالي تسبب مشاكل كثيرة.
بينما أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن الحرمان العاطفي وسوء التربية وراء ظهور الفتيات على تطبيق تيك توك، كما أن انعدام الثقافة الدينية والأخلاقية وراء حب الظهور، وهن شخصيات غير متزنات يميلن للفت الانتباه، موضحةً أنه يجب تربية الفتيات على الأخلاق الحميدة ومراقبتهن حال استخدامهن وسائل التواصل الاجتماعي، فضلًا عن توعيتهن بخطورتها، بالإضافة إلى تربيتهن على مبدأ الحلال والحرام حتى لا يكون فريسة لمثل هذه التطبيقات.
لم تكن حنين حسام ومودة الأدهم وحدهن اللاتي وقعن في براثن خدش الحياء، بل تلتهن منة عبد العزيز وهدير الهادي ومنار سامي، اللتين قبضا عليهن بتهم نشر الفسق والفجور وممارسة الأعمال المنافية للآداب العامة وواجهن نفس المصير.