في ذكرى وفاتها.. «عزة النفس» تمنع زينات صدقي من اللجوء لـ«السادات»
الثلاثاء 02/مارس/2021 - 04:54 م
منار بسطاوي
يوافق اليوم الثلاثاء الذكرى الـ43 على وفاة واحدة من أبرز الكوميديانات في السينما المصرية، وهي الفنانة "زينات صدقي"، والتي استطاعت أن تفرض نفسها على الساحة بخفة ظلها، وبساطة شخصيتها، وعفويتها التي كانت تظهر بها في أدوارها، لتصبح أدوارها من أهم العلامات في السينما المصرية.
ومرت زينات صدقي بالعديد من المواقف، والمحطات الهامة في حياتها سواء على المستوى الفني، أو الشخصي، وهو ما سنرصده في السطور التالية.
وولدت عام 1912 في منطقة الجمرك بمحافظة الإسكندرية، واسمها الحقيقي زينب محمد مسعد، وبدأت مسيرتها الفنية كمونولوجست، وواجهت نتيجة ذلك العديد من المشكلات الأسرية، حيث اعترضت عائلتها على الانخراط بالمجال الفني، فاضطرت إلى الهروب للشام بصحبة صديقتها "خيرية صدقي"، وتحديدًا لبنان، ومنحت لها خيرية اسمها ليصبح اسمها زينب صدقي.
وبعدها تعرفت على الفنان نجيب الريحاني، والذي كان له فضل كبير في شهرتها، وضمها لفرقته، وأطلق عليها زينات، تجنبًا للخلط بينها، وبين الفنانة زينب صدقي، ومن ثم انتقلت الفنانة زينات صدقي إلى العمل بالسينما، ليأتي أول أعمالها به، وهو فيلم "بسلامته عايز يتجوز".
لتنطلق بعدها مسيرتها بالسينما، وتشارك بالعديد من الأعمال، والأدوار الناجحة، وتصل أعمالها إلى ما يزيد عن 170 عملًا، وعلى الرغم من كثرة أعمالها السينمائية، فإنها لم تشارك بأي عمل تليفزيوني على مدار مسيرتها، ومن أشهر أدوار زينات صدقي هو دور "الخادمة" في السينما، وينسب إليها إضفاء خفة الظل، والمرح على شخصية الخادمة، واشتهرت بـ"عانس السينما المصرية"، نظرًا لتأديتها لهذا الدور لعدة مرات.
وواجت الفنانة زينات صدقي العديد من الأزمات في مشوارها الفني، أبرزها ابتعادها عن المشاركة في السينما لعدد من السنوات، لتعود بعدها من خلال آخر أعمالها به، وهو فيلم "بنت اسمها محمود"، والذي شاركت فيه بدور "أم إبراهيم".
وكشفت حفيدتها أنه جدتها زينات صدقي دخلت عقب مشاركتها في هذا العمل في نوبة بكاء كبيرة، وأنها أصيبت بحالة اكتئاب حادة، وقالت لهم أن هذا الدور لا يناسبها، وأنه من الممكن أن يمحي مسيرتها الفنية، وأنها يجب أن تعلن اعتزالها لأن الأدوار المعروضة عليها أصبحت لا تناسبها، وتقلل من موهبتها.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعض المعلومات التي تفيد بإفلاس زينات صدقي، وبيعها لأساس منزلها قبل وفاتها، مشيرين إلى أنها دفنت بمقابر الصدقة، الأمر الذي نفته حفيدتها في تصريحات صحفية، مؤكدةً على أنها لم تفلس، وأنها لم تبيع أثاث منزلها، وأن منزلها لازال موجودًا حتى الآن في منطقة وسط البلد.
وحرصت حفيدتها أيضًا على توضيح أمر مدافن الصدقة، وكشفت أن زينات صدقي اشترت مدفن خاص لها من أموالها أثناء عملها بمجال التمثيل، وحرصت على دفن العديد من الفقراء، والمحتاجين به، وأوصت على أن يكون مدفن لكل فقير، أو محتاج، وأن تدفن به هي أيضًا، وعلقت عليه لافتة "عابر سبيل".
واعترضت عائلتها على هذا المدفن مؤكدين أنه أصبح ممتلئ كثيرًا، ولا يسع العائلة، كما أنه لا يصح دفن النساء والرجال مع بعضهما، فاضطروا إلى بيع المدفن، وشراء آخر.
وتزوجت زينات صدقي مرتين الأول كان من ابن عمها، والذي كان يكبرها في السن كثيرًا، وكانت لا تحبه حينها، ولكنها انفصلت عنه، والمرة الثانية تزوجت لمدة 14 عامًا من أحد الضباط الأحرار، وانفصلت عنه بعد أن طلب منها أن تترك والدتها إما عند شقيقتها، أو في دار مسنين، وهو الامر الذي رفضته نهائي، ولم تنجب زينات صدقي من أي من زوجيها، ولكنها حرصت على تربية ابنة شقيقتها ومعاملتها مثل ابنتها تمامًا.
وقبل وفاتها بفترة قصيرة حرص الرئيس الراحل محمد أنور السادات على تكريم زينات صدقي في حفل عيد الفن، وأعلن عن صرف معاش شهري لها، وأخبرها بأن تلجأ إليه إذا احتاجت لأي شيء، كما دعاها لحضور حفل زفاف ابنته، واشتد المرض على زينات وأصيبت بمياه على الرئة، ورفضت الاتصال بالسادات وإخباره بأنها تحتاج للعلاج، لترحل متأثرة بمرضها.