هل يختلف شكل المهرجانات الفنية بعد كورونا؟.. نقاد يجيبون

الجمعة 26/فبراير/2021 - 11:13 ص

إسلام كمال

ماجدة موريس: إقامة المهرجانات «أونلاين» في ظل كورونا خطوة إيجابية

خيرية البشلاوي: المنصات الإلكترونية لا تعوض إقامة الفعاليات الواقعية

شهدت صناعة السينما تحولات كبيرة وتأجيل العديد من المهرجانات السينمائية المحلية والعالمية، وإلغاء كثير من العروض السينمائية ذات الإنتاج الضخم، بعد خسائر فادحة بسبب انتشار فيروس «كورونا»، كما أغلقت العديد من دول العالم دور العرض السينمائي خشية تفشي (كوفيد-19)، بالإضافة إلى تأجيل تصوير أفلام سينمائية ودرامية عالمية خلال الفترة الماضية.

ولجأت معظم شركات الإنتاج الفني إلى المنصات الإلكترونية لعرض أعمالهم، وتحقيق أرباح تعوّض تكاليف الإنتاج المرتفعة، وعلى الرغم من ذلك، فإن عدد من المهرجانات أقيمت خلال الأشهر الماضية، كان منها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان الجونة، ولكن أعلن منظمو مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي إقامة فعالياته "أونلاين" بعد سلسلة من التأجيلات بسبب جائحة كورونا.

ورصدت "هير نيوز" آراء الناقدة الفنية خيرية البشلاوي، والناقدة الفنية ماجدة موريس، حول جدوى إقامة المهرجانات "أونلاين"، ومدى تأثير ذلك على صناعة الفن بشكل عام، والسينما بشكل خاص.

ترى الناقدة الفنية ماجدة موريس،" أن عمل فعاليات المهرجانات عبر شبكات «الأونلاين» خلال أزمة كورونا حول العالم، لها تاثير إيجابي كبير على السينما والجمهور، لأنها تجعل المشاهد متصل بالسينما باستمرار، وبأحدث فعاليات دور العرض وكل ما يدور داخل كواليس المهرجانات، مضيفةً أن المنصات الإليكترونية تعطي فرصة للجمهور لمشاهدة الأفلام، ومتابعة الأحداث، ومعرفتها لحظة بلحظة.

وأضافت ماجدة موريس، في تصريح خاص لـ«هير نيوز»"، أن تاثير فيروس كورونا على المهرجانات، أثر على عرض الأفلام وأصبحت شبه مغلقه، مشيرةً إلى أن المهرجانات الكبيرة ليست لديها حلولًا، سوى الاتجاه عبر شبكات «أون لاين» و«المنصات الإليكترونية» ومنها ما نراه الآن في المهرجانات الافتراضية، مثل" برلين السينمائي، كان السينمائي، وفينيسيا، وأخيرًا، البحر الأحمر السينمائي بالمملكة العربية السعودية".

وأشارت إلى أنه بعد الانتهاء من الأزمة، سوف تعود المهرجانات إلى طبيعتها الخاصة، وأجوائها الرائعة لمحبي السينما، لاسيما أن فعاليات المهرجان على أرض الواقع، لها فائدة كبيرة في صناعة السينما لوجود الجمهور داخل المهرجانات، وعمل مناقشات وجهًا لوجه، ورؤية النجوم، مضيفةً أن التواصل الإنساني أهم بكثير من التواصل عبر المنصات الإليكترونية، كما أن المهرجانات تعد إنتاج اقتصادي ضخم، كما أنها تستقبل الآلاف من الجماهير، واكتمال حجز الفنادق، وجيوش من الصحفيين والمصورين، لذلك أهمية فعاليات المهرجانات على أرض الواقع أفضل من الأون لاين.

وتذهب الناقدة الفنية خيرية البشلاوي، في رؤيتها عن تأثير فيروس« كورونا» على المهرجانات " إلى أن السينما واجهت أزمات عديدة بسبب أوبئة ولكنها لم تغير ملامحها، ويرجع ذلك إلى أن فيروس«كورونا» كان انتشاره عالمي، مما أثر على صناعة السينما كليًا، لافتةً إلى أن هناك أعمال كبيرة أنفقت عليها شركات إنتاج ضخمة لتوزيعها في دور العرض، ولكن لم تكن كما ينبغي وأصبح الإنتاج السينمائي يواجه خسائر فادحة".

وقالت خيرية البشلاوي، في تصريح خاص لـ «هير نيوز»"، إن انخفاض عدد دور العرض في السينما يرجع لعدة أسباب، أولًا، هناك إنتاج سلعة بأموال ضخمة، ويقابلها عدم شراء تذاكر لظروف التباعد الاجتماعي، ثانيًا، عتماد شركات الإنتاج على المنصات الإليكترونية، وهو الأمر الذي قلل من نسبة المشاهدة، وعاد بالسلب على «مزاج » الجمهور، مشيرةً إلى أن الشخص في فترة قبل كورونا كان يذهب هو وعائلته للمشاهدة بدور العرض في اطمئنان، وما يحدث الآن هو أن الفن ينتج سلعة ليس لها زبائن أي«زباينها خافت».

وأكدت أن صناعة السينما سوف تعاني فترة كبيرة خلال السنوات المقبلة، كما أن دور العرض ما قبل فيروس كورونا لن يرجع كما ينبغي، لافتةً إلى أن صناعة السينما في السنوات المقبلة سوف تشهد قواعد وشروط جديدة لم نراها من قبل.

وأرجعت ذلك إلى أنه تم الإعلان عن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، منذ قليل، بعد تأجيلات كثيرة بسبب انتشار فيروس كورونا، عبر شبكات «الأونلاين»، والذي سيقام في جدة بالمملكة العربية السعودية.

وتأتي هذه الفاعليات من المهرجان 2021، تأكيدًا على قدرة المنصات الإليكترونية على صناعة أفلام ضخمة في الساحة السينمائية، وعودة السينما إلى السعودية عام 2019، إضافة إلى النهضة التي يمرّ بها المشهد السينمائي السعودي والعربي، ودور الثقافة السينمائية في خلق نافذة جيدية تطلّ من خلالها السعودية على العالم أجمع.

بالإضافة إلى أن مهرجان البحر الأحمر 2021، يعود بالثقة والاطمئنان للعالم بعودة نشاط المهرجانات من جديد، حيث يشارك في فعالياته مهرجان برلين السينمائي الدولي، على أن يتم الإعلان عن مزيد من التفاصيل المتعلقة ببرنامج المهرجان خلال الأشهر المقبلة.

مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي 2021، تقام أولى دورته الافتتاحي في المدينة التاريخية بجدة، والتي تم تصنيفها تراثًا إنسانيًا عالميًا وفق اليونسكو، بالإضافة إلى موقع جدة المتميز باعتبارها مدينة عالمية على شاطئ البحر الأحمر.

ويهدف المهرجان إلى تنظيم مناقشات فعلية، وعمل أنشطة ثقافية واستضافة العديد من الأفلام المحلية والعالمية، للاحتفال بالحياة ما بعد الجائحة التي أدت إلى تأجيل دورته الأولى في مارس 2020.

ويُعد المهرجان كمنصة «إليكترونية» هامّة لتقوية الروابط الإبداعية بين السعودية وبقية أنحاء العالم، حيث يضم باقة متنوعة من أفضل إنتاجات السينما العالمية، والأعمال الكلاسيكية، والأفلام العربية المعاصرة، إضافة البرامج الاحترافية المتعلقة بصناعة السينمائية.