الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

أوّل امرأة ترأس وزارة الصحة الليبية.. فاطمة الحَمْرُوْش

الخميس 25/فبراير/2021 - 11:19 ص
هير نيوز

النساء في مكان، وخاصةً في هذا الزمان، يتقدمن إلى الأمام، مدفوعات بطموح لاينتهي، وعزيمة جبارة على تحقيق المستحيل، والوصول إلى أعلى المناصب، بما فيها الوزارية، وتعد فاطمة الحَمْرُوْش أوّل امرأة ترأس وزارة الصحة الليبية، ضمن الجناح التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي إحدى النساء العربيات اللواتي نجحن في تحقيق الذات، من خلال العمل العام.

ولدت فاطمة الحمروش طبيبة العيون، في 14 فبراير 1959 في بنغازي،تخرجت من جامعة قاريونس وهاجرت إلى أيرلاندا سنة 1996، حيث أقامت بمقاطعة ميث، وحصلت على الجنسية الأيرلندية، وكانت عند اندلاع ثورة 17 فبراير 2011، تعمل كاستشاري طب العيون في مستشفى هناك،ولديها 4 أولاد، وترأس أيضًا جمعية (Irish Libyan Emergency Aid).

من بعض نشاطاتها غير المعلنة خلال إقامتها في أيرلندا، الحصول على موافقة الحكومة الليبية عام 1999- 2000 على إقامة امتحانات المدارس الليبية في أيرلندا، وبذلك تم التخفيف على الجالية الليبية عناء السفر إلى بريطانيا مع أطفالهم لإجراء امتحانات الشهادة الإعدادية والثانوية وما يتبعها من مصاريف، واعتبرت أن مهمتها انتهت بمجرد حصولها على الموافقة، لتترك إدارة المدرسة لبقية أعضاء الجالية.

حياتها السياسية

يُعرف عن الدكتورة فاطمة الحمروش بمعارضتها الشديدة لنظام القذافي، وقد بدأت كتاباتها في الظهور باسم الكاتبة "الليبية" في منابر المعارضة الليبية.
لقد كان لها دور جيد في ربط المعارضين بالخارج بأقرانهم في الداخل بحكم علاقاتها الطيبة ولعدم انتمائها لأي حزب، حيث إنها كانت معارضة مستقلة.

شاركت الدكتورة أيضا، بالإضافة إلى كتاباتها، بدعمها المادي للمعارضة في الخارج لفضح النظام الدكتاتوري، وقد حاول نظام القذافي إغراءها بالانضمام إلى برنامج ليبيا الغد، ولكنها لم تستجب له وعارضت برنامج التوريث.

بتاريخ 26 فبراير 2011، قامت وابنها عبد الله النيهوم بتأسيس "المؤسسة الليبية الأيرلندية للإغاثة"، وقد أحرزت المؤسسة نجاحًا كبيرًا في دعم الثورة والثوار، وذلك بتزويدهم بالمعدات الطبية والمال والغذاء في ساحات المعارك، وذلك بالتعاون مع أفراد ومنظمات إنسانية أخرى خارج ليبيا وداخلها.

وبلغ حجم المساعدات ما قيمته ست ملايين يورو، ولقد دعمت حكومة أيرلندا هذا الحراك بشكل غير مباشر، وذلك بفتح مخازنها المخصصة للإغاثة الإنسانية للمؤسسة خلال فترة نشاطها.

في سبتمبر 2011، وبناء على طلب من المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي، قامت الدكتورة فاطمة الحمروش بالتعاون مع ابنها وبعض النشطاء في المرجؤسسة الليبية الأيرلندية للإغاثة، بتأسيس المكتب الصحي الليبي في أيرلندا، وذلك لعلاج جرحى الحرب الليبيين والتعاون مع السلطات أيرلندية لتوفير الخبرات في ليبيا بهدف توطين العلاج في ليبيا.

الوزارة

في نوفمبر 2011، تم ترشيح الدكتورة فاطمة الحمروش لمنصب وزير الصحة في الحكومة الانتقالية، والتي باشرت أعمالها بها منذ بداية ديسمبر 2011 إلى منتصف نوفمبر 2012.

واجهت "فاطمة" حملة إعلامية مكثفة ضدها منذ الإعلان عن ترشيحها لوزارة الصحة، وكانت هذه الحملات تقودها جهات غير معلومة، ولكنها اتسمت بالتهجم المباشر عليها، ثم ازدادت هذه الحملة شراسة بعد أن أعلنت الوزيرة عن الفساد المتعلق بملف علاج الجرحى، والذي كان تحت رعاية هيئة شؤون الجرحى، وهي هيئة مستقلة غير تابعة لوزارة الصحة، بل تتبع مباشرة لرئيس الوزراء عبد الرحيم الكيب.

طالبت الوزيرة بحل الهيئة وإغلاقها، وإضافة إدارة جديدة لرعاية الجرحى، تحت رعاية وزير الصحة مباشرة، ضمن هيكلية الوزارة وذلك للحد من الفساد ولتوفير العلاج للجرحي والمرضى ولتحسين الخدمات الطبية في ليبيا.

واجهت الوزيرة والوزارة تحديات كبيرة نتيجة لهذا القرار، وصلت إلى تهديدها بالقتل، كما تعرضت للتهجم وتعرض موظفو الوزارة إلى الأذى وإغلاق الوزارة بالكامل بقيادة مجموعة خارجة عن القانون.

قامت وزارة الصحة، خلال فترة تولي الدكتورة فاطمة الحمروش لمنصب الوزير، بمراجعة عدد كبير من العقود والمشاريع المتوقفة، إلا أن التأخير في الميزانية، بالإضافة إلى أن قرابة 95٪ من مشاريع وزارة الصحة تحت رعاية جهاز تنمية وتطوير المرافق الادارية، فضلا عن انتشار الفساد ونقص الخبرات، والوضع الأمني غير المستقر، كانت جميعها عوامل سلبية أدت إلى عرقلة تنفيذ برنامج استكمال المشاريع واستئنافها.

تمكنت الوزارة خلال فترة الحكومة الانتقالية من إدارة الأزمات وتوفير المعدات والأطباء، كما أنها تمكنت من افتتاح بعض المراكز في بعض المناطق، وذلك كله بفضل كفاءة فاطمة الحمروش.

ads