خلف أشجار النخيل.. عرض عالمي يتحوّل إلى عاصفة جدل في مهرجان مراكش
تحوّل العرض العالمي الأول لفيلم خلف أشجار النخيل للمخرجة الفرنسية المغربية مريم بن مبارك إلى الحدث الأكثر إثارة للجدل في الدورة الحالية من مهرجان مراكش السينمائي الدولي. فبدلًا من أن يتصدر النقاش حول الرؤية الإخراجية أو الأداء التمثيلي، خطفت المشاهد الجريئة الأنظار وانتقلت فورًا إلى منصة النقاش العام، لتصبح الشرارة التي أشعلت موجة واسعة من ردود الفعل بين النقاد والجمهور.
مشاهد “خارج المألوف” تهزّ قاعة خلف أشجار النخيل
فوجئ كثير من الحاضرين بجرأة الفيلم في طرح العلاقات الحميمية، حيث جاءت بعض المشاهد — وفق آراء النقاد — طويلة، مباشرة، ومكثفة بشكل غير معتاد في السينما المغربية في فيلم خلف أشجار النخي.
ورأى البعض أن جرأة الطرح تجاوزت حدود الوظيفة الدرامية، واقتربت من الخطوط الفاصلة بين التعبير الفني والإباحية، الأمر الذي جعل الفيلم محور نقاشات محتدمة استمرت بعد العرض في أروقة المهرجان وعلى منصات التواصل.
قصة الفيلم… رحلة بين الطبقية، الهجرة، والخيارات المستحيلة
ينقل فيلم خلف أشجار النخيل المشاهد إلى طنجة، حيث يعيش مهدي علاقة غير رسمية مع سلمى. تتغير المعادلة حين تقتحم حياته الشابة الفرنسية ماري، التي تمثل عالمًا أكثر انفتاحًا ووعودًا بحياة أفضل.
ومع بروز طموحات الهجرة والارتقاء الاجتماعي، يبدأ مهدي بالابتعاد عن سلمى، التي تكتشف حملها منه، فيجبرها — تحت ضغط الظروف — على اتخاذ قرار مأساوي لإنقاذ مستقبله.
فيما تبلغ الحبكة ذروتها عندما تفارق سلمى الحياة إثر محاولة إجهاض سرية دفعتها إليها الضغوط والقهر، ما يضع الفيلم أمام سؤال أخلاقي واجتماعي كبير حول ثمن الأحلام الفردية في مجتمعات تعيش تناقضاتها.
كما رأى عدد من النقاد أن القصة في خلف أشجار النخيل تعيد تدوير الثيمات التقليدية للسينما المغربية — الفوارق الطبقية، الهجرة، العلاقات المضطربة — من دون إضافة جديدة، معتبرين أن الجرأة البصرية طغت على عمق الموضوع.
العمل الثاني لمريم بن مبارك… استمرار في تفكيك المسكوت عنه
خلف أشجار النخيل هو ثاني أعمال مريم بن مبارك الطويلة، التي عُرفت باهتمامها بطرح مواضيع اجتماعية حسّاسة مثل:
- العلاقات خارج الزواج
- الإجهاض
- الضغط الطبقي
- الهجرة
- خيارات الشباب في مواجهة الواقع
وفي فيلمها الجديد خلف أشجار النخيل، تمضي بن مبارك خطوة أبعد، مستثمرة لغتها السينمائية لإعادة طرح أسئلة موجعة حول الحرية الفردية، الجسد، والخيارات التي تفرضها الحياة على فئات مهمّشة.
