مهرجان الجونة يحتفل بمسيرة يسرا: خمسون عامًا من المجد والبهجة

في ليلة استثنائية جمعت بين الفن والحنين والفرح، احتفل مهرجان الجونة السينمائي الدولي في دورته الثامنة بالفنانة الكبيرة يسرا، تقديرًا لمسيرةٍ فنية تمتد لأكثر من نصف قرن، قدّمت خلالها أعمالًا خالدة رسّخت مكانتها كواحدة من أهم أيقونات السينما العربية.

يسرا تُغنّي وتُشعل أجواء الاحتفال
تألّقت يسرا في احتفالية غلبت عليها أجواء الغناء والرقص والفرح، حيث قدّمت باقة من الأغنيات التي ارتبطت باسمها وذاكرة جمهورها، منها “حب خلي الناس تحب” و”جات الحرارة في قلوب العذارى”، وسط تفاعل كبير من الحضور الذين شاركوها الغناء والتصفيق.
وبحضورها المبهج وخفة ظلها المعتادة، أضفت يسرا طاقة من البهجة والامتنان، لتتحول القاعة إلى مسرحٍ يحتفي بالحب والفن والذكريات.
بينما شهدت الليلة حضور نخبة من كبار نجوم الفن والمجتمع، بينهم لبلبة، إلهام شاهين، حسين فهمي، بوسي شلبي، نجيب وسميح ساويرس، عمرو منسي، حسن الرداد، ألفت عمر، محمد كريم، والسيناريست تامر حبيب، الذين عبّروا جميعًا عن سعادتهم بتكريم يسرا في هذه المناسبة الخاصة.

“يسرا.. 50 سنة سينما”
ضمن فعاليات التكريم، افتتح مهرجان الجونة معرضًا خاصًا حمل عنوان “يسرا.. 50 سنة سينما”، ضمّ مجموعة نادرة من الصور والملصقات والأرشيفات التي توثّق رحلتها منذ بداياتها في سبعينيات القرن الماضي وحتى اليوم.
بينما تضمّن المعرض مقتطفات من أفلامها الأيقونية مثل “الراعي والنساء”، “امرأة آيلة للسقوط”، “حرب الفراولة”، و**“ألف ليلة وليلة”**، إضافة إلى مقتنيات شخصية وكلمات من زملائها تعبّر عن تأثيرها الكبير في الوجدان العربي.

حسين فهمي: “يسرا تستحق كل هذا الحب”
خلال الحفل، عبّر الفنان حسين فهمي عن اعتزازه بهذا التكريم قائلاً: “الليلة مميزة بكل المقاييس، ويسرا فنانة كبيرة وقدّمت الكثير للفن المصري والعربي. فكرة إقامة معرض يوثّق رحلتها فكرة رائعة تُعيد الاعتبار لرموزنا الذين منحونا أجمل لحظات الفن.”
فيما بدأت يسرا مشوارها الفني عام 1973 بعد أن اكتشف موهبتها مدير التصوير عبد الحليم نصر، لتقدّم منذ ذلك الحين أكثر من ثمانين فيلمًا تنوّعت بين الدراما والكوميديا والرومانسية، إلى جانب أعمالها التلفزيونية الناجحة التي رسّخت مكانتها في قلوب الجمهور.

وشكّلت يسرا مع الزعيم عادل إمام أحد أنجح الثنائيات في تاريخ السينما المصرية، من خلال أفلام خالدة مثل “كراكون في الشارع”، “الإرهاب والكباب”، “الإنس والجن”، “طيور الظلام”، و**“رسالة إلى الوالي”**، لتصبح رمزًا للتنوّع الفني والقدرة على التطوّر عبر العقود.
وبهذا التكريم، يكرّم مهرجان الجونة رحلة فنية وإنسانية استثنائية، عنوانها العطاء والحب والجمال، وتواصل يسرا التي لم تفقد بريقها يومًا، بوجودها الراقي أن تكون رمزًا للأناقة والبهجة، وسفيرةً للفن المصري على الساحة العربية والعالمية.