قصة الشاب بوجي تخطف أنظار السوشيال.. من هاوية الإدمان إلى ولادة جديدة

نشأ محمد مسعود رزق، المعروف بين أصدقائه بلقب بوجي، في أسرة بسيطة ومعروفة بسمعتها الطيبة. كان محبوبًا في منطقته لما عُرف عنه من شهامة وأخلاق، كما عمل في مجال تنظيم الحفلات والأفراح.
لكن مسار حياته تغيّر حين التقى في عمله بأشخاص اعتادوا تعاطي المخدرات، فغلبه الفضول وقرر التجربة، وكانت تلك البداية المظلمة التي جرّت وراءها سنوات من المعاناة.
ومع الوقت تغيّر سلوكه، وفقد بوجي عمله بعدما اكتُشف أنه يسرق لتلبية احتياجاته، فأُغلقت في وجهه أبواب الرزق. ازداد تعلقه بالمخدرات حتى أصبح أسيرًا لها، يعيش في دوامة من الانحراف والمشاكل.

فيما حمل في قلبه، رغم ذلك حلم بالزواج من فتاة أحبّها، لكن عجزه عن توفير متطلبات الحياة دفعه إلى الاعتراف لها بأنه مدمن بلا مال ولا عمل. بدلاً من أن تنصحه أو تساعده على التغيير، دفعته إلى قرار مروّع، وهو بيع كليته مقابل المال.
وبالفعل خضع بوجي لعملية مشبوهة في مستشفى غير مرخّص، حيث تعرّض للتعذيب قبل أن يُنتزع منه عضو من جسده، ليخرج محطمًا جسديًا ونفسيًا. ومع ذلك لم يتوقف عن طريق الإدمان، بل استنزف ما تبقى من المال في المخدرات، حتى تخلّت عنه الفتاة التي كان يظنها حب حياته.
كما ازداد انحداره حتى أصيب جسده بالهزال الشديد، وبدأت والدته ـ التي كانت سندًا له ـ تعاني جلطة بسبب ما تراه من معاناة مع نجلها، ثم جاءت الصدمة الكبرى حين توفي شقيقه بجرعة زائدة، فكان ذلك الموقف نقطة فاصلة في حياة بوجي.

وللمرة الأولى، شعر أن حياته تسير نحو النهاية، فاتجه إلى والدته والدموع في عينيه قائلاً: “أريد أن أتعالج يا أمي،ساعديني.” ومن هنا بدأت رحلة العلاج. دخل مصحة متخصصة، وواجه سنوات طويلة من السموم التي نخرت جسده، حتى بدأ يستعيد صحته وروحه شيئًا فشيئًا.
فيما ظهر اليوم، وبعد سنتين من التعافي، ليقول محمد مسعود وشهرته بوجي: “أنا لست في الثانية والثلاثين منعمري… بل في الثانية. لقد وُلدت من جديد منذ عامين فقط”، وأصبحت قصته حديث منصات التواصل الاجتماعي.