رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف
هير نيوز هير نيوز
رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف

سلامة المزروعي | فنانة إماراتية شاملة تميزت بالفن الهادف ووصلت إلى العالمية (فيديو)

هير نيوز

سلامة المزروعي .. اسم أصبح مرادفاً ناجحاً للراوية الإماراتية، تمتلك مواهب متعدّدة ومشاركات فاعلة، أتقنت خلالها التنقل بين تجارب الإعلام وعوالم الموسيقى، وصولاً إلى التمثيل و«الدوبلاج» ومسلسلات «الكرتون»، وغيرها من المجالات الإبداعية التي نجحت في خوض غمارها، تاركة بصماتها  القوية فيها، ومجسّدة قدرتها على إيصال رسائلها الفنية الإيجابية، وعبور الحواجز الثقافية.

البداية من القاهرة

كانت البداية عندما شاركت في عدد من الأعمال السينمائية القصيرة لطلاب جامعة زايد في 2008، قبل أن تفكر بالتخصص ودراسة فنون التمثيل ومن ثم دراسة التلحين والموشحات الأندلسية والعزف على العود في المعهد العربي الشرقي للموسيقى، الذي رغبت من خلاله في التعمق في المفردة الموسيقية والإسهام بفاعلية في الحفاظ على مفردات الهوية الموسيقية والتراث الفني الإماراتي.

بدأت سلامة المزروعي حياتها الفنية من القاهرة حين التحقت بالمعهد العالي للسينما والموسيقى الشرقية، لأنها كانت متعددة المواهب، من حيث التمثيل والغناء ومجال الإعلام، فثقلت موهبتها بالدراسة الأكاديمية، لوضع أساس صلب لموهبتها، ما قادها نحو النجومية في الإمارات والعالم العربي بأكمله.  

بعد تخرجها تزوجت ، ودائما تشيد بزوجها كداعم كبير لها،  ومساند مهم فى حياتها وعندما بدأت تشق طريقها في الفن،  أكدت في أكثر من مناسبة أنها عندما تحتار  فى أي عمل فني  لأبد من وجود شرط رئيسى  هو أن يكون اجتماعيًا توعويًا بالدرجة الأولى ويعالج مشاكل المجتمع وليس عملا تافهًا لا يقدم لها ولا للمجتمع اي فائدة، أو عبرة نستفيد منها.

برعت أيضًا سلامة في مجال الدوبلاج، وبرز إمكانياتها الصوتية في أكثر من عمل فني، خاصة بعض الأعمال الكرتونية المخصصة للأطفال وهو ما يمكن متابعته في مقطع الفيديو التالي.

وتمتلك سلامة المزروعي، حصيلة درامية متنوّعة مثل: «عود أخضر»، «صمت البوح»، «دروب المطايا»، «الغافة»، «بحر الليل»، «المرقاب»، «أوراق الحب»، وغيرها من الأعمال التي أسست لألق شهرتها المحلية، في الوقت الذي كانت خطوة العمل في مسلسلات «أشحفان القطو»، علاوة على مسلسل «منصور» الكرتوني، بمثابة الدعامة الفنية التي حققت لها الخبرة الكافية.

 وكانت لـ  سلامة  مشاركة قوية وجيدة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، حيث جلست الفنانة الإماراتية، مرتدية عباءتها التراثية وبرقعها الذي انسدل على ملامحها، تنسج «خراريفها» الشعبية التي مزجت بين التراث والأصالة، والتشويق والخيال، هامسة للأطفال بصوت مفعم بالدهشة: «يا عيالي، اليوم عندنا (خروفة).. من الزمان اللي ما تعرفونه».

لم تأتِ إلى المعرض كممثلة أو مقدمة برنامج تلفزيوني، بل كأمّ تروي قصص الجدات الشعبية، ودفء الماضي وحنينه، وذلك بعد تجربتها الناجحة التي أعادت بها تجربة «الخراريف» و«السنع» إلى الضوء في برنامج تلفزيوني امتد لـ17 حلقة، جمعت فيها بين الخيال الشعبي والحكمة المتوارثة بلهجة إماراتية أصيلة.


عبرة في ثوب خيال

 

عشقت سلامة المزروعي الأطفال وقدمت لهم العبرة في ثوب ثوب خيالي، تغلف بالدهشة والمفاجأة كي تحفر في ذاكرة الطفل، قائلة: «هي ليست مجرد قصص، بل بوصلة تربوية، تحفظ اللغة، وتحيي العادات، وتمنح الطفل مفاتيح لفهم العالم من حوله بلغة قريبة منه، محببة ومشوقة، فهي خلاصة أجيال، وتجسيد حي لذاكرة الوطن».

شاركت سلامة بجلسات يومية حافلة بالخيال والعبر خلال معرض أبوظبي للكتاب، روت فيها (خروفتين) كل يوم، مستعيدة ألق قصص شهيرة، مثل «أم الدويس»، «مشيليف وإخوانه»، «أم عبوس»، «بنت السماك»، «بابا درياه»، وهي قصص اختيرت بعناية من أرشيف التراث الإماراتي، تحت إشراف هيئة أبوظبي للتراث، فيما تحوّلت كل جمعة إلى مسرح مصغر، تؤدي فيه سلامة دور الحكواتي، مستخدمة تغييرات صوتية، وحركات تمثيلية، ومسابقات تحفيزية متنوعة، وصفتها بالقول: «أحرص في اختيار القصص على أن تكون موثقة، ومتجذرة في ذاكرة المكان، وحاملة لأسماء جغرافية، وعبراً أخلاقية وتربوية، ومفردات تراثية قديمة تثري رصيد الأطفال اللغوي».

واختارت سلامة أن تكون امتداداً بصرياً للزمن الذي كانت تحكيه، فظهرت بالعباءة «السولعية»، و«برقع» الأمهات، و«كندورة» الجدات، مضيفة «التلي» ليكون خيط ذهب يشع بسحر الماضي، مستحضرة شخصية الحكواتي الحقيقي، وقافزة فجأة من كتاب قديم لتسكن ركناً من أركان المعرض.

من جهة أخرى، أكدت سلامة أن الرواية الشفوية ليست أقل شأناً من المكتوبة، فهي بمثابة الأصل الذي خرجت منه القصص والكتب، إذ لا تعارض «الخروفة» تجربة القراءة، بل تمهد لها الطريق، قائلة: «حين نكتب (الخروفة) باللهجة المحلية، نصطدم بمشكلة النطق، فبعض الأصوات لا تقرأ، بل تلقن بالسماع، لذلك تبقى الرواية الشفوية ركيزة أساسية لحفظ هذا الفن».

ورغم نجاحها اللافت في كل الأعمال التي قدمتها إلا أن المزروعي اعترفت بعدم ميلها لتسويق نفسها فنياً على وسائل التواصل الاجتماعي والفضاءات الرقمية، وتقصيرها في هذا الجانب، قائلة: «لربما ظلمت نفسي، لكنني لا أحب (السوشيال ميديا)، كما ليس لدي وقت ولا متسع لعرض محتويات بلا أي هدف أو رسالة. لست ضد هذه الوسائط، لكنني أهتم أكثر بتطوير تجربتي والظهور بالشكل الذي يليق بموهبتي ويسعد جمهوري».

سلامة المزروعي إلى العالمية

وكشفت المزروعي في تصريحات صحفية عن بعض تفاصيل مشاركتها في الفيلم الذي أخرجه الهندي أمير باليكار، وبطولة أسماء شهيرة في بوليوود، مثل: راديال ريزا وشمسودين، إذ تقدم دور شخصية محورية في العمل.

وقالت عن هذا العمل: «سعدت كثيراً بالمشاركة في هذا الفيلم العالمي، الذي أقف فيه إلى جانب النجمة مانجو وارير، معتمدة على رصيدي الفني وإجادتي للهجة السعودية، ما أسهم في نجاحي في تجربة تقديم شخصية أساسية، أعتقد أن الجمهور الإماراتي والعربي سيتابعها باهتمام، مثلما كانت مصدر اهتمام وتقدير الجمهور الهندي، الذي توافد بأعداد غفيرة لمتابعة العرض الأول للفيلم في الصالات السعودية، في الوقت الذي نجحت إحدى اللوحات الاستعراضية للفيلم في تحقيق الترند بوصولها لملايين المشاهدات على وسائل التواصل الاجتماعي».

وحول الصعوبات التي واجهتها في هذا الفيلم تحديداً، أشارت المزروعي إلى تخوفها في بداية الأمر من بعض الجوانب الفنية والثقافية، التي يمكن أن يتضمنها العمل الهندي الجديد، ما دفعها إلى مناقشة تفاصيلها ورسائلها الاجتماعية والفنية مع كاتب السيناريو لتوضيح صورة الشخصية والغوص فيها، وبالتالي إنجاح إيصالها للجمهورين العربي والهندي على حد سواء، مؤكدة أن «عائشة» فيلم عالمي ينتصر للرسائل الإيجابية والقيم الإنسانية السامية التي تكرّسها الثقافة العربية، مثل: السماحة والرقي ومحبة وتقدير الناس.

تم نسخ الرابط