طبيب بيطري للسيدات: إياكِ واستخدام "سكينة" واحدة للحوم والخضراوات
الأربعاء 10/فبراير/2021 - 04:36 م
هدى همام
أكد الدكتور ياسر المرسي، طبيب بيطري، أن اهتمام السيدات بنظافة السكين المستخدم في تقطيع اللحوم أو تخصيصها للحوم فقط مهمٌ للغاية، مشيرة إلى أن استخدام نفس السكين للخضار سينقل العديد من الأمراض، وتابع: في عالم الفيروسات هناك أجناس الطيور وأجناس الثدييات وخلايا كلٍ منها تتكون بشكل مختلف عن الأخرى وما يُسمى "الأمراض المشتركة" وهي التي يُمكن انتقالها من الحيوان إلى الإنسان وأخطرها "السل البقري".
وأضاف "المرسي" في تصريحات خاصة لموقع «هير نيوز»: لو تخيلنا أن ذبيحة واحدة تُعاني من مرض ما يكون متوسط حجمها 300 كيلو لحمة يتم توزيعها عدد كبير من الأسر فيُمكن حدوث كوارث صحية، وهنا يجب على ربة المنزل الانتباه إلى هذه الأشياء عند تقطيع اللحمة لأنها تنقل الفيروسات.
وأوضح أن هناك فيروسات خاصة بالحيوان وأخرى يُمكن انتقالها للإنسان، والفيروسات المنتشرة خلال الفترة الأخيرة سواء "كورونا" أو "نيباه" حاليًا أو "أنفلونزا الطيور" سابقًا ما هي إلا نتيجة لاختلاط فيروس مع خلايا أحد الحيوانات التي لدينا مشاكل كبيرة جدًا معها وهي (الخفافيش والخنازير) لأن بهما صفات مشتركة قائلاً: عندما ظهر أنفلونزا الطيور أعدمنا في مصر الخنازير خوفًا على الإنسان لأن الخنزير هو الحيوان الوحيد الذي يُمكنه أخذ الفيروس من الطيور وأيضًا الأنفلونزا العادي من الإنسان ويتم خلطهم داخل خلاياه ويُنتج فيروس جديد أشد خطرًا ينتقل إلى الإنسان وينقله الإنسان إلى إنسان آخر؛ ولذلك هناك فرق أن يأخذ الإنسان المرض من الدواجن ولا ينتقل من إنسان إلى آخر، وبين أن ينتقل من "الخنزير" وهذا ما جعلنا نشعر بالخوف الشديد أثناء انتشار فيروس أنفلونزا الطيور وساد قلق كبير أن ينتشر على مستوى العالم بين البشر كفيروس كورونا الآن.
ونوه "ياسر" إلى أن الشريعة الإسلامية حرمت أكل لحم الخنزير والعلم أثبت أن الخنزير مسئول عن نقل العديد من الأمراض للإنسان كتربية وأيضًا وجوده بكثافة بين البشر يقوم بمشاكل كبيرة جدًا والأنفلونزا واحدة من هذه الأمراض لأن الفيروس يستطيع عن طريقه التحور وبدلاً من أن يكون خاص بالطيور أو الحيوانات يتحول إلى فيروس آخر داخل جسم الخنزير وينتقل للإنسان ثم ينتقل من إنسان لآخر ويصبح فيروس ضارم.
وأضاف، أن نفس الأمر بالنسبة للخفاش الذي يُعتبر حلقة الوصل بين الثدييات والطيور؛ لأنه الحيوان الوحيد الذي يطير ويُعتبر مخزنًا للفيروسات حيث لا تظهر عليه الأعراض بشكل مباشر، حيث تظهر المشكلة عند اختلاط الإنسان بالحيوانات في الأسواق لأن أعراض المرض لا تظهر على الحيوانات البرية لأنها تعيش في الغابة.
ونصح السيدات بالاهتمام بنظافة المنزل دائمًا وغسل أيدي أطفالها باستمرار وذلك لأنه ثبُت علميًا أن الفيروس له غلاف بروتيني من الخارج به نتوءات تتشبث على الخلية ويعيش في الخلية الحية مثل (كورونا ونيباه)، وعند استخدام المطهرات تؤثر فيه بسرعة وتقضي على هذا الغلاف البروتيني فيموت، موضحًا يمكن للفيروسات التحور وتغير خصائصها كسباق للبقاء في الحياة ولكن هذا التحور يمكن أن يكون للأقوى ويمكن للأضعف فحتى الآن تحور كورونا إلى 4آلاف نوع جديد ومنهم الضعيف ومنهم شديد الضراوة، ولذلك يجب التعامل مع الحيوانات البرية بحذر أما الحيوانات الأليفة يجب أن تخضع للإشراف الطبي والاهتمام بالتطعيمات الخاصة بها، ولأن العلم كل يوم في جديد لا نلوم على منظمة الصحة العالمية في تغيير معلوماتها بشأن كورونا من حين لآخر لأن العلم كل يوم في تغيير وبحث دائم للمعرفة.
وأضاف أنه لا يجوز القضاء على الخفافيش لأنها حيوانات غير مستأنسة بالنسبة لنا فهي غالبًا ما تعيش في الكهوف والغابات والإنسان هو الذي يذهب ويتعامل معها، وغالبًا نرى هذا في الصين لأنهم يصطادونها ويضعونها في أسواق سيئة التهوية ومزدحمة جدًا بالناس وشوارعها ضيقة فالمسألة تكون صعبة جدًا أما بالنسبة لنا في مصر لا نأكلها ولا نصطادها ولا نتعامل معها فليس لدينا مشكلة مع الخفافيش حتى نقضي عليها، ولكن الخوف أن يحدث مع "نيباه" مثل "كورونا" وينتشر حول العالم فمن الأفضل تطبيق قوانين تضع حدود للتعامل مع هذه الحيوانات البرية، بجانب الاهتمام بالكثافات، فقديمًا كانت ربات البيوت تربي الدواجن في أحواش واسعة جيدة التهوية ولم نسمع عن أي أمراض من هذا النوع، أما اليوم أصبحنا نضع في المزرعة الواحدة 25 فرخة في المتر مربع فتكون الكثافة عالية جدًا، وذلك خاص بالدواجن، أما الحيوانات التي تباع في الأسواق غالبًا ما نرى أصحابها فقراء يصطادون من الجبال وتُباع في أكشاك سيئة جدًا وهذا ما يجعل الفيروسات تنتقل إلى الإنسان في هذا الجو السيئ وغالبًا ما نرى هذا في الصين.