محمود عبد الحليم يكتب: أطفال السوشيال ميديا جريمة الآباء (لا تدسوا السم في العسل)
الإثنين 04/نوفمبر/2024 - 04:47 م
(1)
أطفال السوشيال ميديا يمثلون فئة متزايدة في عالمنا الحديث، حيث ينشأون وينمون في بيئة مليئة بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، ويتمتع هؤلاء الأطفال بقدرة استثنائية على التفاعل مع العالم من حولهم، ويتأثرون بشكل كبير بالمحتوى الذي يروج عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
في عالم مليء بالصور المعدلة والمحتوى المثير، يواجه أطفال السوشيال ميديا تحديات كبيرة في فهم الواقع وتصوره، وقد تؤثر عليهم هذه الصور والمحتوى بشكل سلبي على نحو يضر بثقتهم بأنفسهم وصورتهم الذاتية، ومن هنا يبرز دور الأهل والمربين في مساندة أطفال السوشيال ميديا وتوجيههم لفهم الواقع بشكل صحيح.
من الضروري أن يكون لدى الأطفال فهم سليم لكيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي ومفيد، يجب أن يتعلموا كيفية التعامل مع المحتوى السلبي وكيفية حماية أنفسهم من التأثيرات الضارة، كما يجب أن يتعلموا قيم الاحترام والتواصل الإيجابي مع الآخرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
يجب أن ندرك أن أطفال السوشيال ميديا هم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا الحديث، وأنه من المهم تقديم الدعم والإرشاد لهم لضمان نموهم وتطورهم بشكل صحيح في عالم مليء بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.
في الوقت الحالي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من حياة الكثير من الأشخاص، بما في ذلك الأطفال، ويستخدم الأهل وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة صور ومقاطع فيديو لأطفالهم، وهناك جدل كبير حول ما إذا كان هذا يعتبر جريمة أم تجارة رابحة.
وبالتأكيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لعرض حياة الأطفال جريمة، حيث يتم نشر صور ومقاطع فيديو وقد يؤدي ذلك إلى تعرض حياة الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي إلى خطر التحرش أو الاستغلال.
ويجب على الأهل أن يكونوا حذرين عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لعرض حياة أطفالهم، يجب مراعاة خصوصية الأطفال كما يجب على الأهل أن يكونوا واعين لخطورة التحرش والاستغلال، وأن يحموا أطفالهم من هذه المخاطر.
يجب على الأهل أن يستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي بحذر عند عرض حياة أطفالهم، مع مراعاة حقوقهم وسلامتهم قبل كل شيء.
(2)
احذروا من السم في العسل
وأحد أكبر الأضرار النفسية هو انعزال الأطفال وقلة التواصل الحقيقي مع الآخرين، فقد يقضي الأطفال ساعات طويلة أمام شاشات الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر دون أن يتفاعلوا مع من حولهم، هذا يؤدي إلى انخفاض مستوى التواصل الاجتماعي وقدرة الأطفال على التعبير عن أنفسهم بشكل صحيح.
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي الضغوط النفسية المتزايدة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي إلى زيادة حالات القلق والاكتئاب بين الأطفال، فالمقارنة المستمرة بين حياة الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي وحياة الطفل نفسه قد تؤدي إلى شعور بعدم الرضا وضعف في تقدير الذات.
ولا يمكن إنكار أن وسائل التواصل الاجتماعي قد جلبت فوائد كثيرة للأطفال مثل التواصل مع أصدقائهم وزيادة المعرفة والثقافة، ولكن يجب أن نكون حذرين من الآثار السلبية التي قد تكون لها عواقب وخيمة على صحة الأطفال، من المهم أن يكون هناك توازن بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وبين التفاعل مع العالم الحقيقي من حولهم، حتى لا ندس السم في العسل لأطفالنا دون أن ندري.