بقلم صفاء أحمد: الأيدي الناعمة والقوة الداعمة في مصر ليس لها نظير
السبت 05/أكتوبر/2024 - 06:27 م
منذ فجر التاريخ، استطاعت النساء في مصر أن تثبت للعالم أجمع أنها تتميز عن نساء الأرض، في الماضي والحاضر، وأيضا في المستقبل، لإعدادها أجيالًا تلو الأجيال، فخرًا وعزة وكرامة للوطن يحملن شعار (الواجب الوطن الشرف).
وفي هذا المقال سأتحدث عن اليوم العظيم في تاريخ مصر يوم النصر، بل ملحمة أبناء الوطن الواحد الذين سطروا وكتبوا سويًا المجد، من شرقها وغربها حتى جنوبها وشمالها، مسلمون ومسيحيون، رجالًا ونساء، جيشًا وشرطة وشعبًا أبيًا كانوا على العهد سويًا، كتفًا بكتف.
لأنها مصر يا سادة، الحرة الأبية التي علمت العالم أجمع، وكانت خير معلم فهي أم الدنيا.
وأختص بالذكر النساء في أم الدنيا وأرض الحضارة، فهن يتميزن عن سائر نساء العالمين لما يحملن من جينات أصيلة وعرق يمتد لملكات عظيمات ملأن الكون عزًا وفخرًا.
ويكفي نساء مصر فخرًا أنه عندما كانت نساء العالم سبايا تباع في الأسواق، كانت نساء مصر ملكات، ويكفينا فخرًا أن التاريخ لم يسجل يومًا أننا تركنا بلدنا الحبيبة في محنة أبدًا، لأن الأرض بمثابة العرض، نرويها بدمائنا ونفديها بأرواحنا.
وفي السادس من أكتوبر عام 1973
تحديدا العاشر من شهر رمضان
شعرت نساء مصر العظيمات بالخطر الذي تتعرض له بلادهن، فأسرعن على الفور لمساندة جيشهن، وكانت السند الحقيقي فذهبن للتبرع بالمصوغات الذهبية الخاصة بهن وبأموالهن، وكل ما استطعن تقديمه..
ليس هذا فقط بل كان هناك من تلك السيدات العظيمات من تطوعن في "الجيش الأبيض" ليعملن على رفع الروح المعنوية للمصابين، وأيضا لتسكين آلام الجرحى، من أبناء مصر.
وأيضا كن داعم قوي لأسر الشهداء ممن فقدن أرواحًا عزيزة عليهم، فكانت المصرية لها دور عظيم في استرداد ما سلب منا يومًا.
ومن بين هؤلاء العظيمات نماذج استطاعت أن يبقى ذكرها خالدا في تاريخنا، ومن بين تلك الأمثلة.
سيدة حسن الكمشوشي
هي بطلة من "الجيش الأبيض،" زوجة البطل الراحل "حامد دويدار" وعلى الرغم من أنها درست التمريض في منوف لكن التعيين كان في مستشفى السويس وأثناء الحرب كانت تقضي إجازة في بلدتها، لكن تم الإتصال بها للعودة إلى السويس بسبب بدء الحرب، فقطعت الإجازة، وعلى الرغم من أنها على علم بالحرب أسرعت بالحضور إلى المستشفى ولم تتهرب، وكما ذكرت في بعض القنوات أنها كانت تخدم الجرحى والمصابين حافية القدم بسبب هول الحرب والضرب فوق الرؤوس.
آمال وحيد
أما عن آمال فكانت من الأبطال صغار السن، كانت صاحبة ال16 عاما وقت حرب أكتوبر كانت طالبة تدرس بالتمريض، ويمكن أن تكون أقل خبرة في العلاجات بسبب صغر سنها، ولكن كانت قراراتها تفوق عمرها أضعاف بالرغم من أنها طالبة كانت تعمل بمستشفى الزقازيق وقت الحرب، فظلت صامدة خلال هذه الفترة وامتنعت عن الراحة لمدة 3 شهور مقابل أنها تظل متواجدة بشكل دائم، بداخل المستشفى لمساعدة وعلاج الجرحى.
الطبيبة ليلى عبد المولى
كانت الدكتورة ليلى من أكثر النساء اللآئي شاركن بالوقت والجهد والعلاج في حرب أكتوبر، فهي طبيبة وأستاذة في الأكاديمية الطبية العسكرية، لم يتوقف عملها بداخل مستشفى واحد فقط، لكنها كانت كتلة نشاط ودعم لأكثر من مستشفى بداخل العديد من المحافظات في القاهرة والإسماعيلية والإسكندرية.
وبخلاف ذلك كانت هناك الكثير من الجهود المبذولة والمقدمة من نساء مصر، ليس فقط من خلال الجيش الأبيض في أرض المعركة ولكن كانت هناك العديد منهن شاركن في تحرير الأرض، وكانت أهمية المرأة المصرية لا تقل عن أهمية الرجال في تلك الساحة، فزينت النساء أرجاء مصر بتواجدهن لتقديم الغذاء والماء والملابس للمصابين.
وكانت تلك النساء هن ربات البيوت والموظفات ولم يكن وقتها أطباء وممرضات فقط، بل امتزج نسيج الوطن ليحييك لنا أرضا ووطنا نحميه ونحتمي به.
فكانت المرأة المصرية خير من قدم المساندة دون خوف أو قلق، لترتفع راية النصر والعزة والفخر دائمًا وأبدًا ويبقى لنا درع وسيف، درع يحمي وسيف يقاتل.
وليتعلم العالم أجمع من رجال ونساء مصر، أن لا كرامة لشعب بدون وطن ينتمي له أو جيش يحميه.
حفظ الله مصرنا الغالية الأبية ونصرها دائمًا فهي في أمان الله وأمنه إلى يوم الدين.