بقلم مها الوابل: رحلة إلى بيت الله الحرام
أكرمني الله بزيارة جديدة إلى مكة المكرمة لأداء فريضة العمرة خلال الأيام الماضية، وقد كانت آخر زيارة لي لها قبل ما يزيد على خمسة أعوام، وقد مكثت هناك أوقاتا مميزة كما هي العادة عند كل زيارة لها، إنها مدينة عظيمة تزداد بهاءً وجمالاً، توليها القيادة الرشيدة - حفظها الله - الكثير من العناية والاهتمام، ويتضح جلياً في كل مرافقها وأماكنها المختلفة، إضافة إلى أعداد المسؤولين والمشرفين والعاملين هناك من مختلف القطاعات الحكومية ذات الصلة.
تشعر عندما تدخل منطقة الحرم المكي وما حوله أنك في بقعة جمعت كل جنسيات العالم جميعهم جاؤوا من أجل أوقات خاصة مع الله، ولا يمنعك ذلك من النظر حولك ومشاهدة حجم الاهتمام والرعاية التي توليها الجهات المختصة في المحافظة على زوار المسجد الحرام، وجعل مناسكهم وزيارتهم سهلة وميسرة.
يلفت نظرك حجم النظافة التي هي عنوان كل المرافق التي يستخدمها زوار البيت الحرام داخل وخارج الحرم، حيث يتم استخدام المواد والآلات، ويقوم بذلك عمال وفق إرشادات مشرفين يعملون على مدار 24 ساعة في اليوم، أعمال تنظيف وتعقيم وتطهير لا تتوقف، ورغم المستويات المختلفة من البشر الذين يأتون من كل دول العالم إلا أن عنوان المشهد العام هو النظافة التامة.
إن حجم التنظيم داخل الحرم المكي وفي كل الساحات المحيطة به، إضافة إلى ضبط بوابات الخروج والدخول يعرفك أن هناك إدارة قوية في إدارة الحشود التي ترد يومياً وعلى مدار الساعة، وكل هذا يساهم فى سهولة ويسر رحلة الزوار والمعتمرين في أداء مناسكهم وصلواتهم وخلوتهم مع الله.
إنها جهود كبيرة ومهمة ومستمرة لا تتوقف من التغيير والتطور المستمر بما يتناسب مع أعداد الزوار وأوقات الزيارة، وهي خطط مستمرة يقيس فيها المسؤولون الأعمال وفق مؤشرات الأداء من أجل العمل الدائم والمستمر.
لكل سؤال ستجد هناك له جوابا، ولكل مشكلة هناك حل، ولكل طلب هناك إفادة، ولن تحتار، ولن تعجز فطواقم الشركات الخاصة لكل ما تريد تجدها موجودة في أداء متميز وبأقصى سرعة، وكل ذلك وفق تنظيم، ولن تجد مجالا هناك للفوضى أو العشوائية.
ما ذكرته هو نقطة من بحر الاهتمام على مختلف أنواعه، فتصرف الأموال وتركز الجهود وتوظف الجهات أفرادا ومجموعات من أجل ذلك، وفارق الخمس السنوات ما بين الزيارة السابقة وزيارتي الأخيرة كان هناك عمل مستمر وتخطيط وتنظيم يفوق الوصف ويساهم في رحلة جديدة ميسرة وسهلة تتفوق فيها المملكة؛ هدفها الأول خدمة الأماكن المقدسة وضيوف الرحمن بطريقة مهنية احترافية يشهد عليها العالم في موسم الحج، بل وفي كل يوم من أيام العام.. اذهب هناك لترى ذلك.
نقلا عن الرياض السعودية