بقلم مريم النويمي: كيف أثر الذهب في طاقة الأنوثة
أثار الذهب اهتمام كل الحضارات منذ قديم الأزل، فهو يرمز إلى الشمس والنور والقوة والسلطة. وارتبط بأسطورة الخلود، حيث استخدمه القدماء بهدف إطالة العمر، والرومانيون اتخذوه علاجًا للأمراض الجلدية والقروح، واستُخدم في أوروبا القديمة مسكنا في حالات الالتهابات، وسُكّت منه العملات النقدية في عديد من الدول. وفي الصين اعتاد الفلاحون على وضع عملة ذهبية مع الأرز أثناء الطبخ لاعتقادهم بأن ذلك سيزودهم بالمعادن التي تحتاجها أجسادهم، وما زالت بعض المطاعم الصينية الفاخرة تستخدم ذهب عيار 24 في الطعام، وكذلك استخدموه في علاج الوخز بالإبر، وهو من أقدم الممارسات الطبية الصينية؛ حيث تستخدم إبر ذات رؤوس ذهبية لتخفيف الألم وزيادة تدفق الطاقة في الجسم.
واستُخدم في القارة الهندية ضمن النظام الطبي التقليدي أو (الأيورفيدا) ويركز هذا النوع من العلاج على التوازن بين جميع قوى الجسم والروح والعقل والجسد. وضع الملوك التيجان الذهبية على رؤوسهم لأن القدماء يعتقدون أن الذهب ينشط القدرات العقلية، ويُعتبر الفراعنة أول من استخدم الذهب لأغراض علاجية، كصنع حشوات الأسنان لأنه عنصر آمن للجسم البشري، لا يفسد ولا يحتوي على مواد سامة، ويتعرف عليه الجسم ولا يعتبره غريبا عنه.
واستخدم للأطفال كلقاح لتقوية مناعتهم، واستخدموه للزينة، فقد استخدمته كليوباترا لمكافحة الشيخوخة، فأصبحت الملكة أيقونة للجمال. وصُنع قناع الفرعون الذي لم ينجب، وفي بعض الأقاويل أنه أنجب بنتين ميتتين، الملك توت عنخ آمون، من الذهب الخالص.
ولا يزال الذهب أحد أكثر المعادن ثمنًا، بسبب مظهره الملفت الجذاب، ويكثر استخدامه في صنع المجوهرات للنساء، لأنه يضفي عليهن جمالًا ويزيد من طاقة الأنوثة والجذب لديهنّ.
النساء هن الفئة الأكثر استفادة من الذهب، فهو ينظم درجة حرارة الجسد ويساعد في تخفيف الهبات الساخنة المتعلقة بانخفاض هرمون الأستروجين. وكشفت بعض الأبحاث - التي تحتاج إلى دراسات أكثر لدعمها - أن ارتداء الذهب عيار 24 على الجلد مهدئ، ويقلل من الشعور بالألم بالذات الآلام المرتبطة بالتهاب المفاصل.
كذلك يقلل الذهب من الشعور بالتوتر والقلق، لذلك يمكن للمرأة عند تعرضها للضغوطات، أن ترتدي الحلى الذهبية لتتحسن حالتها النفسية، ولإزالة مشاعرها السلبية.
الذهب يعطي طاقة إيجابية، لأنه تنتج عنه اهتزازات تعمل على ارتخاء الأوعية الدموية فيزداد إمداد الأنسجة بالأوكسجين فيقل الشعور بالإرهاق. لذلك يعد لبس المجوهرات الذهبية من محفزات الطاقة في الجسم بالنسبة للنساء، وهذا لا يحدث للرجال لأن التفاعل مختلف. فأجساد الرجال تحتوي على كمية أقل من الدهون ووجود الدهون في أجساد النساء يعزز من مفعول الذهب الإيجابي، وقيل إن هذا التفاعل المختلف يعود أيضا للاختلاف في نسبة الدم أو الهيموجلوبين بين الجنسين.
أيضا للذهب مفعول سحري على الجلد، للاحتفاظ بالشباب ومقاومة التجاعيد، لذلك يوصي كثير من أطباء الجلدية باستخدام منتجات علاج البشرة التي تحتوي في مكوناتها على الذهب كالكريمات وأقنعة الوجه، فالذهب يعمل على زيادة إفراز الكولاجين ما يعطي المرأة الشعور بالشباب، وهذا لا يحدث في الرجال لأنهم يتفاعلون بشكل مختلف مع الذبذبة التي يحدثها معدن الذهب في الجسد.
وقيل إن الذهب يؤثر في هرمون الذكورة سلبيًا ويقلل من الخصوبة لدى الرجال، فهل كان لهذا دور في عدم إنجاب الفرعون توت صاحب القناع الذهبي؟ تساؤل مشروع.
على الرغم من كل فوائد الذهب التي آمن بها القدماء وشجعها بعض المعاصرين، إلا أن غلاء الذهب أجبر النساء على اقتناء الذهب المقلد بديلا مقبولا. فهل يؤثر ذلك في طاقة الأنوثة؟ نحتاج إلى دراسة علمية تُثبت ذلك أو تنفيه.