بقلم مها عبدالله: افهم لا تحفظ
يتحدث بفكرة اقتصادية متخصصة عن حراك السوق واللاعبين فيه، وبمحض الصدفة لاقت رواجًا كبيرًا بشكل غير متوقع، صنعت جدلًا اقتصاديًا شارك فيه حتى الأفراد غير المتخصصين في نظرهم. وظهرت أفكار مضادة أيضًا لاقت رواجًا أمامها، أتكلم عما يسمى «دخول كبار المستثمرين لقطاع صغير» كما سماها صاحب الرأي ذو الرواج، وظهر في لقاء واستمرت المسرحية المضحكة بتصريحات غير متوقعة لا تنم عن شخص يفقه في الاقتصاد حتى.
الذي حدث هو أن الفكرة اقتصاديًا صحيحة كونها تعتبر إحدى محددات السوق التي يجب مراقبتها من أعلى الهرم التنظيمي لهذا السوق، لكن صاحب الرأي سمع بالفكرة وهو لا يفقه معناها وأسقطها بحقده على إحدى العائلات التي فتحت مشاريع متوالية بتسويق عالٍ، فحدث الجدل من غير المدركين للخلط الذي حدث.
أولا: «ابتلاع السوق» لا يمكن إلا على قطاع استهلاكي (صغير)، وقطاع المواد الغذائية لدينا ليس صغيرًا! وبالتالي الفكرة لا تنطبق على القطاع المعني.
ثانيا: «الابتلاع» يكون بتعاون من عدد من اللاعبين الكبار بالاتفاق واتباع سياسة تحطيم الأسعار وتحمل خسارة صريحة أول عدة سنوات لخروج الصغار ومن ثم إعادة الأسعار أعلى مما كان والتعويض عن هذه الخسارة، طبعًا هذه السياسة صعب تطبيقها ونادرًا ما تحدث خاصة في ظل التضخم العالمي الحالي.
ثالثا: الاقتصاد المفتوح يندرج تحت رقابة عالية المستوى، لا يمكن بأي حال من الأحوال وجود مؤشرات اقتصادية غير جيدة دون اتخاذ إجراء إزاءها.
بعد التوضيح جرب أن تعود لقراءة الجدل الذي حدث، لا تنسى أن تحضر مشروبك المفضل، ستشهد مسرحية مضحكة جدًا كتبها مجموعة من «الجهلة» الواثقين.
أخيرًا.. أصحاب الجدل خرجوا في لقاء مرئي لمناقشة وجهات نظرهم المتعارضة مع محاور لا يسلم أمامها أي إنسان «حافظ مش فاهم»، لا تنس مشروبك المفضل قبل مشاهدة الحوار.