الأحد 06 أكتوبر 2024 الموافق 03 ربيع الثاني 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

الحضانات والمعلمات فى محكمة الأمهات.. وأسباب الاتهام بالتقصير

الأحد 29/نوفمبر/2020 - 12:26 م
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

فرضت صعوبة الحياة الاقتصادية ضرورة لجوء الأمهات إلى العمل، وترك صغارهم في حضانات ترعاهم في فترة تواجدهم في العمل، وهناك بعض الأمهات يتركن صغارهن حتى بعد فترات عملهم،مما أدى إلى ارتباط الطفل بالحضانة أكثر من منزله، وفي الحالتين سواء الظروف أجبرت الأم أو لم تجبرها، فدائما توجه للأم اتهامات بالتقصير في رعاية صغارها، هير نيوز تحدثت إلى بعض العاملين بالحضانات وبعض الأمهات للوقوف على أبعاد الأزمة.

معلمات رياض الأطفال هم من يتولين رعاية الصغار ويكن بديلا للأم خلال تلك الساعات التي يقضيها الطفل معهم، صفاء الدسوقي معلمة رياض أطفال وتعمل بهذا المجال منذ 10 سنوات، تحدثت إلينا في هذا الشأن، قائلة، " الطفل في سن الحضانة، يجد نفسه يبتعد عن أبيه وأمه لمدة 6 ساعات يذهب فيها إلينا، لتبدأ المعلمة هناك بتأسيسه أخلاقيآ وتعليميآ، كما يقوم فيها باكتساب المهارات اللغوية والمعلومات الدينية والرياضية والتفاعل مع زملائه من خلال اللعب معهم.

وعن المعايير التي يتم إختيار فيها معلمات رياض الأطفال ذكرت صفاء، " دور معلمة رياض الأطفال صعب جدا وليس أي شخص يستطيع أن يكون معلم رياض أطفال، فلابد أن تتمتع بالحنية ولين القلب وتملك صبرا لما في هذه المهنة من مشقة في التعامل مع الأطفال، وفي السنين الأخيرة بدأ الإهتمام يزداد بهذه المرحلة، لأنها هي الأساس الذى تبنى عليه حياة جيل كامل، فالمعايير يمكن أن نقسمها لقسمين معايير أكاديمية خاصة بالتخرج من الكلية المتخصصة ومعايير لها علاقة بالمهارات الشخصية.

وحول الاتهامات والمخاوف من تحول المعلمة لأم بديلة لدى الطفل، تقول "المعلمة لا تكون بديل للأم فلكل منهما دورا مختلفا عن الآخرى، ففي ظل الظروف المعيشية التي تمر بها البلاد، اضطرت الأم لمساعدة رب المنزل لتوفير دخل مادي للأسرة ليعيشوا في مستوى جيد ويلبوا طلبات أبنائهم، فالإعتماد على دخل الأب فقط أصبح لا يكفي، وأحيانًا بعض الأطفال يتعلقون بالمدرسة أكتر من الأم، ولكن ليس لعدم حنية الأم، أو تقصيرها، وإنما لأن الأطفال لديهم روح بريئة ويشعقون من يلعب معهم.

هناك أطفال يتعلقون بالمعلمة ويتقمصون شخصيتها فى البيت

وتتابع "هناك أطفال تتعلق بالمعلمة لدرجة تقمص شخصيتها فى البيت وتقليدها مع الأخوات، ونستطيع القول أن ٧٥ ٪ من الأطفال لو سألناهم نفسكم تكونوا ايه في المستقبل يجيبوا معلمات ".

وعن تأثير طول مدة وجود الطفل معهم أوضحت قائلة، " علينا أن نفرق بين مربيات الأطفال ومعلمات الأطفال، فالمعلمات يكن في مرحلة تمهيد له في المستقبل لكي يتعود على الابتعاد عن الأم والمنزل في وقت دراسته.

سارة علي،ولي أمر، وتعمل معلمة بإحدى الحضانات، تتفق مع صفاء في مسألة أن طبيعة الطفل تتمسك بمن يهتم بهم ويلاعبهم وليس لها علاقة بفكرة التقصير، فمن الطبيعي من طول المدة التي يقضيها سيتعلق بالمكان والأشخاص فيه، وترى أيضا أن المسألة ليست تقصير، خاصة إذا كانت الأم لديها ظروف معيشة صعبة تتطلب عملها.

سيدات يعملن لتحقيق الذات والكيان وأخريات مشغولات بالمشاوير

و رغم ذلك ألقت سارة اللوم على بعض الأمهات التي تترك صغارها بالحضانات مدة طويلة من أجل الفسح والخروج مع صديقاتها، وتذهب للعمل ليس للحاجة، إنما بحجة تحقيق الذات والكيان، وتنسى أن أهم شئ في كيانها هو أطفالها، التي يجب تعطيهم حقهم وتأخذ إجازة وترعاهم وحين يكبر ويعتمد على نفسه تستطيع مواصلة عملها.

وتروي "سارة "مواقف شاهدتها بحكم عملها بالحضانة لمده 7 سنوات، قائلة"رأيت أم تترك صغارها من 8 صباحا لـ6 مساءا، لأن عملها ينتهي في الرابعة عصرا وتقول لديها مشاوير، وآخرى تعمل دكتورة تتركهم للساعة الخامسة ويأتي والدهم على ميعاد حصصهم، لنجد أن الطفل أرهق ويذهب للنوم مباشرة ولا يجلس مع أب أو أم ولا يجد من يعرفه الصواب من الخطأ، فشعرت أنه واجب عليا أن أقوم أي طفل خاصة لأن أولياء أمورهم لا يجدوا وقت ليجلسوا معهم، وكنت أسمع أشياء خطأ وأصحح لهم تلك الأخطاء.

ضغوط الحياة تتطلبت خروج الأم للعمل وترك رضيعها فى الحضانة رغما عنها

أما فاطمة ربيعي، أحد أولياء الأمور، تقول، إن ذهاب الطفل للحضانة أمر أصبح هام جدا ليتأهل منها للمرحلة الابتدائية، خاصة مع انشغال أولياء الأمور عن تعليم صغارهم أساسيات القراءة والكتابة، وعن فكرة تقصير الأمهات ترى أنه ليس إهمالا من الأب أو الأم، وذلك بسبب أن ضغوط الحياة تتطلبت خروج الأم للعمل وترك رضيعها رغما عنها، حتى تستطيع أن توفر له احتياجاته، فمثل ما يقولون مجبر أخاك.

وتضيف"ربيعى": أحيانا ينصح الأطباء بذهاب الطفل لاندماجه في وسط مفتوح خوفا من مخاطر التوحد، ولو أن الأم لا تعمل ولا توجد مشاكل فلا تفضل أن يذهب الطفل في سن مبكر فتنتظر حتى يعتمد على نفسه ويستطيع أن يوصف أي ضرر سواء نفسي أو عضوي قد يحدث له، خاصة أن هناك انتهاكات تحدث ضد الأطفال، وقد علمت بعض القصص التي زادتني إصرار على عدم وضع ابني في حضانة إذا ظروفي لم تضطرني لهذا الأمر".

الحضانة أمان نفسى للأطفال أكثر من العزاءات والمصالح الحكومية

غادة عادل صاحبة ‎Kids Corner كان لها رأي مختلفا خاصة وأنها أم وتملك حضانة تشرف على العديد من الأطفال، فقالت "من حق الأم "تفصل" وتتفسح فى هدوء وأن الخروجة التى فيها أطفال ليست خروجة للطفل أو الأم، "وكمان فى أماكن ماينفعش الطفل يروحها زي الفرح أو العزا أو المصالح الحكومية"، فبالتالي الحضانة أمان ليه".

وترى غادة أن الطفل يحتاج مكان يجعله شخص اجتماعي ولا ينغلق على نفسه، فتقول أنه يجب أن يذهب من سن 9 شهور حتى يتأقلم سواء الأم تعمل أم لا، فإذا انتظرت حتى يكمل الطفل 3 سنوات سيصبح الأمر أكثر صعوبة، فالحضانة كالمدرسة،فهل يؤذى الطفل ذهابه إلى المدرسة، وعند المقارنة بين الطفل الذي يذهب للحضانة والطفل الذي يلزم المنزل، نجد فرقا كبيرا بينهم سواء في القدرات والمهارات، كما أن وجود الطفل في المنزل يجعله يتعرض لأجهزة التابلت والهاتف، والتي تسبب خللا لدى الطفل.

وعن ردها على فكرة اتهام الأمهات بالتقصير قالت، " كل واحد أدرى بظروفه وعنده ظروفه وماحدش هيحب طفلي أكتر مني كأم، الناس هى اللي بتحب تتدخل في اللي مايخصهاش وتعدل على سلوكيات الناس، أنا كنت بودي بنتى ٨ ساعات أو 12 ساعة أو أقل حسب شغلي، وعلاقتي ببنتي هي هي، مين بيربي ويكبر ويحمي ويدلع ويجيب لعب ويسافر، فالحضانة البيت التاني للطفل لكن مايحلش مكان بيته الأول".