بقلم مها الوابل: مركز التواصل الحكومي في المملكة

جاء مركز التواصل الحكومي في المملكة مواكبًا لتطلعات الحراك التنموي، الذي تشهده المملكة في مختلف المجالات الحيوية اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا، ويعتبر ذراعًا حيويًا ومهمًا لوزارة الإعلام يعمل على تعزيز صورة المملكة محليًا، وإقليمًا، ودوليًا، وينهض بالعديد من المبادرات والمشاريع الإعلامية، التي غيّرت مفهوم العمل الإعلامي في المملكة، ورفعت من سقف الطموحات المتوقعة في المجال الإعلامي، وما يحظى به من دعم كبير، لتقديم خدمات إعلامية ترقى لمستوى المتلقين من الجهات والأفراد.

تأسس المركز منذ عام 2018م، حيث يعتبر مركزًا تنسيقيًا استشاريًا يعمل على بناء علاقات تشاركية وإعلامية مع إدارات الإعلام والاتصال المؤسسي في الأجهزة الحكومية، كما يعمل على دعمها، ويتفاعل مع ردود الأفعال، ويتولى مهمة إنشاء ورش العمل المتخصِّصة للعاملين والمهتمين في المجال، إضافةً إلى تدريب الإعلاميين، وإعدادهم للعمل في مواقع إعلاميَّة قيادية. كما يدعم المركز المنصات الرقمية، ويساعد الجهات الحكوميَّة على تطويرها، ويرصد تطوير أبرز المشاريع التنموية في الدولة، ونشرها في إصدارات دورية.

ويهدف المركز إلى التنسيق بين الأجهزة الحكومية ووسائل الإعلام، كما أنه يقدم خدمات استشارية إعلامية، من أبرزها كيفية إدارة الأزمات الإعلاميَّة، وطريقة رسم الخطط الإستراتيجية، وإدارة الحملات الاتصالية، وقد كان تعامله الإعلامي خلال فترة جائحة كورونا شاهداً على حرفية العمل الذي قدمه المركز على مدى عامين.

مركز التواصل الحكومي أدار عدداً من الملفات الوطنية والدولية، كما وتبني عدداً من المبادرات في مجال التخصص، ومن أهم هذه النجاحات التي تنسب إلى مركز التواصل الحكومي هو البرنامج الإعلامي الموحد، الذي يعدُّ أداة الاتصال التي تجمع بين كافة الإدارات الإعلاميَّة في الأجهزة الحكومية لمساعدتهم على تبادل الخبرات، وضمان صناعة المحتويات الإعلاميَّة وفق استراتيجية المركز.

وقدّم التواصل الحكومي منذ تأسيسه العديد من المشروعات والمبادرات الإعلامية والاتصالية، ومنها واحة الإعلام والتي تُغيّر المفهوم التقليدي للمراكز الإعلامية، حيث تصاحب القمم والأحداث الكبرى للمملكة محليًّا ودوليًّا، وتسلط الضوء عبر مناطقها المتنوعة بشكل تفاعلي وإبداعي على مشروعات رؤية السعودية 2030 إضافةً إلى مركز إعلامي متكامل يدعم تغطية الأحداث الكبرى، ويقدم المعلومات لممثلي وسائل الإعلام المحلية والدولية، ومشروع متحدثون الذي يهدف إلى تطوير مهارات ومعارف المتحدثين الرسميين، عبر الحقائب التدريبية النظرية، والتطبيقات العملية بالشراكة مع نخبة المتخصصين.

بالإضافة إلى مشروع ميدياثون وهو حدث يتنافس الإعلاميون من خلاله والمهتمون لابتكار مبادرات ومشروعات نوعية تساهم في حل تحديات الإعلام، ولتطوير مهارات حديثي التخرج يُقدم مشروع تواصل دعمًا مهاريًّا للطلبة في مجالات المحتوى الرقمي عبر إشراكهم بالتدريب في سوق العمل مع العديد من الشركات المتخصصة.

وينفذ التواصل الحكومي إحدى مبادرات برنامج تنمية القدرات البشرية، وهي مبادرة كنوز المتخصصة في إنتاج الأفلام التي تحكي قصة الإنسان والمكان السعودي، وكذلك جائزة التميُّز الإعلامي التي تحتفي بالأعمال الإعلامية المتميزة، والشخصيات الإعلامية ذات البصمات النوعية في كل عام.

إضافةً إلى إدارة المركز لغرف العمليات الإعلامية كغرفة عمليات موسم الحج وغرفة عمليات متابعة فيروس كورونا «كوفيد 19»، والعديد من غرف العمليات المبتكرة والداعمة لمختلف الأحداث والمناسبات.

إن مركز التواصل الحكومي يقدم المحتوى الإعلامي في قوالب سهلة ومميزة للمتلقي ويحاكي الجميع في تطوير دائم ومستمر، وفي نقل سريع بل في وقت قياسي، وسيجد كل من يعمل في القطاعات الحكومية، وفي المراكز الإعلامية وإدارات الإعلام كل ما يحتاج له لدى مركز التواصل الحكومي، فهو الداعم والمرشد والمستشار لكل من يعمل هناك، بل يتعدّى ذلك إلى الإعلاميين وطلاب كليات الإعلام وأقسامها، وكل ما يلزم هو المتابعة والتعلم من تجربة مميزة ورائدة على مستوى الوطن وهي تجربة مركز التواصل الحكومي، التي تبلغ عمرًا زمنيًا قصيرًا منذ تأسيسه، لكن بخبرة إعلامية كبيرة أنتجت كل هذه النجاحات والإنجازات التي نراها في مسيرته.

يجدر بالذكر ما لمسه التواصل الحكومي من دعم وتمكين مستمرين من قبل معالي وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري، والذي ساهم في تعزيز أعمال المركز ومشروعاته المتعددة، ونشهد مؤخرًا الحراك الإيجابي المتصاعد لمنظومة الإعلام بقيادة ومتابعة معالي الوزير، حيث يسهم ذلك النشاط المتواصل في تطوير القطاع وكوادره.